أخر الأخبار
انهيار الخطوط الحمر
انهيار الخطوط الحمر

كتب محمد رشيد : 

 

لا احد لديه مفتاح ذهبي لحل للازمة الراهنة ، او فكفكة تعقيداتها ، فمبدئيا الحرب بين غزة و اسرائيل لن يوقفها ،  الا شعور احد الطرفين بالم غير محمول ، او اقتناع احدهما بنصر حقيقي غير مسبوق ، انطباع وهمي يترك إحساسا بتعادل النصر ، او التساوي في مرارة  الهزيمة ، بغير ذلك ، و قبل ذلك ، من الصعب للغاية رؤية اي ضوء في نهاية النفق الجديد ، نفق الحرب الاسرائيلية -  الغزاوية .
بيانات مراكز الاستطلاع الاسرائيلية عن الانتخابات الاسرائيلية من جهة ، و اصطفاف القوى في غزة تقرران حجم اتساع الحرب و استمراها
 
 
التعقيد الاضافي في هذه الحرب جاء مبكرا ، فهي حرب انطلقت من الذروة ، من المشهد الدرامي لاغتيال احمد الجعبري ، القائد الفعلي للجناح العسكري في حركة " حماس " ، و حرب تبدا من تلك الذروة العالية ، ستبقى تائهة ،  باحثة عن القاع لبعض طويل من الوقت ، و  هو بحث ليس بالسهل على الطرف الفلسطيني من هذه الحرب ، و اي تسليم بالأمر الواقع من قبل " حماس " ، يعني بداية النهاية ، و إقرار معلن بالهزيمة من الناحية المعنوية امام انهيار خط احمر واضح ، ربما غامرت اسرائيل باسقاطه ، و قد تندم !!
 
غزة تحولت الى قضية مصرية ، و القاهرة في موقع المبادرة ، لكن التوقعات تبقى دون اي احتمال في تورط مصري عسكري
 
لم تتاخر حركة المقاومة الاسلامية و الجهاد الاسلامي الفلسطيني في تجاوز الخط الاحمر من جانبيهما  ، و استخدمتا ما لم يستخدم في المعارك و الحروب السابقة ، لتضرب و تستهدف تل أبيب و مدن اخرى ، فوضعتا ، و بدفعة واحدة ، بنيامين نتنياهو  رئيس الوزراء الاسرائيلي ، امام احد خيارين ، اما المغامرة بمصيره السياسي و قبول تهدئة تعد نصرا لحركات المقاومة الفلسطينية ، او ابتلاع " سكين " التصعيد المفتوح دون تقدير مسبق لنتائج مثل ذلك التصعيد .
تفاوت واضح بين القدرات العسكرية لطرفي الحرب ، يقابله تفاوت واضح في قدرة احتمال الخسائر البشرية و الضغوط الاقتصادية
 
 
دون أدنى شك ،  تستطيع اسرائيل العسكرية ايقاع أذى مدمر بالقطاع و اهله ، لكن هناك مسافة كبيرة بين امتلاك القدرة التدميرية ، او الشروع باستخدامها ، و المسافة الفاصلة تلك ليست ضغوطا سياسية إقليمية او دولية ، بل هي حسابات انتخابية إسرائيلية بحتة ، و بتعبير اخر ، فان استطلاعات مراكز الرصد الموثوقة في اسرائيل ، هي اليوم غرفة العمليات المركزية لدى بنيامين نتنياهو ، و هي المرشد و الدليل. .
 
