وكالات - الكاشف نيوز : قصف الطيران الحربي النظامي بلدة يبرود ومحيطها في القلمون بالبراميل المتفجرة، أمس، مما تسبب في نزوح المزيد من السكان باتجاه المناطق الحدودية اللبنانية، تزامنا مع إحكام مقاتلين أكراد سيطرتهم على بلدة استراتيجية في محافظة الحسكة، شمال شرقي سوريا، إثر معارك عنيفة مع تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش)، وإقدام مقاتلي الأخير على خطف عشرات المواطنين الأكراد كانوا في طريقهم إلى القامشلي.
وفي حين ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، أمس، أن «بلدة تل براك الواقعة على الطريق الواصل بين مدينتي الحسكة والقامشلي باتت تحت سيطرة وحدات حماية الشعب الكردي»، أوضح المتحدث باسم وحدات حماية الشعب الكردي، ريتوار خليل، أن «اقتحام هذه البلدة لم يكن بسبب موقعها الاستراتيجي فقط، بل لأنها كانت قاعدة انطلاق المقاتلين الجهاديين لتنفيذ عمليات قتل وسطو ضد المدنيين الأكراد».
وأشار خليل إلى أن «السيطرة على تل براك أدت إلى سقوط 17 قرية تقع في محيطها كانت خاضعة للقوى الجهادية»، مؤكدا أن «المقاتلين الأكراد تمكنوا من قتل أكثر من 27 عنصرا من الكتائب الإسلامية المتشددة، إضافة إلى أسر 42 آخرين».
وكانت مواجهات عنيفة وقعت بين الطرفين في أواخر ديسمبر (كانون الأول) الماضي، واستمرت حتى السابع من يناير (كانون الثاني) الماضي، قُتل فيها ما لا يقل عن 21 مقاتلا من «الدولة الإسلامية». ويسعى المقاتلون الأكراد إلى بسط سيطرتهم على المناطق التي يقطنون فيها في شمال وشمال شرقي سوريا، وإبقائها خارج سيطرة القوات النظامية ومقاتلي المعارضة، بينما تسعى «داعش» إلى إقامة منطقة نفوذ خالصة لها في المنطقة الحدودية مع تركيا، وصولا إلى ريف حلب الشمالي.
وتراجع نفوذ «الدولة الإسلامية» في بعض المناطق، نتيجة المعارك التي تخوضها منذ فترة مع مجموعات أخرى من المعارضة المسلحة، بينها «جبهة النصرة»، إلا أن عناصر هذه الجبهة تقاتل إلى جانب «الدولة الإسلامية» ضد الأكراد.
وفي موازاة سيطرة المقاتلين الأكراد على بلدة تل براك في الحسكة، ذكرت وكالة «باسنيوز» الكردية أن عناصر تابعين لتنظيم «الدولة الإسلامية خطفوا 160 كرديا كانوا في طريقهم من بلدة كوباني إلى القامشلي». وأوضحت الوكالة أن «مقاتلي (داعش) استولوا على 12 سيارة كانت تقل ما يقارب من 160 راكبا كرديا، قرب قرية (عالية) التي تبعد 20 كيلومترا غرب تل تمر في محافظة الحسكة، حيث تعرضت تلك السيارات لكمين نصبه مسلحو (داعش) بالتعاون مع بعض أهالي المنطقة المناصرين لهم، واختطفوا السيارات تباعا».
وبحسب الوكالة، فإن «أغلب الركاب عمال كانوا متجهين إلى معبر سيمالكا الحدودي مع إقليم كردستان، واقتيدوا إلى جهة مجهولة، في حين أفرج المسلحون عن النساء والأطفال الذين كانوا ضمن الركاب».
وتكررت في الفترة الأخيرة حوادث خطف المواطنين الأكراد من قبل «داعش» أثناء مرورهم بالمناطق الواقعة تحت سيطرة التنظيم، لكن عملية الخطف هذه تعد الأكبر حتى الآن.
من جهة أخرى، تواصلت المعارك العنيفة في مدينة يبرود بمنطقة القلمون، في ريف دمشق الشمالي، إذ شن الطيران الحربي لقوات النظام غارات كثيفة على يبرود ومحيطها. وبحسب ما نقله ناشطون، تركز القصف الجوي، أمس، على مناطق في جبل مار مارون قرب مدينة يبرود وفي محيط بلدة راس العين والجبال المحيطة ببلدة رنكوس. وألقى براميل متفجرة على مدينة يبرود، وسط استمرار نزوح مئات المدنيين من القلمون باتجاه عرسال اللبنانية.
وجاء ذلك بينما فتحت كتائب الجيش الحر والكتائب الإسلامية المقاتلة في القلمون جبهتي النبك والرحيبة بقصف مواقع للنظام، وذلك لتخفيف الضغط على يبرود، مما استدعى ردا من قوات النظام، التي صعدت قصفها المدفعي على المدينة، وتركز القصف على حي الصالحية والسوق الرئيس وسط المدينة، مع تواصل الاشتباكات العنيفة في محيطها.
وأعلنت القيادة العسكرية الموحدة في القلمون والتابعة للجيش الحر تمكّنها من إحباط محاولات تسلل لقوات النظام وميليشيا حزب الله اللبناني من جهة مزارع ريما والسحل.
وفي درعا، أغارت طائرات النظام على عدة مناطق في المدينة وبلدات المزيريب وعتمان وطفس وتل شهاب واليادودة.
وفي القنيطرة، جنوب سوريا، أفاد ناشطون بمقتل قائد العمليات العسكرية لقوات النظام السوري في قرية الهجة، إضافة لـ20 جنديا آخر في اشتباكات عنيفة دارت في محيط القرية، وسط أنباء عن تجاوز قتلى النظام خلال الأيام الثلاثة الماضية، على محوري الهجة والدواية، أكثر من 170 قتيلا، فضلا عن تدمير عشر دبابات، وذلك إثر عملية واسعة شنتها قوات النظام على القطاعين الأوسط والغربي، بهدف استعادة مناطق سيطر عليها الجيش الحر في وقت سابق.