أخر الأخبار
إمبراطوريات الطوائف و الأديان تدق أبواب الخليج
إمبراطوريات الطوائف و الأديان تدق أبواب الخليج

 

كتب محمد رشيد : 
أنصار و أجيال الاستقلال ، و الدولة الوطنية الحديثة و المستقلة ، أولئك الذين كافحوا أو اقنعوا المحتل ، الانكليزي أو الفرنسي ، الخروج من أرضهم ، اتفاقا أو حكمة أو كفاحا ، يصلون اليوم تباعا إلى نهاية عصر الأحلام ، ليقفوا في مواجهة كوابيس الواقع ، لان منطقتنا بدأت تخرج و بسرعة من مرحلة " مخاض " ما بعد الاستقلال الوطني بكل انجازاته و خيباته ، لتدخل ، و بعد تحولات عميقة و عاصفة ، عصرا جديدا ، عصر الكيانات الطائفية و الدينية الكبرى . 
المنطقة دخلت مرحلة الكيانات الطائفية الكبرى و تصاعد احتمالات الصراع و الاستقطاب بين دولتي الخلافة السنية و الشيعية 
للوهلة الأولى ، قد يبدو الأمر وهما أو " هرطقة " فكرية ، لا باس في ذلك ، فكل استنتاج صادم يعتبر في بدايته هرطقة ، أو كلاما فارغا في أحسن الأحوال ، لكن التطورات اليومية الخطيرة في منطقتنا ، تفرض قراءة غير تقليدية ، و قد أخاطر بالقول أن اغلب ، إن لم تكن كل أجهزة الاستخبارات العربية ، لديها تقارير تشير بوضوح إلى مثل هذه " الهرطقة " الافتراضية ، لكنها ممنوعة عن المواطن ، و في بعض الأحيان ممنوعة حتى عن " الحاكم " ، لان وقته أو صحته أو حتى مزاجه لا يحتمل " فرضيات سوداء " !
بوضوح تام ، نحن في مرحلة جديدة ، مرحلة قيام كيانات طائفية و دينية كبرى في هذه المنطقة ، كيانات ستُفقد العديد من الدول الوطنية استقلالها ، و تحشرها في مسار الانحلال السياسي ، لمصلحة استقطابات جديدة و كبرى ، نحو دولة الخلافة السنية ، أو دولة الخلافة الشيعية ، فقد استيقظت أحلام الماضي الكبرى ، فولد " الجنين " الطائفي ، أو " بذرة " الخلافة ، هنا و هناك ، و الوقائع الجديدة لا تحتاج أكثر من عامل الوقت .
الدولة " اليهودية " أيضاً بحثت عن شرعيتها القانونية الدولية ، صحيح أن إسرائيل ولدت بشهادة ميلاد " يهودية " طبقا للقرار الدولي 181 ، لكنها أضاعت شهادة الميلاد تلك لبعض الوقت ، و هي تلهو في لعبة " النفاق " الديمقراطي ، ثم بدء انحدار إسرائيل الواضح ، إلى المزيد و المزيد من " هوية " الدولة الدينية اليهودية البحتة ، و باتت السياسية الرسمية الإسرائيلية ، تطالب الاعتراف بها كدولة يهودية صرفة ، و قد جاء المخلص محمود عباس أخيرا ليهدينا ذلك باعتراف غير مسبوق ، تحت ستار كثيف من دخان " حلم " الاستقلال الفلسطيني . 
اسرائيل تتخلى عن " النفاق " الديموقراطي ، و تبحث عن شهادة ميلادها الديني كدولة لليهود و محمود عباس يساعدها في بلوغ الهدف 
تلك حقائق على الأرض ، ووقائع جديدة ستظهر كل يوم ، و لن يكون هناك ناجين من الموجة الصاعدة ، إلا من يستعد لها جيدا ، و حتى أولئك المدافعين عن هويتهم الوطنية و القومية ، و تميزهم الكياني و السياسي ، فان عليهم الاستعداد لمعركة طويلة و ضارية ، أمام " هيجان " الطموح ، و " سحر " الدعوة ، خاصة و أن الناجين يقاومون حتى اليوم فرادا في جزر " دفاعية " معزولة ، و دون رؤية أو أجندة مشتركة ، و دون مخالب الحصانة و القوة الرادعة ، و دون تحقيق لوازم القوة الرادعة ، والمنعة الداخلية والخارجية .
