أخر الأخبار
حين نفقد النخوة
حين نفقد النخوة

قبل عشرين عاما، كانت الفتاة تصعد الى الباص، وتمشي الى كرسي يجلس عليه شاب أو رجل متوسط العمر، اي انها تختار الموقع المليء، وهي تعرف ان النخوة موجودة في كل من هم في الباص، فما ان تقترب حتى تجد من يقف ليجلسها مكانه.
اليوم نرى الفتيات يقفن في وسط الباص، والشباب جالسين، فما الذي تغير، هل تغيرنا نحن، ام ان النخوة تغيرت، ام ان مستلزمات الربيع العربي دخلت الينا من اوسع الابواب، وضربتنا في العادات والتقاليد والقيم.
كنا نرى عجوزا تحمل اكياسا تنزل من الباص، فيتسابق الأولاد والشبان لمساعدتها في حملها.
كنا نرى كبير السن يحاول قطع الشارع، فيتبرع أحد المارة بايقاف السيارات، ومساعدة كبير السن لقطع الشارع، وربما مساعدته في ايقاف التكسي، أو الباص.
اليوم، تمر أمامنا عجوز كبيرة في السن، او شيخ أتعبه الدهر وهو يتعثر في مشيته، ولا نهب لمساعدته، فما هي القيم التي دخلت الينا وجعلت من قلوبنا أكوام من الحجارة.
قبل عشرات السنوات لا يدخن الابن امام ابيه او شقيقه الاكبر.
قبل عشرات السنوات يجلس الشاب معتدلا امام والده او شقيقه الاكبر.
قبل عشرات السنوات كنا نقبل يد الوالد والوالدة والجد والخال والعم.
قبل عشرات السنوات كان الابن يبحث عن رضى والده، اما الآن فإن الوالد يبحث عن رضى الابن.
يقال بان ضرب القيم في اي مجتمع من المجتمعات هو اخطر من جميع الحروب العسكرية التي تجتاح فيها الدول والمدن.
فهل ضربوا مبادئنا، وقيمنا، وعاداتنا وتقاليدنا، الجواب: نعم.
يقول ابن خلدون في مقدمته ان تغيير النمط الاجتماعي يحتاج الى خمسين عاما، فاذا عقدنا النية على استعادة انفسنا، فهل نحتاج الى خمسين عاما لنعود الى سابق عهدنا.
كلمة واحدة نقولها: حسبنا الله ونعم الوكيل..