الرئيس أوباما يتجاهل رام الله تماماً و يركز اتصالاته مع القاهرة ، و محمود عباس يجد نفسه في موقف المتفرج و غير ذي صلة
 
من جانبها تستطيع القوى المقاتلة في قطاع غزة إطالة أمد الحرب ، و استخدام موارد قتالية غير مسبوقة ، و بالقطع لدى هذه القوى كميات من صواريخ " فجر " 5 و 3 ، و لديها ايضا ، غير تلك الصواريخ من  ادوات قتالية لم تستعمل بعد ، و تستطيع أيضاً تحمل منسوبا عال نسبيا  من الخسائر البشرية ،  يفوق طاقة احتمال دولة  اسرائيل و المجتمع الاسرائيلي ، لكن ذلك لا يعني بان هذه القوى لا تقف عند حسابات سياسية ، او انها تتجاهل حسابات الربح و الخسارة بالكامل و بطريقة عبثية. .
 
 
حركة " حماس " تحديدا ، لديها ما تخسر ، كما ان لديها ما تربح ، فهي الجهة المعنية بدقة الحسابات السياسية و غير السياسية ، و قيادة " حماس " ليست في وضع لا تحسد عليه ، فهي " محشورة " بين الحرب التي تشنها اسرائيل من جهة ، و ميول التصعيد اللامحدود من قوى رئيسية في قطاع غزة ، سواء كانت تلك الميول لاسباب سياسية او فكرية او جهادية ، و بالتالي ، مثلها مثل الحكومة الاسرائيلية ، فان قيادة حركة " حماس " ، تضع نصب عينها مكانتها و قيادتها في غزة ، خاصة و ان " حكومة "  من الحركة هي من تسيطر و تدير شؤون القطاع منذ اكثر من خمس سنوات. .
 
 
الطرف الثالث المعني بحسابات الربح و الخسارة هي القيادة المصرية ، و ربما اكثر دقة ، الرئيس محمد مرسي ، اول رئيس مدني في تاريخ الجمهورية ، و كذلك حركة الاخوان المسلمين و ذراعها السياسي ، يجدون انفسهم امام اختبار و تحدي في غير توقيته ، و بغير إرادتهم ، مع ملاحظة تطور ملفت في سلوك و نظرة المجتمع الدولي لدور مصر و رئيسها ، فبخلاف العهود و التجارب السابقة ، لم تضيع  الولايات المتحدة و اوروبا الكثير من الوقت ، فاتصل الرئيس باراك أوباما ، و كذلك قادة اوروبا ،  بالرئيس مرسي و حكومته ، ضغطا بيد ، و تلويح باستعادة مصر لبعض دورها الاقليمي ، و ان كنت أظن ان قطاع غزة في وضعه الراهن اصبح شأنا مصريا داخليا الى أشعار اخر!
 
 
مع كل تلك التطورات ، ليس في الافق ما يشير الى رغبة مصرية في الانجرار الى هذه الحرب ، بل ان القاهرة قد تعمد الى قدر صاخب من التضامن و التأييد للمدافعين عن القطاع في العلن ، و الى قدر اكبر من التعاون و التحرك لتبريد النيران المشتعلة ، و محاولة استعادة قدر مقبول من الهدوء على جبهات القتال ، بالتعاون مع الولايات المتحدة الامريكية ، و عبر اتصالات هادئة مع حكومة نتنياهو من خلال القنوات المعتمدة ، و من اجل كل ذلك ليس لدى القاهرة ترف التوقف امام الخطوط الحمر ، الا الحرب ، فهو الخطر الاحمر الوحيد الذي لن يسمح بتجاوزه ، مهما كانت الأسباب و الضواغط . .
 
 
محمود عباس ، الرئيس المنتهية ولايته ، هو الاخر معني بالوضع الراهن ، فعلى نحو مفاجئ يجد عباس نفسه متفرجا محايدا على المشهد ، و معلقا سياسيا على تطوراته ، و لكن عن بعد ، حتى و ان كان عباس يحاول إضفاء بعض الروح على تصريحاته ، فقد اعلن ناطق فلسطيني قطع عباس لرحلته الأوروبية و العودة الى رام الله ، لكن الكل يعرف الحقيقة ، لان رحلة عباس كان مقرر لها ان تنتهي يوم الأربعاء الماضي في كل الأحوال ؟!!
 
