الدوحة - الكاشف نيوز : اكد رئيس الوزراء الدكتور عبدالله النسور ان الاردن لن يكون " الوطن البديل" للفلسطينيين ، مشددا على ان الفلسطينيين لن يقبلوا التخلي عن وطنهم الاصلي ، وايضا لايمكن للاردنيين ان يقبلوا ذلك بالطبع"، لافتا الى ان الجهة الوحيدة التي تقبل بذلك هي اسرائيل
واوضح الدكتور النسور في حديث مطول مع صحيفة الوطن القطرية اجراه مديرها العام احمد علي ونشرته اليوم " علينا ان نأخذ كل الاجراءات التي تحول دون ان يصبح الاردن وطنا بديلا للفلسطينيين كحقيقة واقعة ، ونحن لايمكن ان نقبلها على الاطلاق"، مشيرا الى ان " كل الاجراءات التي يطالبون بها تحت غطاء انساني واخلاقي وديموغرافي تصب لتحقيق الوطن البديل ، ونحن لايمكن ان نقبل الوطن البديل" . وبشأن ابناء الاردنيات اكد رئيس الوزراء ان " التجنيس" غير مطروح على الاطلاق ، وان كل المطالب في اتجاه منحهم الفرصة في التعليم والعمل والوظيفة العامة والتملك وحرية التنقل والسفر ، وهي امور لا اشكالية حولها .
ورفض بشدة "اصواتا برلمانية" تدعي وجود "حقوق منقوصة" ، مشددا على ان " الدستور الاردني حاسم في ذلك ولايوجد تمييز قانوني او تشريعي او دستوري بين الاردنيين مهما كانت اصولهم ومنابتهم "، وقال" انا ادين اي محاولة للتفريق بين فئات الشعب الاردني ، وهذه ليست ادانتي الشخصية لها بل هي ما تشدد عليه القيادة الاردنية التي طالما قالت بانه ليس منا من يفرق ، نحن واحد لايفرقنا عرق ولا دين ولا لون ولامذهب " وردا على سؤال حول دستورية قرار فك الارتباط مع الضفة الغربية الذي اتخذ في العالم 1988، وبقاء تبعية الضفة للمملكة حتى الان قال رئيس الوزراء" بعضهم يقول ان القرار ليس دستوريا ، ولكنهم لايقولون انه ورد في الدستور لا الامر ولا نقيضه ، اذ ان الدستور ليس له علاقة بفك الارتباط ، ذلك قرار سيادي من قبل الحكومة في ذلك الوقت ، وقد طعن به بعضهم امام محكمة العدل العليا ، فاكدت دستوريته .. وقولها هو قانون ، وبالتالي ما ذهبت إليه هو فصل الخطاب، ولكن قد يطلب الناس إعادة الوحدة ، وهذا حقهم، وهو مطلب جيد..ثم فلماذا نضيع الوقت في جدل قانوني، بأن فك الإرتباط، دستوري، أم أنه ليس دستوري، بالرغم من أنه قد أفتت به الجهة القائمة على تفسير الدستور".
وحول اعادة الوحدة بين المملكة والدولة الفلسطينية في حال استقلالها قال " الغالبية المطلقة من الاردنيين والفلسطينين ترى ان البحث في الوحدة بعد اقامة الدولة الفلسطينية ولو بساعة واحدة" واعرب الدكتور النسور عن الامل بأن لا يفاجئ الفلسطينيون الاردن كما فوجئ ب" اوسلو" في الماضي ، وذلك ليس من باب الاخوة والصداقة والجيرة فقط ، ورحلة العذاب الطويلة التي عاناها الجميع في تاريخ القضية الفلسطينية ، وانما عندنا قضية اللاجئين في الارض ، وهي من واقع معاناة القضية الفلسطينية .
