القاهرة - الكاشف نيوز
بدأت الخطة منذ اللحظة التي التقى فيها "هشام" جواهرجي مع "عواطف" تاجرة ذهب تحمل الجنسية السودانية، لم يتردد كثيرا في أن يخرج هشام سكين من خزينة محله "مشغولات ذهبية"، يقع في منطقة الصاغة وسط محافظة القاهرة"، ويقطع رأس "عواطف"، لسرقتها، وبعد ذلك حمل الجثة إلى سرداب في المحل، وقام بتقطيع جسدها لأشلاء وألقى بها في أماكن متفرقة من القاهرة والجيزة، وكانت من بينهم "رأس الضحية"، التي تم العثور عليها في بداية أبريل الماضي، ملقاه داخل صندوق قمامة بمنطقة فيصل التابعة لحي بولاق الدكرور، غرب محافظة الجيزة، وبعد نشر صورها تعرف أحد الأشخاص عليها، وتم الكشف عن هويتها، وتمكنت القوات من كشف ملابسات الواقعة بالكامل.
قبل ساعات من الآن.. اقتادت قوات الأمن الجواهرجي المنسوب إليه تهمة القتل العمد إلى محكمة جنوب الجيزة، التي تقع في ميدان الجيزة، وصعد المتهم إلى الطابق السابع في المحكمة، ومثل أمام محقق النيابة، شريف صديق، وكيل أول نيابة حوادث جنوب الجيزة، وسأله محقق النيابة هشام: "أنت متهم بقتل عواطف في بداية أبريل الماضي وتقطيع جثتها لأشلاء.. فهل أنت مذنب؟"، أجاب المتهم: "أيوة أنا قتلتها كنت بشتري منها كمية من المشغولات الذهبية وبعدين حصلت مشادة كلامية.. مسكت السكين وقطعت رقبتها على طول.. وأخدت الذهب اللي معها".
ملف القضية التي تمت إحالتها لمحكمة الجنايات، يحتوي على تفاصيل كثيرة بينها تحريات المباحث بشأن الواقعة، وأيضا أقوال عدد من الشهود، واعترافات تفصيلة للمتهم، وتقرير الطب الشرعي الخاص بالمجنى عليها.. وجاءت الاعترافات كالتالي:
قطعت رقبتها:
حسب ما جاء في تحقيقات نيابة حوادث جنوب الجيزة، تحت إشراف المستشار حاتم فاضل المحامى العام الأول لنيابات جنوب الجيزة، ومحمد خالد رئيس نيابة حوادث جنوب الجيزة، الذى أجرى معاينة تصويرية للواقعة وباشر التحقيقات فى القضية منذ وقوع الجريمة بداية شهر ابريل الماضي، والقبض على المتهم بعد مرور 7 أيام على العثور على رأس الضحية فى صندوق قمامة، أن المتهم الرئيسي "هشام" جواهرجي (47 سنة)، اعترف في التحقيقات في الاتهامات المنسوبة إليه بالقتل العمد المرتبط بالسرقة، لـ"المجني عليها" عواطف حسن (48 سنة)، تحمل الجنسية السودانية، وقال تاجر الذهب في التحقيقات التي باشرها المستشار محمد خالد رئيس نيابة حوادث جنوب الجيزة: "أنا اللي قتلتها.. اللي حصل، الضحية كانت 3 مرة تجي ليا المحل، كانت بتيجي على فترات، أول مرة من عدة شهور جت ليا وسألت على سعر الدولار، وبعدها بشهر جت تاني وباعت ليا غويشة وبعدين جت ليا يوم الجمعة اللي فاتت.. ودي كانت أخر زيارة ليا وليها في مصر".