كتلة من منظومة دول الخليج العربي بقيادة السعودية هي الهدف الكبير و الصيد الدسم للامبراطوريات القائمة و القادمة 
بعض منظومة دول الخليج العربي ، بقيادة المملكة العربية السعودية ، ليس أمامها ترف الوقت و الاختيار ، فهي الهدف الأول و " الصيد الدسم " لكل الأطماع القادمة من الشمال و من الشرق ، من الإمبراطورية القائمة ، و الأخرى القادمة ، فأما أن تعيد هذه الكتلة النظر في أوضاعها الدفاعية عسكريا و سياسيا بسرعة البرق ، أو عليها الاختيار بين المر و الأكثر مرارة ، بين الدخول تحت مظلة حماية خارجية من هنا أو هناك ، بما في ذلك حماية إمبراطوريات " الطوائف " الجديدة ، و ذلك بالطبع شكل من أشكال الذوبان فيها ، أو التماثل و السير إلى ذات الهدف عبر طرق أخرى ، طرق ستوصف في المستقبل بطرق " الخوارج " الجدد .
 مرحلة الأحلاف الدولية و الأشكال الدفاعية القديمة انتهت، و ليس في رئة امريكا هواء يكفي لحروب جديدة ، و لا مفر من الاستعداد الذاتي و التسلح النوعي 
الأشكال الدفاعية والحمائية القديمة ، أعلنت فشلها و نهايتها ، خاصة بعد حربي الغرب في أفغانستان و العراق ، فليس في رئة الولايات المتحدة الأمريكية ، ما يكفي من الهواء لحروب احتلالية جديدة في هذا العقد ، و ربما العقد القادم ، وأمريكا اليوم ، دولة منهكة اقتصاديا و بشريا وأخلاقيا ، كما أن الغرب في عمومه ، لن يدخل الحروب دون وجود وقيادة الولايات المتحدة ، و قدرة الردع الغربي الحالية ، لن تتعدى موجة ضربات جوية و صاروخية في أقسى الأحوال ، ضربات تضر و لا تنفع ، ثم تترك مصائر المنطقة مفتوحة و مكشوفة الاحتمالات .
ما يسرب و يرشح من وثائق ، أو أقوال هذا المحور أو ذاك ، من هذه الخلافة " الطامحة " أو تلك ، تحمل الكثير مما ينبغي التوقف عنده هو الأخر، و قراءته بعمق شديد ، خاصة في الحديث عن الخليج و أمنه ، و بعض ذلك القول يبدو غَزَلًا ، و بعضه الآخر غَزلٌ ، لكن كل كلمة تطلق أو تقال لا ينبغي لها أن تمر بهدوء ، حتى إن " دغدغت " مشاعر و أذان بعض السياسيين الأغبياء ، إنما يجب قراءتها في ضوء اللغة " المزدوجة " لمطلقيها ، كما ينبغي مقارنتها بسلوك قائليها ، في سياساتهم الداخلية ، و سلوكهم مع شعوبهم في دولهم .
 معلومات و وثائق مسربة تكشف زيف و نفاق الأضداد في أحاديثهم عن امن الخليج ، و ينبغي تقييم تلك الأقوال في ضوء سلوك الحكام الجدد مع شعوبهم
الكلام ، و مهما كان جميلا ، لا ينبغي له أن يخفي الفارق ، مع ما يرتكب هؤلاء في دولهم ، و هم في الواقع لا يكذبون في ما يقولون ، بل هم فقط يخفون ما يقصدون ، و الحديث المتبادل عن الخليج و أمنه ، ليس أكثر من رسائل متبادلة بين الأضداد ، عن مناطق النفوذ و المصالح ، و لا تخرج تلك اللغة البراقة عن " المداهنة " ، فكلا المركزين يعتقدان أن لديهم ما يكفي من وسائل داخلية بديلة ، سواء إن كانت للابتزاز أو السيطرة.
إمبراطوريات الطوائف و الأديان تدق أبواب الخليج ، لكن البدائل ، و مصادر القوة و المنعة لا زالت متاحة ، و كذلك الوقت ، و إن كان ينفذ بسرعة .

