القاهرة - الكاشف نيوز
في أحد شوارع القاهرة القديمة، داخل أحد عقارات شارع الفلكي الكائن بجوار محطة مترو سعد زغلول، بمنطقة السيدة زينب ، وقعت جريمة قتل راح ضحيتها عجوزة سبعينية، تعيش بمفردها، والقاتل شاب ثلاثيني، انتهز الفرصة وبدأت وساوسه في تدبير خطة مستغلًا وحدتها.
بعد الإحسان يأتي الغدر، أو كما يقال في المثل الشعبي «اتقي شر من أحسنت إليه»، فالمجني عليها سيدة عجوز صاحبة السبعين عامًا تجلس وحدها داخل الشقة محل سكنها منذ زمن بعيد، والجاني شاب ثلاثيني، أول مرة يعمل بالمحل كان منذ 10 سنوات، وبدأ الجاني يتعرف بين سكان المنطقة بمرور الوقت، والكل بدأ يحسن إليه، خاصة المجني عليها.. بتلك الكلمات بدأ أحد سكان العقار الشاهد الأول على الجريمة، سرد تفاصيل الواقعة.
ويكمل: «المجني عليها كانت دكتورة وأخواتها الاتنين دكاترة.. جوزها مات من زمن، وعاشت وحيدة، فالموضوع ده ادى فرصة للجاني أنه يفكر في خطته ويقوم بالسرقة، وقتل المجني عليها وحرق الشقة على أن تكون مجرد حادثة (قضاء وقدر).. وده اللي كلنا افتكرنه.. ولكن بعدما عثرت الشرطة على الجثة.. كانت المفاجأة».
أمسك أحد الجيران طرف الحديث، وأكمل سرد تفاصيل العثور على الجثة، قائلا: «بعد ما النار مسكت في الشقة، كلمنا المطافي والنجدة علشان تلحق الحريق، وبعد فترة نجحوا إنهم يطفوها، ولكن بعد دخولهم الشقة والعثور على الدكتورة، وجدوا جثة المجني عليها مربوطة ومتفحمة بسبب الحريق ملقاة داخل حمام الشقة.. وهنا تحولت من حادثة كما تخيلنا إلى جريمة قتل».
فبعد أن علم بممتلكات المجني عليها من عملها بالطب، وأيضا ميراث زوجها.. انتهز الجاني فرصة أنها تعيش وحيده بالشقة وارتكب الجريمة، وتستكمل أحد الجيران خلال حديثها، أن المجني عليها كانت تساعد الجاني لظروف معيشته الصعبة، بالإضافة إلى مساعدته له في تجهيز شقيقته للجواز، إلا أن الجاني، استغل علمه بظروف المجني عليه وتردده المستمر على شقتها لاستلام أو تسليم هدوم المكواة، وقام بارتكاب الجريمة.
وأضاف جمال أحد شهود العيان، «الجاني بدأ يراقب المجني عليها من فترة كبيرة قبل ارتكاب الجريمة، لعلمه بأن صديقتها دائمة التردد على شقتها للاطمئنان عليها، ويوم ارتكاب الجريمة، شاءت الصدفة أن تذهب صديقة المجني عليها في زيارة إلى أولادها، ولزيادة التأكيد قام الجاني بالاتصال بها، والتأكد من مكوثها لمدة يومين عند أولادها، قائلا: (اتصل بأم كريم، وقالها في مكواة ياحاجة أجيبهالك)، قالتله: (لا.. أنا في الحدائق وجاية بعد يومين)، ليرد عليها: (أروح أودي مكواة للحاجة هبة)، قالته بقولك: (يومين وراجعة متروحش العمارة)».
إلا أن «الجانى أخد لفة هدوم مكوية وطلع العمارة، يوم الإثنين، ورن الجرس مناديا عليها: (المكواة يا دكتورة هبة)، لتفتح الباب، ويطلب منها «عايز أشرب شوية مياه»، وتدخل داخل الشقة لتجلب له المياه وتترك الباب مفتوحا، ليتبعها ويعتدي عليها خنقا ويربطها، ويسرق محتويات الشقة، ويحرق الشقة»، بحسب الشاهد.
وأضاف «نص ساعة الدخان طلع من الشقة والناس بلغت المطافي، ولكن عند دخول الشقة وجدوا الدكتورة مقيدة داخل الحمام، وبعد سؤال صاحبتها، قالت المكوجي هو آخر من كلمني، وبمراجعة الكاميرا الموجودة في مدخل العمارة أظهرت الجاني، وهو يمسك جركن في وسط الهدوم، وطالع العمارة في وقت حدوث الجريمة».
وبعد التحريات وتقنين الإجراءات تمكنت الشرطة من ضبط المتهم في مسكنة بالنصرية، واعترف ومثل جريمته، وعثر على الذهب في محل لبيع البيض كان الجاني يخفيه هناك.