القاهرة - الكاشف نيوز
فى البداية كان جميع أهالى المنطقة يبدون تعاطفهم مع الزوجة الشابة، بعد أن سقطت أرضًا لحظة إبلاغها بخبر العثور على جثة زوجها ملقاة داخل غرفة قطعة الأرض الزراعية التى يمتلكها.. لم يوجه فريق البحث خلال الجلسة الأولى لسماع أقوالها أى اتهامات عقب حضوره لإجراء المعاينة على جثة «المجنى عليه» التى عثر عليها مهشمة الرأس وغارقة فى دمائها داخل مسرح الجريمة.
الكل كان يسأل.. من قتل هذا الرجل الذى يتمتع بسيرة طيبة بين أهله وجيرانه بهذه الوحشية؟.. لكن عيون أجهزة الأمن لم تغفل لحظة عن فك طلاسم الواقعة والوصول إلى القاتل، وبالفعل حدث، من خلال فريق البحث الذى امر به اللواء محمد كمال مساعد وزير الداخلية ومدير امن الوادى وتم ضبط المتهمين فى الجريمة. لحظة العثور على جثة «عاشور» فى العقد الثالث من عمره كانت لحظة مفزعة ومخيفة، الدماء كانت تنتشر على جوانب حائط الغرفة التى أنشأها الضحية وسط حقله ليستريح بداخلها من العناء والتعب.. رائحة الجثة كانت تخترق كل الثقوب المتناثرة فى كل أنحاء هذا المبنى الضئيل.. صرخات الجار الذى شاء القدر أن يكون أول من وصل إلى مكان جثة المجنى عليه لم يصدق أحد من الأهالى هذا الخبر حتى لحظة تجمعهم بجوار مسرح الجريمة، وتم اخطار اللواء علاء سليم مساعد وزير الداخلية لقطاع الامن العام ووصول فريق من قوة مباحث مركز شرطة الخارجة الذين بدأوا فى إجراء المعاينات والتحقيقات حول الواقعة، واستمعوا إلى أقوال زوجة القتيل العقل المدبر للواقعة.. لم تمر المشادة الكلامية التى نشبت بين زوجة المجنى عليه وبين أشقائه ليلة العثور على الجثة مرور الكرام، دون أن تُنبه أجهزة البحث إلى وجود ثمة خيط من خيوط هذه الجريمة التى استمر البحث عن تفاصيلها لساعات طويلة.. بل كانت هذه المشادة الطريق الذى اقتاد رجال الامن العام باشراف اللواء محمود ابو عمرة مدير الادارة العامة لمباحث الوزارة إلى القاتل، خاصة أن التشاجر نشب بينهم بسبب اتهامهم لها بقتله وسلوكها السيئ الذى دعا «المجنى عليه» لمعاقبتها أكثر من مرة قبل موته.. وهذا ما كشفته التحريات باشراف اللواء اشرف توفيق وكيل الادارة العامة للمباحث الجنائية بقطاع الامن العام التى أشارت إلى أن المجنى عليه تشاجر مع زوجته منذ شهرين لشكه فى سلوكها. أقوال جيران وأقارب المجنى عليه أكدت أن «نجل شقيقته» كان دائم التردد على منزل خاله منذ فترة خاصة خلال وجوده فى عمله، وقد أكدت أقوال أشقاء الضحية أنه كانت هناك علاقة بينه وبين الزوجة.. ورغم ذلك فإنها خلال جلسة استجوابها أمام فريق التحقيقات التى امر بها اللواء عمر عبدالعال مساعد وزير الداخلية قالت إنها كانت مع زوجها قبل مقتله فى حقله لمساعدته فى العمل، وقد طلب منها الذهاب إلى عش الزوجية لترعى طفلتيها الصغيرتين، إلا أنها فوجئت بعدها بخبر مقتله، حيث كشفت المعلومات عدم صحة أقوال الزوجة وتوصلت إلى أن «ابن شقيقة المجنى عليه 35 سنة هو المتهم، وقد طرأت عليه حيلة شيطانية لتنفيذ جريمته بالتزامن مع سفره إلى محافظة أسوان لحضور حفل زفاف شقيقته، حيث قطع الرحلة وعاد لينفذ جريمته بناء على الاتفاق مع الزوجة. وعقب القبض عليه أدلى المتهم باعترافات تفصيلية حول الواقعة، حيث قال إنه اتفق مع الزوجة على قيامها بوضع أقراص منومة فى الشاى للمجنى عليه خلال عمله بالحقل وقبل وصول المتهم وفور إصابة المجنى عليه بإعياء شديد سقط على أثره أرضًا، اصطحباه إلى الغرفة الصغيرة بقطعة الأرض الزراعية الخاصة بالضحية، وقام المتهم بتهشيم رأسه بماسورة وسقط الضحية قتيلًا على الأرض وفر المتهمان هاربين، إلا أن رجال الشرطة ألقوا القبض عليهما.