كتب محمد رشيد : 
أنصار و أجيال الاستقلال ، و الدولة الوطنية الحديثة و المستقلة ، أولئك الذين كافحوا أو اقنعوا المحتل ، الانكليزي أو الفرنسي ، الخروج من أرضهم ، اتفاقا أو حكمة أو كفاحا ، يصلون اليوم تباعا إلى نهاية عصر الأحلام ، ليقفوا في مواجهة كوابيس الواقع ، لان منطقتنا بدأت تخرج و بسرعة من مرحلة " مخاض " ما بعد الاستقلال الوطني بكل انجازاته و خيباته ، لتدخل ، و بعد تحولات عميقة و عاصفة ، عصرا جديدا ، عصر الكيانات الطائفية و الدينية الكبرى . المنطقة دخلت مرحلة الكيانات الطائفية الكبرى و تصاعد احتمالات الصراع و الاستقطاب بين دولتي الخلافة السنية و الشيعية 
للوهلة الأولى ، قد يبدو الأمر وهما أو " هرطقة " فكرية ، لا باس في ذلك ، فكل استنتاج صادم يعتبر في بدايته هرطقة ، أو كلاما فارغا في أحسن الأحوال ، لكن التطورات اليومية الخطيرة في منطقتنا ، تفرض قراءة غير تقليدية ، و قد أخاطر بالقول أن اغلب ، إن لم تكن كل أجهزة الاستخبارات العربية ، لديها تقارير تشير بوضوح إلى مثل هذه " الهرطقة " الافتراضية ، لكنها ممنوعة عن المواطن ، و في بعض الأحيان ممنوعة حتى عن " الحاكم " ، لان وقته أو صحته أو حتى مزاجه لا يحتمل " فرضيات سوداء " !بوضوح تام ، نحن في مرحلة جديدة ، مرحلة قيام كيانات طائفية و دينية كبرى في هذه المنطقة ، كيانات ستُفقد العديد من الدول الوطنية استقلالها ، و تحشرها في مسار الانحلال السياسي ، لمصلحة استقطابات جديدة و كبرى ، نحو دولة الخلافة السنية ، أو دولة الخلافة الشيعية ، فقد استيقظت أحلام الماضي الكبرى ، فولد " الجنين " الطائفي ، أو " بذرة " الخلافة ، هنا و هناك ، و الوقائع الجديدة لا تحتاج أكثر من عامل الوقت .الدولة " اليهودية " أيضاً بحثت عن شرعيتها القانونية الدولية ، صحيح أن إسرائيل ولدت بشهادة ميلاد " يهودية " طبقا للقرار الدولي 181 ، لكنها أضاعت شهادة الميلاد تلك لبعض الوقت ، و هي تلهو في لعبة " النفاق " الديمقراطي ، ثم بدء انحدار إسرائيل الواضح ، إلى المزيد و المزيد من " هوية " الدولة الدينية اليهودية البحتة ، و باتت السياسية الرسمية الإسرائيلية ، تطالب الاعتراف بها كدولة يهودية صرفة ، و قد جاء المخلص محمود عباس أخيرا ليهدينا ذلك باعتراف غير مسبوق ، تحت ستار كثيف من دخان " حلم " الاستقلال الفلسطيني . اسرائيل تتخلى عن " النفاق " الديموقراطي ، و تبحث عن شهادة ميلادها الديني كدولة لليهود و محمود عباس يساعدها في بلوغ الهدف 
تلك حقائق على الأرض ، ووقائع جديدة ستظهر كل يوم ، و لن يكون هناك ناجين من الموجة الصاعدة ، إلا من يستعد لها جيدا ، و حتى أولئك المدافعين عن هويتهم الوطنية و القومية ، و تميزهم الكياني و السياسي ، فان عليهم الاستعداد لمعركة طويلة و ضارية ، أمام " هيجان " الطموح ، و " سحر " الدعوة ، خاصة و أن الناجين يقاومون حتى اليوم فرادا في جزر " دفاعية " معزولة ، و دون رؤية أو أجندة مشتركة ، و دون مخالب الحصانة و القوة الرادعة ، و دون تحقيق لوازم القوة الرادعة ، والمنعة الداخلية والخارجية .كتلة من منظومة دول الخليج العربي بقيادة السعودية هي الهدف الكبير و الصيد الدسم للامبراطوريات القائمة و القادمة 
بعض منظومة دول الخليج العربي ، بقيادة المملكة العربية السعودية ، ليس أمامها ترف الوقت و الاختيار ، فهي الهدف الأول و " الصيد الدسم " لكل الأطماع القادمة من الشمال و من الشرق ، من الإمبراطورية القائمة ، و الأخرى القادمة ، فأما أن تعيد هذه الكتلة النظر في أوضاعها الدفاعية عسكريا و سياسيا بسرعة البرق ، أو عليها الاختيار بين المر و الأكثر مرارة ، بين الدخول تحت مظلة حماية خارجية من هنا أو هناك ، بما في ذلك حماية إمبراطوريات " الطوائف " الجديدة ، و ذلك بالطبع شكل من أشكال الذوبان فيها ، أو التماثل و السير إلى ذات الهدف عبر طرق أخرى ، طرق ستوصف في المستقبل بطرق " الخوارج " الجدد .
