القاهرة - الكاشف نيوز
"جنة محمد سمير حافظ".. طفلة بريئة تبلغ من العمر 4 سنوات.. لم تستمتع بحياتها سوى وهي فى بطن أمها.. ولدت وعاشت حياتها معذبة على مدار 3 سنوات ظل الجميع يقتلها.. ثم ألبسوا التهمة إلى شقيقتها الصغرى "أماني"، التي لم تبلغ من العمر عامين ونصف.. ثم ماتت وتدفن بـ تصريحين دفن، بعد استخراج ترخيص بدفن قدمها المبتورة، والثانية بعد استخراج تصريح من النيابة العامة بدفن جثمانها اليوم.. ماذا فعلت هذه الطفلة كي تلقى هذا المصير؟ سؤال يطرحه الجميع.. وكانت رحمة الله اكبر من كل شيء بعدما فارقت روحها الحياة إلى بارئها.. الجميع جناة "الأب، الأم، الجدة، الخال".. كل من يعرف تفاصيل حياتها ولم ينقذها.
منذ 3 أيام تم استخراج ترخيص بدفن القدم المبتورة وهي القدم اليسرى للطفلة بعد عملية بتر في الطرف الأيسر، إلا أن أسرتها لم تستلم الطرف المبتور، ووضع في ثلاجة المستشفى، إلى أن تم إرفاقه اليوم بجثمانها، وظلت "جنة" لمدة 3 أيام داخل غرفة العناية المركزة بمستشفى المنصورة.. يقول الأطباء داخل مستشفى المنصورة الجديدة إن جميع العاملين وأسر المرضى كانوا يترددون عليها ومنهم من اشترى لها هدية عبارة عن عروس صغيرة لم تمسكها جنة فظلت ممدة بجوارها.. جميع رواد المستشفى من عاملين ومرضى وزائرين يدعون لها "مسلم ومسيحي".
طبيبة الرحمة
نشرت طبيبة على مواقع التواصل الاجتماعي، تفاصيل مأساة طفلة تعرضت للاعتداء الجنسي والتعذيب على يد جدتها من الأم وخالها.
الشرطة
بعد نشر القصة تلقى مأمور مركز شربين بلاغا من مستشفى شربين المركزي بوصول الطفلة ومقيمة طرف جدتها للأم بقرية "بساط كريم الدين"، مصابة بكدمات متفرقة بالجسم، وبها آثار حروق بمنطقة الحوض حول الأعضاء التناسلية الخارجية، وتورم بالطرف السفلي الأيسر، وآثار حروق بالظهر وبمناطق متفرقة من الجسم وتم تحويلها إلى مستشفى المنصورة العام الجديد "الدولي" لاستكمال العلاج.
المتهمة الأولى "الجدة"
اتهم جد الطفلة من الأم أن وراء الجريمة جدتها، والتي دافعت عن نفسها في محضر الشرطة، وقالت إن جني تعرضت للتعذيب، بسبب التبول اللاإرادي فتوجه رئيس مباحث مركز شربين، إلى مقر إقامة الطفلة، حيث تقطن مع جدتها وجدها، الذي اتهم فيه جدتها التي تدعى "صفاء" بالتعدي عليها بالضرب وحرق أجزاء من جسدها، بحجة تبولها لا إراديا، وهو بالفعل ما أثبتته التحريات الأولية.
المستشفى
انتهى الأطباء من إعداد تقرير بحالة الطفلة، والذى انتهى على قرار بتر القدم الطرف الأيسر، وتم إجراء عملية بتر للساق اليسرى للطفلة، وأكد تقرير الحالة الطبية للفتاة بالمستشفى، أن الطفلة "جنة" وصلت محولة من مستشفى شربين المركزي، مصابة باعتداء من آخرين وبالكشف الطبي الظاهري تبين وجود غرغرينا بالأعضاء التناسلية الخارجية واشتباه جلطة بالطرف السفلي الأيسر.
كما يوجد آثار سحجات واعتداء بالظهر والبطن والحالة العامة دون المتوسطة، والمريضة محجوزة بالمستشفى قسم عناية الأطفال من يوم السبت المرافق 21/9/2019، واليوم الأربعاء الموافق 25/9/2019 تم بتر جزء من الطرف السفلي الأيسر والجزء المبتور بثلاجة المستشفى وتم إبلاغ الأهل والنيابة.
