أخر الأخبار
هل يحسمها بشار كيماوياً...؟
هل يحسمها بشار كيماوياً...؟

 

كتبت مها بدر الدين : 
اقتربت الساعة، وبدء العد التنازلي لبداية معركة دمشق، هذه المعركة التي لا يعرف حتى الآن إلى اين ستتجه نتائجها، فالأخبار الواردة عما يحدث في دمشق ومحيطها متضاربة لدرجة تثير الرعب من خوض غمارها وفي الوقت نفسه تزيد الرغبة بإنهاء الأمر بأسرع وقت ممكن.
ففي حين تتحدث فيه الأنباء عن سيطرة الجيش الحر على ريف دمشق المحيط بالمدينة من كل جانب، وتقدمه السريع للسيطرة على مطار دمشق الدولي باعتباره رمزاً سياسياً لبقاء النظام السوري، وما سيحدثه سقوطه بيد الثوار من اختلاف جذري في موازين القوى على ساحة المعركة الضارية في دمشق، فإن الأنباء أيضاً تتحدث عن تحركات عسكرية غير طبيعية لقوات الأسد في ضواحي دمشق ومشارف قاسيون مع غموض مخيف يلف مصير الأسلحة الكيماوية المخزنة في دمشق والتي أكدت وزارة الخارجية الأسدية أنها لن تستخدم ضد الشعب السوري في أي حال من الأحوال وهو بحد ذاته ما يثير القلق خصوصا أننا ما عرفنا النظام السوري إلا بأنه يقول ما لا يفعل.
لقد استخدم بشار وما زال، كل عتاده العسكري في معركته ضد الشعب السوري، فهو لم يتوان عن استخدام راجمات الصواريخ والطيران الحربي لقصف الجمهورية العربية السورية من شمالها لجنوبها ومن غربها لشرقها، بل انه ابتكر أساليب جديدة في علم الأسلحة واكتشف بعبقريته المدمرة أهمية براميل الغسيل عند استبدال مياهها بكميات كبيرة من المتفجرات وبعض المحروقات المخصصة أصلاً لتدفئة المواطنين بشتاء سورية القارس، وإلقائها على طوابير المواطنين المصطفين أمام المخابز للحصول على رغيف خبز لمن تبقى من أطفالهم، حيث لا يكلف إشعال فتيلها سوى شرارة من قداحة الطيار الهمجي الذي بنفس تلك القداحة يشعل سيجارته وهو يبتسم بحقد.
ومع تقدم الجيش الحر وسيطرته على الكثير من المواقع العسكرية المهمة واغتنامه الكثير من الأسلحة الثقيلة من هذه المواقع والتي جعلت كفتي ميزان القوة العسكرية تقتربان من التوازن، وبعد تمكن الجيش الحر من التصدي لطائرات الأسد التي كان يتفوق بها عسكرياً ميدانياً، وتضييق الحلقة من حوله مع اقتراب جحافل الثوار من القصر الجمهوري في دمشق، أصبح الأسد الآن محشورا في الزاوية سيقوم بأي عمل للخلاص من فكي الكماشة التي تقترب من الإمساك برقبته، من هنا تزيد خطورته رغم ضآلته، لأنه يقاتل على كرسي يرفعه لمرتبة الأسد، ولأن للحكم حلاوته في حلق آل الأسد فإن إمكانية استخدام النظام للسلاح الكيماوي ضد الشعب السوري تزداد مع تناقص فرص النجاة والنجاح له.
إن النظام السوري اليوم يعاني من عزلة سياسية وعسكرية كبيرة بعد أن بدأ الحلفاء بالتنصل من مسؤولياتهم بعد أن وصلوا به لنصف البئر وقطعوا حبل الدعم له، فإيران الحليف الإستراتيجي الأول والتي دفعت بكل قوتها لدعم هذا النظام بناء على تقارب طائفي ومذهبي عمره عشرات السنين، بدأت بالتقتير المادي عليه نتيجة الأزمة الاقتصادية التي وضعت نفسها فيها من أجل عيون بشار الزرقاء، وبدأ التأفف يظهر واضحاً في حديث إيران التي تتهم النظام السوري بعدم تقيده بالنصائح الإيرانية وانفراده بالتصرف ما أدى إلى تأزيم الموقف في الساحة السورية، كما أن حزب الله يد إيران في لبنان يعاني حالياً من صعوبة في نجدة ولي الأمر في دمشق بعد أن ذاق الأمرين من ثوار حمص وتكبيده خسائر بشرية فادحة في روابي القصير على الحدود اللبنانية أدت إلى تأليب العوائل اللبنانية عليه والتي تطالب بمعرفة مصير أبنائها في الداخل السوري وهو الذي أنكر مراراً وتكراراً لوجود عناصره المقاتلة على الأراضي السورية.