 
عباس يجد حرجا شديدا في تبني اي موقف واضح ، و هو يدرك ان لا شيئ من مصائر هذه الحرب بين يديه ، و لا احد يشاوره او يتصل به ، بل حتى اسرائيل قررت ان لا تساير " نفاق " و مراوغات عباس السابقة في حرب 2008 ، حين كان يوجه ادانات شديدة لإسرائيل في العلن ، و يلح على استمرار الحرب سرا ، و في ملفات وزير فلسطيني واحد على الاقل ، معلومات و صفحات سوداء عن تلك المرحلة ، وزير لم يقرر بعد التحدث علنا عن الامر لحراجة موقفه.
 
 
محمود عباس ، لم يكن يوما رقما صعبا ، لكن شرعيته أيضاً لم تعد خطا احمرا ، حتى عند اقرب اصدقائه الأمريكيين و الأوربيين ، و اكثر من ذلك تجاوزته الاحداث بسرعة ، و تجاوزه العرب ، و مصر كانت هي من بادرت الى دعوة الجامعة العربية و مجلس الأمن الدولي الى الانعقاد ، و ذهب رئيس الوزراء هشام قنديل الى غزة ، و اعلن عن تدفق وفود عربية اخرى ، و هناك أيضاً ، في رام الله سقط علنا ما اعتقد البعض بانه " خط احمر. " .
 
 
على وقع طبول الحرب ، تغيرت بعض الثوابت بسرعة ، و هنالك المزيد على أجندة التغيير ، و مع كل يوم ، بل مع كل غارة إسرائيلية ، او صاروخ غزاوي ، تنهار خطوط جديدة ، لترسم خطوطا جديدة ، القليل جدا منها  ستكون حمراء و غير قابلة للتجاوز ، لكن اغلبها سقطت او على درب السقوط ، فلا عودة دبابات نتنياهو الى غزة باتت توقعا مستحيلا ، و لا وصول صواريخ غزة الى رئاسة الأركان الاسرائيلية باتت وهما ، او خيالا جامحا.

لا احد لديه مفتاح ذهبي لحل للازمة الراهنة ، او فكفكة تعقيداتها ، فمبدئيا الحرب بين غزة و اسرائيل لن يوقفها ،  الا شعور احد الطرفين بالم غير محمول ، او اقتناع احدهما بنصر حقيقي غير مسبوق ، انطباع وهمي يترك إحساسا بتعادل النصر ، او التساوي في مرارة  الهزيمة ، بغير ذلك ، و قبل ذلك ، من الصعب للغاية رؤية اي ضوء في نهاية النفق الجديد ، نفق الحرب الاسرائيلية -  الغزاوية .
بيانات مراكز الاستطلاع الاسرائيلية عن الانتخابات الاسرائيلية من جهة ، و اصطفاف القوى في غزة تقرران حجم اتساع الحرب و استمراها
 
 
التعقيد الاضافي في هذه الحرب جاء مبكرا ، فهي حرب انطلقت من الذروة ، من المشهد الدرامي لاغتيال احمد الجعبري ، القائد الفعلي للجناح العسكري في حركة " حماس " ، و حرب تبدا من تلك الذروة العالية ، ستبقى تائهة ،  باحثة عن القاع لبعض طويل من الوقت ، و  هو بحث ليس بالسهل على الطرف الفلسطيني من هذه الحرب ، و اي تسليم بالأمر الواقع من قبل " حماس " ، يعني بداية النهاية ، و إقرار معلن بالهزيمة من الناحية المعنوية امام انهيار خط احمر واضح ، ربما غامرت اسرائيل باسقاطه ، و قد تندم !!
 
