أخر الأخبار
كلنا دفعنا الثمن
كلنا دفعنا الثمن

ان تقتل سلطات الاحتلال الصهيوني عربيا او فلسطينيا فهذا أمر تمارسه منذ عقود ، وزادت على القتل واحتلال الارض و المقدسات تشريد الملايين ، بحيث اصبح ثمن ممارسات وجرائم الاحتلال ليس على الشعب الفلسطيني فقط بل تحملته الامة وفي مقدمتها الدولة الاردنية ارضا وقيادة وشعبا ومقدرات.
وعندما تحدث جريمة صهيونية بحق مواطن فلسطيني او عربي فهذا أمر لا يدعو للدهشة ، فعكس هذا هو المدهش ، لان من يحتل ويشرد ويدنس المقدسات يقتل ، وهو يفعل هذا بشكل دائم ولا نتوقع منه الا ما ينسجم مع بنيته السياسية والعسكرية والدينية.
وحتى الغضب والرفض لاي اجرام صهيوني فهو أمر محل اجماع ، وما يقوله أي شخص وما يصدر عن أي جهة يمثل كل الاردنيين ، فالاجماع كامل على حرمة الدم وعدوانية واجرام المحتل ، ولهذا فان كل ردود الافعال يجب ان تكون تجاه الاحتلال الصهيوني فقط ، لاننا جميعا متفقون على رفض الجريمة ، بل ونتوقع من هذا المحتل كل سوء واجرام وتعامل لا اخلاقي ، فتاريخه لا يحمل الا هذا.
ولنتذكر ان كيان الاحتلال بأفعاله الاجرامية واستفزازه السياسي يضع عبئا على الدولة الاردنية ويحاول احراجها أمام الاردنيين ، فنحن لم نخرج بعد من حكاية استهداف الولاية الاردنية على المقدسات وعرضها على الكنيست ، ثم جاءت عملية قتل القاضي زعيتر ، وأول من يصيبه الضرر والاحراج هو الدولة الاردنية ، والنتيجة محاولة ادخالها في مواجهات مع مشاعر الناس ، ومع ردود افعال البرلمان ، وتكون الحكومة مضطرة لحل هذه المشكلات وتجنب غضب الناس والقوى السياسية.
والمفارقة ان هذا الاذى السياسي للاردن يأتي في مرحلة الحديث عن تسوية وحلول نهائية واطار كيري ، فهل من المعقول ان يكون فعل دولة تريد السلام ان تستهدف سياسيا الدولة الاكثر سعيا للسلام وهي الاردن !! ، انها عقلية الاحتلال الذي لا صديق له ، ولهذا فكل ما يفعله ليس مثيرا للدهشة ، ولو لم يقتل ويمارس كل اجرام لما كانت هذه هي دولة الاحتلال.
من المهم ان نتذكر دائما ان ردود افعالنا يجب ان تبقى تجاه المحتل ، فكلنا ندفع ثمن احتلاله واجرامه ، فالاستفزاز والاحراج الذي الحقته دولة الاحتلال بالاردن خلال الفترات الماضية كان كبيرا ومقصودا من حيث المضمون والتوقيت ، وحتى لو اختلفنا على شكل الرد وكيفية التعامل مع هذا الاجرام فهذا لا يغير من الحقيقة باننا جميعا ندفع الثمن ، وأن أي غضب او رد يجب ان يكون باتجاه المحتل ، فالبوصلة هي المحتل ، دون ان نعطيه فرحا اضافيا بأن نحول الامر الى خلاف داخلي.