 مرحلة الأحلاف الدولية و الأشكال الدفاعية القديمة انتهت، و ليس في رئة امريكا هواء يكفي لحروب جديدة ، و لا مفر من الاستعداد الذاتي و التسلح النوعي 
الأشكال الدفاعية والحمائية القديمة ، أعلنت فشلها و نهايتها ، خاصة بعد حربي الغرب في أفغانستان و العراق ، فليس في رئة الولايات المتحدة الأمريكية ، ما يكفي من الهواء لحروب احتلالية جديدة في هذا العقد ، و ربما العقد القادم ، وأمريكا اليوم ، دولة منهكة اقتصاديا و بشريا وأخلاقيا ، كما أن الغرب في عمومه ، لن يدخل الحروب دون وجود وقيادة الولايات المتحدة ، و قدرة الردع الغربي الحالية ، لن تتعدى موجة ضربات جوية و صاروخية في أقسى الأحوال ، ضربات تضر و لا تنفع ، ثم تترك مصائر المنطقة مفتوحة و مكشوفة الاحتمالات .ما يسرب و يرشح من وثائق ، أو أقوال هذا المحور أو ذاك ، من هذه الخلافة " الطامحة " أو تلك ، تحمل الكثير مما ينبغي التوقف عنده هو الأخر، و قراءته بعمق شديد ، خاصة في الحديث عن الخليج و أمنه ، و بعض ذلك القول يبدو غَزَلًا ، و بعضه الآخر غَزلٌ ، لكن كل كلمة تطلق أو تقال لا ينبغي لها أن تمر بهدوء ، حتى إن " دغدغت " مشاعر و أذان بعض السياسيين الأغبياء ، إنما يجب قراءتها في ضوء اللغة " المزدوجة " لمطلقيها ، كما ينبغي مقارنتها بسلوك قائليها ، في سياساتهم الداخلية ، و سلوكهم مع شعوبهم في دولهم .
 معلومات و وثائق مسربة تكشف زيف و نفاق الأضداد في أحاديثهم عن امن الخليج ، و ينبغي تقييم تلك الأقوال في ضوء سلوك الحكام الجدد مع شعوبهم
الكلام ، و مهما كان جميلا ، لا ينبغي له أن يخفي الفارق ، مع ما يرتكب هؤلاء في دولهم ، و هم في الواقع لا يكذبون في ما يقولون ، بل هم فقط يخفون ما يقصدون ، و الحديث المتبادل عن الخليج و أمنه ، ليس أكثر من رسائل متبادلة بين الأضداد ، عن مناطق النفوذ و المصالح ، و لا تخرج تلك اللغة البراقة عن " المداهنة " ، فكلا المركزين يعتقدان أن لديهم ما يكفي من وسائل داخلية بديلة ، سواء إن كانت للابتزاز أو السيطرة.
إمبراطوريات الطوائف و الأديان تدق أبواب الخليج ، لكن البدائل ، و مصادر القوة و المنعة لا زالت متاحة ، و كذلك الوقت ، و إن كان ينفذ بسرعة .