غزة تحولت الى قضية مصرية ، و القاهرة في موقع المبادرة ، لكن التوقعات تبقى دون اي احتمال في تورط مصري عسكري
 
لم تتاخر حركة المقاومة الاسلامية و الجهاد الاسلامي الفلسطيني في تجاوز الخط الاحمر من جانبيهما  ، و استخدمتا ما لم يستخدم في المعارك و الحروب السابقة ، لتضرب و تستهدف تل أبيب و مدن اخرى ، فوضعتا ، و بدفعة واحدة ، بنيامين نتنياهو  رئيس الوزراء الاسرائيلي ، امام احد خيارين ، اما المغامرة بمصيره السياسي و قبول تهدئة تعد نصرا لحركات المقاومة الفلسطينية ، او ابتلاع " سكين " التصعيد المفتوح دون تقدير مسبق لنتائج مثل ذلك التصعيد .
تفاوت واضح بين القدرات العسكرية لطرفي الحرب ، يقابله تفاوت واضح في قدرة احتمال الخسائر البشرية و الضغوط الاقتصادية
 
 
دون أدنى شك ،  تستطيع اسرائيل العسكرية ايقاع أذى مدمر بالقطاع و اهله ، لكن هناك مسافة كبيرة بين امتلاك القدرة التدميرية ، او الشروع باستخدامها ، و المسافة الفاصلة تلك ليست ضغوطا سياسية إقليمية او دولية ، بل هي حسابات انتخابية إسرائيلية بحتة ، و بتعبير اخر ، فان استطلاعات مراكز الرصد الموثوقة في اسرائيل ، هي اليوم غرفة العمليات المركزية لدى بنيامين نتنياهو ، و هي المرشد و الدليل. .
 
الرئيس أوباما يتجاهل رام الله تماماً و يركز اتصالاته مع القاهرة ، و محمود عباس يجد نفسه في موقف المتفرج و غير ذي صلة
 
من جانبها تستطيع القوى المقاتلة في قطاع غزة إطالة أمد الحرب ، و استخدام موارد قتالية غير مسبوقة ، و بالقطع لدى هذه القوى كميات من صواريخ " فجر " 5 و 3 ، و لديها ايضا ، غير تلك الصواريخ من  ادوات قتالية لم تستعمل بعد ، و تستطيع أيضاً تحمل منسوبا عال نسبيا  من الخسائر البشرية ،  يفوق طاقة احتمال دولة  اسرائيل و المجتمع الاسرائيلي ، لكن ذلك لا يعني بان هذه القوى لا تقف عند حسابات سياسية ، او انها تتجاهل حسابات الربح و الخسارة بالكامل و بطريقة عبثية. .
 
 
حركة " حماس " تحديدا ، لديها ما تخسر ، كما ان لديها ما تربح ، فهي الجهة المعنية بدقة الحسابات السياسية و غير السياسية ، و قيادة " حماس " ليست في وضع لا تحسد عليه ، فهي " محشورة " بين الحرب التي تشنها اسرائيل من جهة ، و ميول التصعيد اللامحدود من قوى رئيسية في قطاع غزة ، سواء كانت تلك الميول لاسباب سياسية او فكرية او جهادية ، و بالتالي ، مثلها مثل الحكومة الاسرائيلية ، فان قيادة حركة " حماس " ، تضع نصب عينها مكانتها و قيادتها في غزة ، خاصة و ان " حكومة "  من الحركة هي من تسيطر و تدير شؤون القطاع منذ اكثر من خمس سنوات. .
 
 
الطرف الثالث المعني بحسابات الربح و الخسارة هي القيادة المصرية ، و ربما اكثر دقة ، الرئيس محمد مرسي ، اول رئيس مدني في تاريخ الجمهورية ، و كذلك حركة الاخوان المسلمين و ذراعها السياسي ، يجدون انفسهم امام اختبار و تحدي في غير توقيته ، و بغير إرادتهم ، مع ملاحظة تطور ملفت في سلوك و نظرة المجتمع الدولي لدور مصر و رئيسها ، فبخلاف العهود و التجارب السابقة ، لم تضيع  الولايات المتحدة و اوروبا الكثير من الوقت ، فاتصل الرئيس باراك أوباما ، و كذلك قادة اوروبا ،  بالرئيس مرسي و حكومته ، ضغطا بيد ، و تلويح باستعادة مصر لبعض دورها الاقليمي ، و ان كنت أظن ان قطاع غزة في وضعه الراهن اصبح شأنا مصريا داخليا الى أشعار اخر!
 