يواصل الجوهرجي حديثه عن الجريمة في أثناء مثوله للتحقيق أمام محمد عمر، وكيل أول نيابة حوادث جنوب الجيزة، قائلا: "يوم السبت اللي فات، وبالتحديد الساعة كانت 9 بالليل، لقيت المجني عليها داخله المحل عندي، وسألتني على أسعار الذهب، وأنا رديت، عليها لأني كنت أعرفها كانت تالت مرة تيجي ليا المحل، وبعدين طلبت ليها مشروب عصير، وعرضت عليا اشتري منها كمية من المشغولات الذهبية عبارة عن 2 غويشة وأسورة وخاتم، وقلت ليها سعر معجبهاش، شتمتني، وقالت ليا أنت حرامي ونصاب كمان، والصوت كان عالي بينا، روحت قفلت باب المحل الزجاج، وبعدين خرجت سكين من درج المكتب وضربتها 3 طعنات في الصدر والرقبة، وقعت من على الكرسي جثة هامدة على سجادة المحل، طبعا محدش عرف بالخناقة، علشان كان معظم المحلات إجازة بمناسبة عيد الأقباط واحتفالات الربيع.
- حكاية سرداب الموت:
يستكمل التاجر اعترافه بالجريمة في التحقيقات التي جرت تحت إشراف المستشار حاتم فاضل المحامي العام الأول لنيابات جنوب الجيزة، قائلا: "وبعدين شربت سيجارة، وقلت اتصرف أزاي، مش هعرف أخرج بالجثة من المحل، المحل صغير، ناديت على ابني محمد 22 سنة طالب بكلية الحقوق، أصلا عندي 3 أولاد وبنتين ومحمد بيجي يوقف معايا في المحل، وناديت كمان على ابن أختي أحمد 15 سنة، بيجي المحل ينظف ويساعدني، أصل إحنا بنتاجر في الذهب من زمان، المحل ده بتاعنا أنا ورثته عن والدي الله يرحمه، وقلت خلاص لازم اتخلص من الجثة، طلبت من ابني يروح يشتري أكياس بلاستيك سوداء كبيرة، وطلبت من ابن أختي يراقب ليا الطريق، وأي حد يسأل عليا يقول مش موجود، وبعدين شيلت الخزينة بتاعت المحل وخلعت 3 بلطات، وشيلت الجثة ونزلت بيها السرداب، أصل زمان حصل هبوط أرضي في المنطقة، وبعدين الخزينة بتاعت المحل وقعت تحت الأرض، واتفقنا أن ده يكون مكان سري، وعملنا ترميم، ومحدش كان يعرف أن هنا سرداب غيري أنا وابني بس، وبعدين مسكت السكين وقطعت رقبتها في الأول وفصلتها عن جسمها، وقطعت الذرعين، وبعدين القدمين، وقطعت الظهر لجزئين، التقطيع استمر حوالي 3 ساعات، وكان محمد ابني جاب الأكياس، حطيت الأشلاء في 8 أكياس، وبدأت أول يوم رميت 4 أكياس في منطقة المدابغ والمقابر بصلاح سالم، والجيارة بمحافظة القاهرة".
يضيف التاجر في اعترافاته: "تاني يوم بعد الساعة 11 بالليل، الدنيا كانت هادية في المنطقة والمحلات مغلقة، روحت بعربيتي فتحت المحل ونزلت السرداب أخدت 4 شنط كمان، وحطتهم في شنطة العربية بتاعتي، الكلام للمتهم".
يتابع المتهم قائلا: "أنا عندي عربية ملاكي ماركة سكودا، وتحركت بالشنطة إلى منطقة المنشية وأسفل الطريق الدائري وشارع فيصل، ورجعت على المحل وخليت ابن أختي نظف المحل بالكامل، وروحت بيعت الذهب بتاع الضحية بـ16 ألف جنيه، لحد ما فوجئت بوصول قوات الشرطة في المحل وكأنه ثكنة عسكرية، والضباط بدأت تقول إن الكاميرات أكدت أن عواطف يقصد الضحية، جت عندك ومخرجتش يوم الجمعة اللي فاتت، بصراحة أنا عرفت أن الموضوع اكشف، وأنا لسه هتكلم، لقيت ضابط كبير حضر وكل الضباط وقفت انتباه، بيقول له هو ده يا باشا هشام اللي قتل عواطف وقطعها يا فندم، وعرفت من الضابط اللي كان واقف جنبي أن ده اللواء إبراهيم الديب مدير مباحث الجيزة، واعترفت بكل حاجة، مكنش فيه مفر، القضية كانت اتكشفت".
