القاهرة - الكاشف نيوز
مهما تكن براعة الإنسان فى التخطيط والأخذ بالأسباب والاجتهاد، بعض الأشياء لا تأتى فى الموعد الذى يتمناه، وبعض الأشياء لا تأتى من الأساس. هناك صعوبة فى تقبل خيبات الأمل من هذا النوع، ولكن يتوجب تقبلها بشكل أو بأخر نهاية الأمر. وإلا تضاعفت الخسائر، كما جرى مع المواطن الكورى الجنوبى الذى تأخر راتبه، فضاق صدره وفعل من الأفعال ما انتهى به إلى الاعتقال مع تأكيد بإيداعه قريبا مستشفى للصحة النفسية.
كشفت شرطة كوريا الجنوبية، السر وراء الحريق الهائل الذى اشتعل فجرا فى أحد أحياء مدينة جينجو الواقعة إلى الجنوب الشرقى من العاصمة سول، فأحد قاطنى المنطقة، والذى تم حجب هويته بناءً على ما تمليه القوانين هناك، كان يغلى غضبا طوال اليوم بعد أن عاد من عمله خالى الوفاض لا يملأ جيبه شيء، فقد تأخر الراتب الشهرى عن موعده. ظل يعانى حالة من القلق والتوتر طوال اليوم والساعات الأولى من الليل، قبل أن يقرر التنفيس عن غضبه هذا.
قام المتهم (42 عاما) بإضرام النيران فى شقته التى تهاوت محتوياتها تحت تأثير ألسنة اللهب. ولكن تلك الألسنة بدأت تنتقل إلى الشقق السكنية المجاورة، فدب الفزع بين قاطنيها الذين حاولوا إنقاذ أنفسهم والهروب بحياتهم من مطاردة النيران. ويبدو أن هذه الغريزة القوية للبقاء كانت كافية لتزيد من غضب المتهم. فقد سارع الأخير الذى كان قد غادر شقته المحترقة فى مطاردة جيرانه الذين يحاولون الفرار وطعن خمسة منهم، بينهم فتاة ذات 12 عاما، ليسقطوا قتلي. والمأساة لم تنته عند هذا الحد، فقد أصيب 13 آخرون بإصابات متنوعة من جراء الحريق والتزاحم من أجل النجاة.
عندما تمت السيطرة على المتهم وبسؤاله عن سبب ما فعل، قال إنه شعر بالظلم الشديد لعدم تلقيه أجره. لكن يبدو أنه لن يحظى بأجر مرة ثانية، فالتحقيقات كشفت عن شهادات جيرانه بأن المتهم يعانى من مشكلات نفسية وعقلية وأنه اعتاد الدخول فى نوبات غضب عنيفة، وإن كانت هذه المرة الأكثر تدميرا. وحتما لن يتمكن أهالى الحى من نسيان ما فعله المتهم الغاضب.