 
مع كل تلك التطورات ، ليس في الافق ما يشير الى رغبة مصرية في الانجرار الى هذه الحرب ، بل ان القاهرة قد تعمد الى قدر صاخب من التضامن و التأييد للمدافعين عن القطاع في العلن ، و الى قدر اكبر من التعاون و التحرك لتبريد النيران المشتعلة ، و محاولة استعادة قدر مقبول من الهدوء على جبهات القتال ، بالتعاون مع الولايات المتحدة الامريكية ، و عبر اتصالات هادئة مع حكومة نتنياهو من خلال القنوات المعتمدة ، و من اجل كل ذلك ليس لدى القاهرة ترف التوقف امام الخطوط الحمر ، الا الحرب ، فهو الخطر الاحمر الوحيد الذي لن يسمح بتجاوزه ، مهما كانت الأسباب و الضواغط . .
 
 
محمود عباس ، الرئيس المنتهية ولايته ، هو الاخر معني بالوضع الراهن ، فعلى نحو مفاجئ يجد عباس نفسه متفرجا محايدا على المشهد ، و معلقا سياسيا على تطوراته ، و لكن عن بعد ، حتى و ان كان عباس يحاول إضفاء بعض الروح على تصريحاته ، فقد اعلن ناطق فلسطيني قطع عباس لرحلته الأوروبية و العودة الى رام الله ، لكن الكل يعرف الحقيقة ، لان رحلة عباس كان مقرر لها ان تنتهي يوم الأربعاء الماضي في كل الأحوال ؟!!
 
 
عباس يجد حرجا شديدا في تبني اي موقف واضح ، و هو يدرك ان لا شيئ من مصائر هذه الحرب بين يديه ، و لا احد يشاوره او يتصل به ، بل حتى اسرائيل قررت ان لا تساير " نفاق " و مراوغات عباس السابقة في حرب 2008 ، حين كان يوجه ادانات شديدة لإسرائيل في العلن ، و يلح على استمرار الحرب سرا ، و في ملفات وزير فلسطيني واحد على الاقل ، معلومات و صفحات سوداء عن تلك المرحلة ، وزير لم يقرر بعد التحدث علنا عن الامر لحراجة موقفه.
 
 
محمود عباس ، لم يكن يوما رقما صعبا ، لكن شرعيته أيضاً لم تعد خطا احمرا ، حتى عند اقرب اصدقائه الأمريكيين و الأوربيين ، و اكثر من ذلك تجاوزته الاحداث بسرعة ، و تجاوزه العرب ، و مصر كانت هي من بادرت الى دعوة الجامعة العربية و مجلس الأمن الدولي الى الانعقاد ، و ذهب رئيس الوزراء هشام قنديل الى غزة ، و اعلن عن تدفق وفود عربية اخرى ، و هناك أيضاً ، في رام الله سقط علنا ما اعتقد البعض بانه " خط احمر. " .
 
 
على وقع طبول الحرب ، تغيرت بعض الثوابت بسرعة ، و هنالك المزيد على أجندة التغيير ، و مع كل يوم ، بل مع كل غارة إسرائيلية ، او صاروخ غزاوي ، تنهار خطوط جديدة ، لترسم خطوطا جديدة ، القليل جدا منها  ستكون حمراء و غير قابلة للتجاوز ، لكن اغلبها سقطت او على درب السقوط ، فلا عودة دبابات نتنياهو الى غزة باتت توقعا مستحيلا ، و لا وصول صواريخ غزة الى رئاسة الأركان الاسرائيلية باتت وهما ، او خيالا جامحا.