الكاشف نيوز - وكالات :
أعلن في أربيل عاصمة اقليم كردستان العراق الشمالي عن اعتقال ستة شبان تناوبوا على اغتصاب فتاة سورية لاجئة في الاقليم عمرها 16 عامًا في جريمة أثارت غضب واحتجاجات منظمات انسانية.
حيث أعلن جهاز أمن الاقليم "الاسايش" في أربيل اعتقال الشبان الستة المتهمين في قضية اغتصاب الشابة السورية الكردية. وقال في بيان إنه بعد اجراء تحقيقات حول تلك القضية تم القاء القبض على المتهمين في مدينة أربيل وبعد اعتقالهم اعترفوا بارتكاب جريمتهم وتم نقلهم الى مديرية شرطة أربيل لاستكمال التحقيقات حول القضية ثم محاكمتهم.
وقالت مصادر إعلامية كردية إن ستة شباب قد تناوبوا على اغتصاب لاجئة سورية في السادسة عشرة من عمرها لجأت مع عائلتها إلى إقليم كردستان، وإن حادث الاغتصاب قد وقع عندما كانت الفتاة عائدة من العمل في السابعة من مساء الثلاثاء حين اعترضها ثلاثة شباب يستقلون سيارة "هونداي" بيضاء وزجّوا بها الى داخل السيارة وقاموا بتعصيب عينيها وربط قدميها وبدأوا بالإعتداء عليها جنسياً.
ثم شارك ثلاثة آخرون في جريمة الاغتصاب لاحقاً في ضواحي المدينة ثم فروا من المكان لتجدها عائلة كردية من أربيل عارية وقامت بتغطية جسدها وتسليمها للشرطة. وقالت الفتاة لتلفزيون "روداو" المحلي المقرب من رئيس حكومة اقليم كردستان نجيرفان بارزاني إنها قادرة على التعرف على الجناة الذين كانوا يتكلمون باللهجة الكردية التي يتحدث بها سكان اقليم كردستان. وكانت تقارير لمنظمات محلية وأجنبية أشارت إلى أن عددًا من اللاجئات السوريات تعرضن إلى الإستغلال الجنسي في إقليم كردستان خلال الفترة الماضية.
ومن جهته، قال لاجئ سوري إن الفتاة تنتمي الى عائلة محدودة الدخل لجأت الى أربيل قبل فترة بسبب الحرب الدائرة في سوريا، وهي تعمل في أحد مراكز التسوق في عاصمة الاقليم. وأوضح أن ثلاثة شباب اعترضوا الفتاة في الشارع وأدخلوها عنوة في سيارة كانوا يستقلونها ثم اقتادوها إلى أطراف المدينة، حيث انضم اليهم ثلاثة آخرون وتناوبوا على اغتصابها وتركوها هناك.
وعلى الصعيد الرسمي، أكدت شرطة أربيل وقوع الحادث، وهو الأول من نوعه منذ بدء موجة النزوح الكردي الى كردستان العراق عام 2011، حيث قال مسؤول أمني إن الأجهزة الشرطية تحقق في الموضوع لمعرفة الاشخاص وجنسياتهم وقومياتهم من دون الكشف عن تفاصيل اكثر.
وشعبيًا، عبر مجلس المنظمات المدنية في إقليم كردستان عن الغضب لاغتصاب اللاجئة السورية من قبل الشبان الستة في أربيل عاصمة الاقليم مطالبًا الجهات الأمنية بإجراء تحقيق في القضية وملاحقة ومعاقبة الجناة. وطالب المجلس في بيان المنظمات المدنية بعدم السكوت عن هذه الجريمة داعيًا الأجهزة الأمنية الى إجراء تحقيق دقيق في الحادث وملاحقة ومعاقبة الجناة.
كما حمل لاجئون سلطات كردستان مسؤولية الحفاظ على أمنهم واتهموها بالتقصير، فيما دعا آخرون الى ضبط النفس وعدم القيام بتصرفات تسيء إلى اللاجئين السوريين الموجودين في الإقليم، لكنهم طالبوا سلطات الإقليم بالإسراع في التحقيقات وملاحقة المجرمين والقبض عليهم ومحاكمتهم.
ودان مثقفون وإعلاميون أكراد سوريون "هذه الجريمة"، وطالبوا بمحاسبة الجناة، لكنهم دعوا في الوقت نفسه إلى عدم استغلال الحادث لإثارة البلبلة ونشر الفوضى لأهداف سياسية لا تخدم الاكراد السوريين في الاقليم.
وقالوا في بيان صحافي: "نحن مجموعة من النشطاء والمثقفين الكرد نستنكر ونشجب الجريمة الجنائية البشعة التي حصلت في عاصمة إقليم كردستان ضد الفتاة الكردية السورية على يد مجموعة من الوحوش البشرية". وشددوا على ضرورة "محاكمة هؤلاء المجرمين بمحاكمة عادلة وعلنية ونشر إعترافاتهم في جميع وسائل الإعلام وتقديمهم للعدالة لإتخاذ أشد العقوبات بحقهم كي لا تتكرر مثل هذه الجرائم في المجتمع الكردي".
كما دان المجلس الأقليمي الحر الداعم لحقوق الإنسان اختطاف واغتصاب الفتاة الكردية السورية اللاجئة ووصف ذلك بأنه "جريمة بشعة وشنيعة ضد الإنسانية والطفولة". واكد انه سيمارس ضغطاً على حكومة الإقليم للكشف عن الجناة و تشديد العقوبات الجزائية ضد مرتكبي جرائم الإغتصاب.
وقد قدم ناشطون اكراد سوريون طلباً للحصول على رخصة من مجلس المحافظة في أربيل للقيام باعتصام أمام مقر برلمان الاقليم في أربيل اليوم الخميس.
ويبلغ عدد النازحين السوريين في اقليم كردستان العر اق حاليًا أكثر من ربع مليون لاجئ سوري أعدت لهم سلطاته سبعة مخيمات دائمة وثلاثة أخرى موقتة بعد أن تدفقوا على الاقليم اثر اشتداد المعارك في بلادهم وغالبيتهم الساحقة من اكراد سوريا الذين نزحوا من محافظة القامشلي ومنطقتي عفرين وكوباني التابعتين لمحافظة حلب شمال سوريا.