أخر الأخبار
أقلام تقطر جهلا ..
أقلام تقطر جهلا ..

 

كتب نجم عبد الكريم 
أدعو كافة من يهمهم أمر التطور الحضاري فكرياً واجتماعياً وسياسياً في منطقتنا إلى أن يقوموا بدورهم الإيجابي لشن حملة مركزة ومستمرة لتدارك السقوط في قاع الخواء.. لتدارك هذا الخطر الفتاك.. كما أدعو الجامعات والاتحادات الأدبية والاجتماعية والصحفية، وكافة المؤسسات الثقافية لمناقشة ما يطرح من آراء وأفكار عبر وسائل الإعلام المختلفة، وفي مقدمتها الصحف والمجلات والإذاعة والتلفزيون.. كما أدعو الزميل الصديق داود الشريان أن يناقش هذا الموضوع في برنامجه الناجح على "أم بي سي".
إن من يحصي عدد كُتّاب الزوايا في الصحف التي تصدر في الخليج العربي، يجد أنهم قد تجاوزوا الآلاف، ولكن قلة قليلة منهم من ينتمون إلى شرف الكلمة، وأما الباقي فإنه سوس ينخر في جسد البنية الاجتماعية لأن هؤلاء (الكتبة) يقطرون جهلاً، ويطالعوننا به يومياً وأسبوعياً في الصحف والمجلات، باسم الأدب والفن والفكر والنقد والصحافة، بما لا يجوز بأي حال من الأحوال السكوت عنه. ففي حوارات مستمرة منذ سنوات مع الحريصين من الصحفيين والأدباء في الخليج العربي كلها تضج بالشكوى، إذ إن كماً كبيراً لا يُستهان به من المتطفلين على أشرف مهنة.. الكتابة.
- كتب عثمان العمير يوماً: "إن المشكلة التي تعانيها صحافة الخليج هي أن الصحفي يبدأ عادة من الألف ليصل إلى الياء، لكن هذه القاعدة قد انقلبت في بلادنا، فالكل يريد له زاوية يومية أو أسبوعية، في حين أن زاوية ثابتة في صحيفة هي آخر المطاف في حياة الصحفي والكاتب".
- وقد أنحى عبدالرحمن الراشد باللائمة على أولئك الذين يظهرون في زوايا يومية وأسبوعية دون أن يكونوا مؤهلين ثقافياً وفكرياً لتحمل مسؤولية أخلاقية وحتى فنية في هذا المضمار.
وحتى نكون عمليين في دعوتنا هذه، ولكي يستجيب لصداها الحريصون، لا بد من تشكيل لجان من كافة المعنيين بالأمر، تحدد مسار أبعاد الموضوع، وترسم الخطوات الواجب اتباعها، كل من موقعه أو جمعيته أو المؤسسة الثقافية التي ينتمي إليها، ليتم التنسيق فيما بينهم، وكم يكون جميلاً لو أن لجنة كهذه يرأسها أحد النقاد الكبار، كالغذامي أو البازعي أو الزهراني، ولا بد من إيجاد حلول تلتزم بها جميع الأجهزة المعنية حتى تصبح قانوناً بحيث لا يتاح لكائن من كان أن يخوض في مهنة الكتابة ما لم يكن مهيأ فنياً ومهنياً وأخلاقياً لها.
فليس مهرب المخدرات أكثر خطراً على المجتمع من قلم يقطر جهلاً ويفتك بالبنية الاجتماعية.
نقلا عن العربية 

كتب نجم عبد الكريم 
أدعو كافة من يهمهم أمر التطور الحضاري فكرياً واجتماعياً وسياسياً في منطقتنا إلى أن يقوموا بدورهم الإيجابي لشن حملة مركزة ومستمرة لتدارك السقوط في قاع الخواء.. لتدارك هذا الخطر الفتاك.. كما أدعو الجامعات والاتحادات الأدبية والاجتماعية والصحفية، وكافة المؤسسات الثقافية لمناقشة ما يطرح من آراء وأفكار عبر وسائل الإعلام المختلفة، وفي مقدمتها الصحف والمجلات والإذاعة والتلفزيون.. كما أدعو الزميل الصديق داود الشريان أن يناقش هذا الموضوع في برنامجه الناجح على "أم بي سي".

إن من يحصي عدد كُتّاب الزوايا في الصحف التي تصدر في الخليج العربي، يجد أنهم قد تجاوزوا الآلاف، ولكن قلة قليلة منهم من ينتمون إلى شرف الكلمة، وأما الباقي فإنه سوس ينخر في جسد البنية الاجتماعية لأن هؤلاء (الكتبة) يقطرون جهلاً، ويطالعوننا به يومياً وأسبوعياً في الصحف والمجلات، باسم الأدب والفن والفكر والنقد والصحافة، بما لا يجوز بأي حال من الأحوال السكوت عنه. ففي حوارات مستمرة منذ سنوات مع الحريصين من الصحفيين والأدباء في الخليج العربي كلها تضج بالشكوى، إذ إن كماً كبيراً لا يُستهان به من المتطفلين على أشرف مهنة.. الكتابة.

- كتب عثمان العمير يوماً: "إن المشكلة التي تعانيها صحافة الخليج هي أن الصحفي يبدأ عادة من الألف ليصل إلى الياء، لكن هذه القاعدة قد انقلبت في بلادنا، فالكل يريد له زاوية يومية أو أسبوعية، في حين أن زاوية ثابتة في صحيفة هي آخر المطاف في حياة الصحفي والكاتب".

- وقد أنحى عبدالرحمن الراشد باللائمة على أولئك الذين يظهرون في زوايا يومية وأسبوعية دون أن يكونوا مؤهلين ثقافياً وفكرياً لتحمل مسؤولية أخلاقية وحتى فنية في هذا المضمار.

وحتى نكون عمليين في دعوتنا هذه، ولكي يستجيب لصداها الحريصون، لا بد من تشكيل لجان من كافة المعنيين بالأمر، تحدد مسار أبعاد الموضوع، وترسم الخطوات الواجب اتباعها، كل من موقعه أو جمعيته أو المؤسسة الثقافية التي ينتمي إليها، ليتم التنسيق فيما بينهم، وكم يكون جميلاً لو أن لجنة كهذه يرأسها أحد النقاد الكبار، كالغذامي أو البازعي أو الزهراني، ولا بد من إيجاد حلول تلتزم بها جميع الأجهزة المعنية حتى تصبح قانوناً بحيث لا يتاح لكائن من كان أن يخوض في مهنة الكتابة ما لم يكن مهيأ فنياً ومهنياً وأخلاقياً لها.

فليس مهرب المخدرات أكثر خطراً على المجتمع من قلم يقطر جهلاً ويفتك بالبنية الاجتماعية.
نقلا عن العربية