شقيق المتهمة الأولى
"أختي معذبتهاش.. اتحرقت لما وقع عليها زيت مغلي".. يقول فتحي عبدالوهاب، شقيق الجدة، إنّ الطفلة تعرضت لحروق قبل 10 أيام وهي تلهو مع شقيقتها أماني في منزل الجدة، "أختي بقت مسؤولة عن رعاية أسرة جديدة غير أسرتها، الحال ضيّق، وبنتها رجعت بعد ما اطلقت من جوزها، ضربها وجالها انفصال في الشبكية وفقدت النظر، وبقالهم سنتين مبيجيلهاش نفقة".
أماني شقيقتها الصغرى السبب
زعمت أسرة المتهمين أن وراء آثار التعذيب في جسدها هو شقيقة الضحية تدعى أماني، تبلغ من العمر عامين ونصف، وأن روايتهم أثناء لهو الطفلتين وقعت كمية من الزيت المغلي على جسد الضحية، وهو ما نفته تحريات المباحث وأكدت كذب رواية أسرة المتهمين.
النيابة
قررت النيابة العامة حجز "الجدة" وابنها على ذمة التحقيقات بعد اتهامهم بالتعذيب والاعتداء الجنسي، وبعد مرور 4 أيام من قرار حبسهما، قرر قاضي المعارضات إخلاء سبيل الجدة لحين ورود تقرير الطبيب الشرعي، لكن النيابة العامة استأنفت القرار وقررت المحكمة تجديد حبس الجدة وابنها، 15 يوما على ذمة التحقيقات.
أسرة والد الطفلة "جنة"
"خالها اغتصبها"، هذا ما أكدته أماني سمير، عمة الطفلة جنة، والتي أوضحت أن ذلك التعذيب تم على يد الجدة للأم، بتواطؤ من والدتها وجدها، فضلا عن اغتصاب خالها أيضا، قائلة: "البنت قالت لأبيها: (خالي كان بيكتفني وبيعمل فيا كذا وكذا اللي هو يغتصبها يعني، وجدها وأمها كانوا بيسيبوه ومداريين عليه)".
لم تتوقف المأساة الكبيرة للطفلة الصغيرة عند ذلك الحد، وإنما وصل إلى حرق الجدة للطفلة بآلة حادة بعد تسخينها في مناطق متفرقة بالجسم، من البطن والظهر والساق، حتى الأعضاء التناسلية، ما تسبب للطفلة بمشكلات ضخمة في التبول وصلت إلى إصابتها بالفشل الكلوي، على حد قول عمتها.
أم الطفلة
"أمي معذبتش بنتي وأخويا مغتصبهاش".. بهذه الكلمات دافعت والدة الضحية عن والدتها وشقيقها في واقعة اتهامهم بالتعذيب والاغتصاب، ثم التزمت الصمت، وكانت تتردد عليها لزيارتها فى المستشفي من حين لآخر.
والد الطفلة
قال محمد سمير حافظ، والد الطفلة جنة، "بنتي اتحبست 10 أيام بجروحها وحروقها في بيت جدتها لأمها، لحد ما رائحة الجروح ظهرت في المكان"، مضيفا، "طليقتي كانت واقفة تتفرج وجدتها بتحرق في جسمها، وجنة قالت لي علي كل حاجة حصلت لها، وأن جدتها بتعذبها بالكي بالشقرف، وخالها رضا ماسكها ومامتها واقفة تتفرج، وبنتي الأخرى أماني عمرها 6 سنوات كانت تبكي مش قادرة تساعد أختها، والست دي محدش قادر عليها خالص".
واستكمل الأب الكفيف، وهو يبكي في حديثه لـ "الوطن"، أن "ابنته أماني ما زالت تعيش معهم في بيت جدتها لأمها، ويضربونها لكي تشهد أن أختها الصغيرة جنة، 5 سنوات، هي من وقعت على زيت مغلي حتى تنجو الجدة من العقاب، ومن يريد أن يساعدني يأخذ بنتي منهم، حرام تفضل معهم بعد تعذيبها على يد جدتها وأمام أمها".