القاهرة - الكاشف نيوز
فوجئ سكان الحي السويسري بمدينة نصر، في تمام الـ11 صباح أمس الأول، بالحاجة «فاطمة» وهي تصرخ بأعلى صوتها أمام العقار رقم 45 «إلحقوني عمر جوز بنتي دبح أبوه»، فأطل السكان من الشرفات في فزع، وتم إبلاغ الشرطة التي حضرت لإلقاء القبض على المتهم، مُدمن الأستروكس، والذى مثّل الجريمة واعترف: «ماعرفش عملت كده إزاي».
انفصل والدا «عمر»، وهو طفل رضيع «سنة ونصف»، ليتزوج كل منهما، ويعيش الابن مع والده «أحمد عبدالمنعم، 58 سنة»- كما يقول عبدالمنعم إبراهيم، أحد الجيران بالعقار محل الواقعة، إنه عندما وصل «عمر» إلى سن الـ13 عامًا، حُكم عليه بالسجن 3 سنوات، في قضية إحراق فيلا صاحب معرض سيارات بالإسماعيلية: «صاحب الفيلا كان ناصب على والد عمر في مبلغ مليون جنيه، وفي أثناء الواقعة قام صاحب الفيلا بالاتصال بالشرطة التي ضبطت عمر بعدما اتخذ من الإجرام أسلوب حياة، بعد أن ترك تعليمه في المرحلة الإعدادية».
ويضيف «عبدالمنعم» أنه عندما خرج «عمر» من السجن، وجد أباه الحاصل على بكالوريس زراعة، والموظف بجامعة قناة السويس، يقع بذات السيناريو السابق مرّة أخرى، بعدما استولى أحد الجزارين بالمنطقة على مبلغ 350 ألف جنيه منه، بزعم مشاركته في محل، ليتشاجر الابن مع الجزار الذي أصابه بعاهة مستديمة حول رقبته: «عمر كاد يفقد حياته في الخناقة دي، رقبته كانت هتتقطع».
ودافع المحامي محمد على، أحد الجيران، عن «عمر»، في قضية التشاجر مع الجزار، حتى حصل على البراءة، وقضت المحكمة «غيابيًا» بحبس الجزار لمدة عام، ومنذ ذلك الحين ويشعر الابن بالغبن تجاه والده «الشاب كان شايف إن أبوه شخص بخيل، حيث كان يطالبه دائمًا بمساعدته في عمل أي مشروع، لكنه كان يرفض في كل مرّة».
ويوضح صلاح السويدي، صاحب محل أدوات كهربائية، أن «عمر» أدمن «الأستروكس» مؤخرًا، وأصبح من بائعي المخدرات أصحاب الصيت بالمنطقة، وتغيرت أخلاقه والجيران كانوا يتجنبونه اتقاءً لشره «كان محاطًا بأرباب السوابق والبلطجية، ومنذ هذه اللحظة كان دائم الاعتداء على والده لدرجة أن زوجة أبوه اضطرت لترك المنزل هي وابنها أنس قبل الجريمة بـ 6 أشهر، خوفًا منه ومن أسلوب حياته».
تمرد الابن «عمر» على والده، بحسب «السويدي»، حيث أرغم والده على شراء سيارة ماركة فارهة له «عايز عربية شيك»، فكان الابن يعرف بثراء أبيه الذي ورث ملايين الجنيهات عن والده تاجر الذهب.
وتذكر ماجدة على، إحدى الجارات، أن «عمر» تزوج من فتاة مُدمنة، وعاشا مع والده بالشقة، فزادت المشاكل، لأن والد عمر كان يراهما يتعاطيان المخدرات أمامه، فطردهما من المسكن، حتى بعد إنجابهما طفلًا، قائلًا: «اخرجا برة البيت، واتركا لىّ الطفل الصغير لأربيه».
وتستكمل: «بعدما ترك عمر شقة والده، كان بيبات وزوجته في شقة حماته بالحي الرملي، ويوم الجريمة حضر إلى مسكن والده، وذبحه واتصل على حماته أنا قتلت أبويا، مش عارف أعمل إيه»، موضحة أن حماة المتهم طلبت منه التوجه إليها، وحضرت إلى بيت المجني عليه وصرخت (عمر قتل أبوه)، وأبلغ الجيران الشرطة، وألقى بالقبض على المتهم داخل شقة حماته.
ويؤكد مصطفى جعفر، حارس عقار، أن حياة المتهم كانت مرفهة للغاية «الكلاب الموجودة دي كلها بالجنينة كانت ملكه»، ولم يكن والده بخيلًا معه على الإطلاق، ولكن قسوة قلب الابن حوّلته إلى إنسان مجرم «لما أبوه كانت بتجيله أزمة نفسية كان بيوديه المستشفى بالشهور»، ويتابع: «قبل كده سرق شنطة فلوس من أبوه تحوى آلاف الجنيهات، وألقى بها من الشرفة بالاتفاق مع صديقه كى ينفقا معًا على شراء المخدرات، لكن صديقه نصب عليه (مفيش فلوس لك عندي)، فانتقم منه بإحراق شقته».
وانتهى يوم الجريمة، على حد قول حارس العقار، بمشاهدتهم لـ«عمر» قبل صعوده إلى شقة والده، ليمثل الجريمة، وكان يردد بالشارع: «أنا قتلت أبويا قتلته.. مش عارف قتلت أبويا إزاي، الأستروكس دمرني»، في محاولة للإيحاء بإصابته بلوثة عقلية، لكن الجيران أكدوا أن الشرطة عرفت بادعاء المتهم المرض.