أما بوتين فإنه مع إجلاء رعاياه وخبرائه من سورية بدأ يعرض صداقة بشار للبيع في أسواق تركيا العامرة، ويحاول التقرب من أنقرة بالتنصل من مهمة الدفاع المستميت عن نظام الأسد والتي نفذها بكل جدارة وزير خارجيته لافروف (المستأسد أكثر من الأسد نفسه)، هذا التقرب وإن لم يكن مصدره رجوع روسيا إلى طريق الحق والإيمان بعدالة قضية الشعب السوري وثورته، فإنه يؤكد إدراك بوتين بأن صديقه المستبد على شفا حفرة من نار، وأن الأمور تسير نحو النهاية الطبيعية التي لم يكونوا يرغبون فيها، وأنه يريد أن يدخل بفرسه الأعرج بسباق عقود الإعمار والاستثمار الذي يجري وراء الكواليس الآن استعداداً لبدء مرحلة ما بعد بشار الأسد وزبانيته، لعله يلتقط حبة سكر يسد بها رمق روسيا الناشف دوماً.
فإذا أضفنا مطالبة بعض الدول لرعايها بالخروج من دمشق، وتعليق بعض شركات الطيران رحلاتها من وإلى هناك، وزيادة الانشقاقات في صفوف النظام الأمامية كانشقاق المتحدث الرسمي جهاد مقدسي وبعض الديبلوماسيين في بعض السفارات السورية في الخارج ما قد يؤدي بانهيار وشيك للنظام من الداخل، كل هذا يزيد من عزلة بشار الأسد نفسه ويضعه أمام خيارات صعبة يتناقص على صعوبتها عددها يومياً لتضيق الحلقة أكثر وأكثر ما ينذر بإمكانية استخدامه للسلاح الكيماوي المخزن في دمشق، لإحراق دمشق تفعيلاً لمبدأ «علي وعلى أعدائي».
لقد وجهت السيدة كلينتون إلى بشار الأسد إنذاراً شديد اللهجة، تحذر النظام السوري فيه من مغبة استخدام الكيماوي في مواجهة الشعب، واعتباره خطاً أحمراً ستقوم الولايات المتحدة الأميركية بإجراءات محضرة مسبقاً لمواجهته، وبغض النظر عن الفقاعات الأميركية التي اعتدنا عليها منذ الأزمة السورية فإن السؤال الآن هل هذا الإنذار هو استنتاج أميركي لمعطيات الواقع الحديثة؟ أم أنه خيار مطروح على طاولة الأسد ووصل إلى مسامع المخابرات الأميركية؟ أم أنه إيحاء للأسد بأن لديه سلاحا فتاكا يمكن استخدامه لأن إجراءاتهم ستنفذ بعد الاستخدام وليس قبله؟
والسؤال الأهم هل يقوم بشار فعلياً بحسم المعركة لصالحه كيماوياً..؟
*نقلا عن صحيفة "الراي" الكويتية.

كتبت مها بدر الدين : 
اقتربت الساعة، وبدء العد التنازلي لبداية معركة دمشق، هذه المعركة التي لا يعرف حتى الآن إلى اين ستتجه نتائجها، فالأخبار الواردة عما يحدث في دمشق ومحيطها متضاربة لدرجة تثير الرعب من خوض غمارها وفي الوقت نفسه تزيد الرغبة بإنهاء الأمر بأسرع وقت ممكن.
ففي حين تتحدث فيه الأنباء عن سيطرة الجيش الحر على ريف دمشق المحيط بالمدينة من كل جانب، وتقدمه السريع للسيطرة على مطار دمشق الدولي باعتباره رمزاً سياسياً لبقاء النظام السوري، وما سيحدثه سقوطه بيد الثوار من اختلاف جذري في موازين القوى على ساحة المعركة الضارية في دمشق، فإن الأنباء أيضاً تتحدث عن تحركات عسكرية غير طبيعية لقوات الأسد في ضواحي دمشق ومشارف قاسيون مع غموض مخيف يلف مصير الأسلحة الكيماوية المخزنة في دمشق والتي أكدت وزارة الخارجية الأسدية أنها لن تستخدم ضد الشعب السوري في أي حال من الأحوال وهو بحد ذاته ما يثير القلق خصوصا أننا ما عرفنا النظام السوري إلا بأنه يقول ما لا يفعل.
لقد استخدم بشار وما زال، كل عتاده العسكري في معركته ضد الشعب السوري، فهو لم يتوان عن استخدام راجمات الصواريخ والطيران الحربي لقصف الجمهورية العربية السورية من شمالها لجنوبها ومن غربها لشرقها، بل انه ابتكر أساليب جديدة في علم الأسلحة واكتشف بعبقريته المدمرة أهمية براميل الغسيل عند استبدال مياهها بكميات كبيرة من المتفجرات وبعض المحروقات المخصصة أصلاً لتدفئة المواطنين بشتاء سورية القارس، وإلقائها على طوابير المواطنين المصطفين أمام المخابز للحصول على رغيف خبز لمن تبقى من أطفالهم، حيث لا يكلف إشعال فتيلها سوى شرارة من قداحة الطيار الهمجي الذي بنفس تلك القداحة يشعل سيجارته وهو يبتسم بحقد.