- تمثيل الجريمة في 8 أماكن بالقاهرة والجيزة:
وحسبما جاء في التحقيقات، أنه عقب الانتهاء من مناقشة المتهم بقتل وتقطيع جسد تاجرة سودانية بدافع السرقة، ناقشت النيابة ابن المتهم وابن شقيقته، وتم اقتياد الثلاثة فجر أمس، إلى مسرح الجريمة، وسجلت النيابة اعترافات للمتهم وابنه وابن شقيقته عن كيفية ارتكاب الجريمة، انتقلت النيابة بحصبة المتهمين تحت حراسة أمنية مشددة، تحت قيادة المقدم محمد الجوهري رئيس مباحث بولاق الدكرور، و الرائد طارق مدحت معاون المباحث، إلى 8 مناطق في القاهرة والجيزة لتمثيل الجريمة وهي جزء خاص بالتخلص من الجثة، وعثرت القوات على بقايا لحوم لجسد الضحية في السرداب وفوطة عليها آثار دماء، وعظام في منطقة المقابر بصلاح سالم".
أرملة تمارس نشاط التجارة في الذهب واللحوم:
جاء في تحريات المباحث التي جرت بمعرفة فريق من ضباط البحث الجنائي بالجيزة، تحت قيادة اللواء محمد عبدالتواب نائب مدير الإدارة العامة للمباحث، والعقيد طارق حمزة مفتش مباحث غرب الجيزة، والمقدم هشام بهجت وكيل فرقة الغرب، والمقدم محمد الجوهري رئيس مباحث بولاق الدكرور، والرائد طارق مدحت معاون المباحث، والرائد أيمن السكوري، معاون المباحث: "المجني عليها تحمل الجنسية السودانية، أرملة، لديها ابنه واحدة، ومقيمة في السودان، وكانت تزور مصر كل فترة منذ 15 عامًا، لممارسة نشاط بيع الذهب واللحوم، وأن الضحية تقيم في فندق بمنطقة العتبة، وتحجز سريرًا بـ35 جنيها في الليلة، وأن رحلة إقامتها في القاهرة قبل مقتلها 5 أيام، وأنها على علاقة بتاجر ذهب في منطقة الصاغة منذ عدة سنوات وتحضر له كل فترة لبيع الذهب، ولحوم، وشراء بالمبالغ المالية التي تتحصل عليها من البيع شراء أجهزة كهربائية، ومدة رحلتها لا تتجاوز الـ5 أيام في كل مرة.
- أمين الصاغة:
انتقلت "الوطن" إلى مسرح الجريمة "محل لبيع المشغولات الذهبية"، المحل الذي شهد الجريمة، يحمل لفتة "أمين الصاغة"، مغلق وعليه حراسة أمنية مشددة من قبل قوات الشرطة، بقرار من النيابة العامة التي تباشر التحقيق في الواقعة، أصحاب المحلات الموجودين في منطقة الصاغة المجاورين للمحل الذي شهد الحادث، لم يتحدثوا سوى بكلمات "إحنا منعرفش حاجة عن صاحب المحل، هو راجل في حاله، وفوجئنا بالشرطة، وجريمة القتل اللي حصلت، والقضية بتحقق في النيابة".
- إحالة للجنايات:
بعد ما يقرب من ثلاثة أشهر من حبس المتهمين الثلاثة على ذمة التحقيقات فى الواقعة، أصدرت نيابة حوادث جنوب الجيزة، قرار بإحالتهم للمحاكمة الجنائية أمام محكمة الجنايات، ووجهت النيابة تهمة القتل العمد المرتبطة بالسرقة للمتهم الأول، والثاني والثالث، تهمة التستر وإخفاء جريمة، وذلك بعدما تسلمت تحريات المباحث النهائية حول الواقعة، وتقرير الطب الشرعي الخاص بالضحية. وحاولت "الوطن" التواصل مع أحد من أفراد الجالية السودانية في مصر، أو أحد من أسرتها، لكن لم تتمكن.