واشارالدكتور النسور الى وجود نحو مليوني فلسطيني في الارض ، ولهم حقوق في فلسطين ، وفق القانون الدولي , والشرائع الدولية ، وقرارات الامم المتحدة وقرارات منظمة التحرير الفلسطينية وكل قرارات الشعب الفلسطيني ، فمن الطبيعي ان ينهض الاردن الى مساعدة ابنائه في الوصول الى حقوقهم ومطالبهم والدفاع عنها ، اضافة الى قضية الحدود بيننا وبين الضفةالغربية لم تخطط بعد ، وقضية المياه لان الانهار مشتركة والسدود متأثرة والبحر الميت ، ورابعا قضية القدس لان علاقة الاردن بالقدس علاقة روحية بل هي علاقة دور اردني معترف به في معاهدة السلام الاسرائيلية- الاردنية والوصاية الاردنبة على المقدسات في القدس هي جزء من عملية السلام ، لافتا الى اعتراف منظمة التحرير الفلسطينية ودولة فلسطين ممثلة برئيسها محمود عباس بالوصاية الاردنيةعلى المقدسات في مدينة القدس الشرقية .
وحول المرحلة التي يمكن للاردن الدخول في المفاوضات الافلسطينية الاسرائيلية كطرف ثالث لحماية مصالحه ، اوضح ان بعض المواضيع المتمثلة بالقدس والحدود واللاجئين والمياه هي اربعة امور لانقبل ان يبت فيها الطرفان المتفاوضان الفلسطيني والاسرائيلي عبر الوسيط الامريكي دون علمنا والموافقة عليها . وحول مشروع احد النواب الاسرائيليين المتطرفين في الكنيست الداعي الى سحب الوصاية الدينية الاردنية على القدس والمقدسات ، اوضح رئيس الوزراء ان رئيس الكينسيت الاسرائيلي يعلم تمام العلم ان اثارة هذا الموضوع تتعارض وتتناقض مع معاهدة السلام الاردنية -الاسرائيلية ، ويعد خرقا للمعاهدة في هذا الباب ، وقال" اذا كانت اسرائيل ترغب بخرق المعاهدة في هذا الباب فستكون كل الاتفاقية برمتها وبجميع تفاصيلها ، وبنودها ومفرداتها على الطاولة." مشيرا الى ان مجلس النواب الذي وصفه بضمير الشعب والامة يتحمل مسؤولياته الاخلاقية والادبية والسياسية ناقش " الموضوع" وهدد باتخاذ اجراءات تصعيدية تجاه اسرائيل في حال تم بحث هذا الموضوع في الكنيست .. "اي مجرد البحث وليس القرار ".
وحول التنسيق الاردني الفلسطيني بشأن المفاوضات الاسرائيلية ــ الفلسطينية قال الدكتور النسور " نحن نثق بالرئيس عباس وحتى الان "ابو مازن" اوفى بهذا الالتزام ، ولكن على الاقل مرت علينا تجربة مريرة واحدة في اتفاق اوسلو ، واخواننا ، وشركاؤنا ، واشقاؤنا الفلسطينيون لم يطلعونا عليها في ذلك الوقت ، بينما الرئيس عباس حريص دوما على العودة في الموضوعات الى الاردنيين ، طمأنة لهم واحقاقا للحق والحقيقة ".
واعرب رئيس الوزراء عن ارتياح الاردن لسير المفاوضات الفلسطينية ـــالاسرائيلية ، ونزاهة التوجهات الفلسطينية تجاه الاردن ، لافتا الى ان الطرف الاميركي ليس ملتزما مثل الفلسطينيين باطلاعنا على ما يدور في المفاوضات .
وحول رؤيته ان كان قد كسب الشارع الاردني في ظل اتخاذه قرارات "غير شعبية" رفعت منسوب المعاناة المعيشية في اوساط الاردنيين ، قال " لم ادفعهم الى المعاناة ، وان ما فعلته فقد جنبهم انهيار الاقتصاد ، وليست ضعضعته، وان كثيرا من المستنيرين عموما ، يعرفون انني قدمت خدمة لبلدي ، وانا متأكد انها ستسجل لي وان كثيرا من الناس احترموني اكثر وقبلوني اكثر ، لانني استطعت اتخاذ القرارات وبعضهم ما زالت له وجهة نظر اخرى وانا احترمها مما يعني انني رجل ديمقراطي".