ومع تقدم الجيش الحر وسيطرته على الكثير من المواقع العسكرية المهمة واغتنامه الكثير من الأسلحة الثقيلة من هذه المواقع والتي جعلت كفتي ميزان القوة العسكرية تقتربان من التوازن، وبعد تمكن الجيش الحر من التصدي لطائرات الأسد التي كان يتفوق بها عسكرياً ميدانياً، وتضييق الحلقة من حوله مع اقتراب جحافل الثوار من القصر الجمهوري في دمشق، أصبح الأسد الآن محشورا في الزاوية سيقوم بأي عمل للخلاص من فكي الكماشة التي تقترب من الإمساك برقبته، من هنا تزيد خطورته رغم ضآلته، لأنه يقاتل على كرسي يرفعه لمرتبة الأسد، ولأن للحكم حلاوته في حلق آل الأسد فإن إمكانية استخدام النظام للسلاح الكيماوي ضد الشعب السوري تزداد مع تناقص فرص النجاة والنجاح له.
إن النظام السوري اليوم يعاني من عزلة سياسية وعسكرية كبيرة بعد أن بدأ الحلفاء بالتنصل من مسؤولياتهم بعد أن وصلوا به لنصف البئر وقطعوا حبل الدعم له، فإيران الحليف الإستراتيجي الأول والتي دفعت بكل قوتها لدعم هذا النظام بناء على تقارب طائفي ومذهبي عمره عشرات السنين، بدأت بالتقتير المادي عليه نتيجة الأزمة الاقتصادية التي وضعت نفسها فيها من أجل عيون بشار الزرقاء، وبدأ التأفف يظهر واضحاً في حديث إيران التي تتهم النظام السوري بعدم تقيده بالنصائح الإيرانية وانفراده بالتصرف ما أدى إلى تأزيم الموقف في الساحة السورية، كما أن حزب الله يد إيران في لبنان يعاني حالياً من صعوبة في نجدة ولي الأمر في دمشق بعد أن ذاق الأمرين من ثوار حمص وتكبيده خسائر بشرية فادحة في روابي القصير على الحدود اللبنانية أدت إلى تأليب العوائل اللبنانية عليه والتي تطالب بمعرفة مصير أبنائها في الداخل السوري وهو الذي أنكر مراراً وتكراراً لوجود عناصره المقاتلة على الأراضي السورية.
أما بوتين فإنه مع إجلاء رعاياه وخبرائه من سورية بدأ يعرض صداقة بشار للبيع في أسواق تركيا العامرة، ويحاول التقرب من أنقرة بالتنصل من مهمة الدفاع المستميت عن نظام الأسد والتي نفذها بكل جدارة وزير خارجيته لافروف (المستأسد أكثر من الأسد نفسه)، هذا التقرب وإن لم يكن مصدره رجوع روسيا إلى طريق الحق والإيمان بعدالة قضية الشعب السوري وثورته، فإنه يؤكد إدراك بوتين بأن صديقه المستبد على شفا حفرة من نار، وأن الأمور تسير نحو النهاية الطبيعية التي لم يكونوا يرغبون فيها، وأنه يريد أن يدخل بفرسه الأعرج بسباق عقود الإعمار والاستثمار الذي يجري وراء الكواليس الآن استعداداً لبدء مرحلة ما بعد بشار الأسد وزبانيته، لعله يلتقط حبة سكر يسد بها رمق روسيا الناشف دوماً.
فإذا أضفنا مطالبة بعض الدول لرعايها بالخروج من دمشق، وتعليق بعض شركات الطيران رحلاتها من وإلى هناك، وزيادة الانشقاقات في صفوف النظام الأمامية كانشقاق المتحدث الرسمي جهاد مقدسي وبعض الديبلوماسيين في بعض السفارات السورية في الخارج ما قد يؤدي بانهيار وشيك للنظام من الداخل، كل هذا يزيد من عزلة بشار الأسد نفسه ويضعه أمام خيارات صعبة يتناقص على صعوبتها عددها يومياً لتضيق الحلقة أكثر وأكثر ما ينذر بإمكانية استخدامه للسلاح الكيماوي المخزن في دمشق، لإحراق دمشق تفعيلاً لمبدأ «علي وعلى أعدائي».
لقد وجهت السيدة كلينتون إلى بشار الأسد إنذاراً شديد اللهجة، تحذر النظام السوري فيه من مغبة استخدام الكيماوي في مواجهة الشعب، واعتباره خطاً أحمراً ستقوم الولايات المتحدة الأميركية بإجراءات محضرة مسبقاً لمواجهته، وبغض النظر عن الفقاعات الأميركية التي اعتدنا عليها منذ الأزمة السورية فإن السؤال الآن هل هذا الإنذار هو استنتاج أميركي لمعطيات الواقع الحديثة؟ أم أنه خيار مطروح على طاولة الأسد ووصل إلى مسامع المخابرات الأميركية؟ أم أنه إيحاء للأسد بأن لديه سلاحا فتاكا يمكن استخدامه لأن إجراءاتهم ستنفذ بعد الاستخدام وليس قبله؟
والسؤال الأهم هل يقوم بشار فعلياً بحسم المعركة لصالحه كيماوياً..؟
*نقلا عن صحيفة "الراي" الكويتية.