القاهرة - الكاشف نيوز
استشاط "خميس م." (مهندس زراعي) غضبا عندما اكتشف سرقة ابنه "ياسين" 1200 جنيه، قسط سيارة سوزوكي اشتراها الأب للعمل عليها. بدأ وصلة تعذيب للطفل استمرت 24 ساعة، ومنع الجيران من التدخل لحماية الصغير قائلا: "يموت أحسن ما اتحبس". لكن الصغير مات في نهاية الأمر، ودخل الأب للحبس.
داخل مسكنه بمنطقة بولاق الدكرور، استخدم الأب كل ما طالته يده في تعذيب الصغير، سكين وأسلاك كهربائية، وقيده بالحبال، وتوعده بمضاعفة التعذيب إذا ارتفع صراخه، فرضخ الطفل حتى فارق الحياة.
"خميس" كان قد تزوج قبل 12 سنة، من سيدة من محافظة البحيرة، أنجب منها 3 أطفال تراوحت أعمارهم بين (11 سنة، وسنتين). في البداية كانت حياة الأسرة مستقرة هادئة، وبمرور الوقت عرفت المشاكل طريقها للأسرة، واعتاد الأهالي سماع أصوات شجار الزوجين، دون معرفة الأسباب، بحسب "محمود ط." أحد الجيران.
قبل سنة، تركت الزوجة المنزل، وانتقلت للعيش في منزل والدها بمحافظة البحيرة، رافضة اصطحاب أطفالها، وأقامت دعوى قضائية أمام محكمة الأسرة تطلب فيها التطليق.
انقلبت حياة المتهم رأسا على عقب، أصبح يقوم بدور الأب والأم، بعدما رفضت شقيقته رعاية الأطفال في منزلها، فعرض عليها تربيتهم بمقابل مادي، دون جدوى "كان بيتحايل على أخته ومراته عشان يأخدوا العيال".
على وتيرة واحدة تسير حياة المتهم وأطفاله الثلاثة، في الصباح يصحبهم لمدرسة بالدقي، ويذهب لعمله في وزارة الأوقاف، وفي الظهيرة يعيدهم للبيت ويطعمهم، قبل أن يخرج للعمل ثانية على سيارة سوزوكي، اشتراها بنظام التقسيط مؤخرا.
مساء السبت الماضي، اكتشف الأب اختفاء مبلغ مالي 1200 جنيه "قسط السيارة". استجوب ابنه ليعترف الأخير بأخذ المبلغ بعدما رآه قبل يومين أثناء لهوه في حجرة والده، وصرفه على أصدقائه أثناء لعب البلاي ستيشن.
استشاط الأب غضبًا وتعدى عل ابنه بآلة حادة أصابه بجرح قطعي في الرأس، وأمسكه من يده ونزل يسأل أصحاب المحال المجاورة لمعرفة كيف أنفق ياسين هذا المبلغ في 48 ساعة فقط.
"الواد ده مجاش خد منك حاجه"، كانت الجيران تهدئ من روع الأب وتحاول أن تجد حلًا، "ياعم خميس الفلوس اللي خدها كام وندفعها لك وسيب الواد هيموت في إيدك حرام عليك"، لكنّ الأب لم يستمع لأحد ورد بحزم "يموت أحسن ما أتحبس"، وأخذ ياسين وعاد مرة أخرى إلى منزله.
أغلق خميس الأبواب بإحكام، وبدأ وصلة تعذيب للطفل. ترجاه ياسين أن يرحمه، فتوعده بمضاعفة الضرب إذا زاد صراخه. ومع رفع أذان عشاء الأحد، سكت الصغير تماما، فظن الأب أنه فقد الوعي وسارع لحمله على كتفه وهرول إلى سيارته لنقله إلى مستشفى بولاق الدكرور.
ما إن شاهد "سيد سمير" أحد الجيران، وهو يحمل طفله، حتى أسرع نحوه وحمل الطفل معه، وبمجرد وصولهما للمستشفى أخبرهما الطبيب المعالج بأن الطفل فارق الحياة منذ 3 ساعات.
لم يتحمل الجار الخبر وصرخ في الأب معاتبا: "قولتلك هتموت الواد من الضرب وانت مسمعتش الكلام"، فيما انزوى الأب بجوار الحائط، وظل يردد "والله مكنش قصدي ده ابني ومحدش بيقتل ضناه.. أنا كنت بشقى علشان أربيهم كويس".
أمام نيابة بولاق الدكرور، وقف الأب المتهم يروى تفاصيل ما حدث قائلا: اكتشفت أن ابني سرق 1200 جنيه وأنفقها خلال 48 ساعة فقط في لعب البلاي ستيشن، فانهلت عليه بالضرب حتى فوجئت بفقدانه الوعي فأسرعت بنقله إلى المستشفى إلا أن الأطباء أخبروني أنه فارق الحياة.
في اليوم التالي، جاءت الأم وتسلمت جثة طفلها وقامت بدفنها، بينما سلمت النيابة العامة الطفلتين لشقيقة الأب لرعايتهما.