وحول ما يكتب عنه في مواقع التواصل الاجتماعي حتى النكات الساخرة ، قال رئيس الوزراء " في اخر الليل اجلس مع اسرتي لنضحك على ما يكتب عني ، ولكن عليك ان تعرف أنه في حكومتي حتى الان لم نعاتب صحفيا واحدا على ما يكتبه ، ولم نحبس صحفيا واحدا على الاطلاق . وحول فكرة انضمام الاردن الى مجلس التعاون الخليجي وصف رئيس الوزراء عدم منح الاردن العضوية الكاملة في مجلس التعاون الخليجي كان خطأ تاريخيا ، لافتا الى ان الاجيال " ستكتب عنه ، ويعلم الله انها ستحاسب عليه ، وهذا قناعتي الشخصية، كانسان عربي وحدوي ولاادري ما السبب .. لماذا كان خطأ" . واستطرد بقوله " هذا خطأ ، لاننا لم نعد في كل هذا الذي جرى في العالم العربي ، لاقبل الربيع ، ولا بعده ، اصبح اقصى ما نطمح به نحن العرب ان نعيد الامور الى ما كانت عليه عام 2010 اي قبل الربيع العربي في عام 2011 اصبح من امانينا ان نعود الى الخلف" ، واوضح ان الاردن لايختلف في سياسته عن الخليج ، ولا خرج عن سياسته ، هو كالخليج ، مشددا على الاردن ليس عبئا اقتصاديا ، لكن الاردن يجاور العراق في وضعه المضطرب، كما يجاور سوريا المشبعة بالجراح والدماء ، وفلسطين التي نكلت مشكلتها بالامة ، وقال" لنفترض انه صار عندنا بالاردن قلاقل ودعنا نرى هل من الافضل ان يتركوننا حتى تأتي الاضطرابات ، ويعتقدون ان النار خارج حدودهم ، وفي الواقع هي ستقرع حدودكم قرعا ، لان ما بيننا وبينكم 770 كلم وانظروا الى باقي حدودكم، ولفوا الخريطة فنحن الحدود الاكثر امن لكم " . وحول المنحة الخليجية نفى رئيس الوزراء وجود تباطؤ في انجاز المشاريع التنموية الممولة داخل خطة الدعم الخليجي الخماسية ، لافتا الى انها تسير وفق حسب المأمول .
وعن الدعم القطري المقرر للاردن في اطار المنحة الخليجية ، قال الدكتور النسور" بداية نود ان نشكر سمو الامير الوالد الشيخ حمد بن خليفة ال ثاني لانه هو الذي بدأ الفكرة ، من خلال رئيس وزرائه انذاك ، فالفكرة بالاصل قطرية ، وهذا لابد من تسجيله ، وكان الاقتراح منح الاردن مليارا واحدا ، وصار الحديث عن خمسة مليارات ، ودولة قطر لها الفضل مع بعض الاقطار الخليجية الاخرى ، وما تخلفت في الفكرة ، وجاء وزير المالية القطري للنظر في المشاريع وتم اختيارها مشروعا مشروعا ، ولكن لم نتحرك ولا خطوة بعد ذلك ، ونأمل ان يدخل ذلك التعاون الاخوي حيز التنفيذ ، وانه لايوجد هناك سببا اطلاقا لهذا التأخير ." واستطرد : " نحن نخترم القيادة القطرية ونحب الشعب القطري الاصيل وادعو اخي وزميلي معالي الشيخ عبدالله بن ناصر ال ثاني رئيس الوزراء الى زيارة الاردن، ولو انه وجه لي دعوة يسرني ويشرفني قبولها ، فنحن اشقاء ننتمي الى اسرة واحدة" . وحول الانباء التي افادت ببدء عملية بناء منازل في مخيم الزعتري بدلا من الخيم ما يشير الى ان الازمة السورية ربما تمتد لسنوات في المشهد الاردني وتحولها الى قضية فلسطينية اخرى يتحمل الاردن العبء الاكبر فيه ، اشار الى انه يجب عدم الربط هذا بذاك ، لافتا الى ان ما تم بناؤه هو محلات صغيرة كمتاجر ، وليس بنايات .
وقال " لان مباحثات جنيف فشلت ، ولاتوجد في العالم محاولة لحل القضية حلا سلميا ، ونكرر الان لا توجد جهود لحل سلمي ، وان كان الخيار هو الحل العسكري فان احد الطرفين يهزم الاخر ، فاذا هزم النظام ، المعارضة فالى اين ستذهب ؟واذا النظام انهزم وجاءت المعارضة فلكم ان تتخيلوا ... واجيبك بقولي : الحرب سوف يطول امدها ولكن كم تحتاج من الزمن والمليارات ومتى تعود سوريا القوية الشكيمة"؟