أخر الأخبار
يحدث هذا في مصر , بالضبط !
يحدث هذا في مصر , بالضبط !

 

وكالات - الكاشف نيوز : 
نختلف مع الاخوان المسلمين، أحياناً، ونتفق أحياناً أخرى.. هذه سنة الحياة، إذ لم يُخلق اثنان على شاكلة واحدة... بل اننا نجد ضمن الحزب الواحد مواقف مختلفة وتقييمات، قد تتباين، أزاء حركات أو أفكار أخرى.
أقول هذا، ابتداءً، حتى لايتوهَّم البعض انني أدافع عن الاخوان المسلمين، إذ انني أنتقد أداءهم في كثير من المواقف، وأرفض مواقف اخرى، أبرزها المشاركة الفعلية في المشروع السياسي الاحتلالي في العراق، عبر واجهة الحزب الاسلامي، وفي أقطار عربية أخرى، وليدافع من شاء أن يدافع.
لكن تقييمي لمايجري في مصر شيء آخر، لاعلاقة له بالموقف من الاخوان المسلمين، رفضاً أو قبولاً، وانما له علاقة برؤية واقعية للمشهد، رغم أنني بعيد عنه، جغرافياً، وهي في كل الحوال وجهة نظر فردية، وليست موقفاً مبدئياً غير قابل للنقاش.
مفيد أن نؤكد على ان القول بأن الاخوان المسلمين يهدفون الوصول إلى السلطة، كلام مردود، إذ لا توجد قوة سياسية في الكون تقبل لنفسها ان تكون في مقاعد الاحتياط، المعارضة، طول الوقت.
الوصول إلى السلطة نتاج طبيعي وهدف حتمي لكل القوى السياسية، والشاطر وحده من يصل إليها، والحكم صناديق الاقتراع، مادام أن الجميع ارتضوها حكماً، بمعنى: لا انقلاب.
أما في مصر فقد حملت صناديق الانتخابات الاخوان الى سدَّة الرئاسة، وحازوا أغلبية في مجلسي الشعب والشورى، وهذا نتاج طبيعي لقوة تنظيمهم وتغلغلهم في الشارع المصري، من جهة، ولفساد وتهلهل القوى المعارضة، من جهة أخرى.
ومايحدث الان في مصر شيء عجيب، ولكنه مفهوم بالنسبة لي.
عجيب، لأنه يصدر من قوى تدعي الليبرالية والديمقراطية والتقدمية، ومفهوم، لأنني، كما الكثير، أعرف حقيقة من يقف وراء ذلك.
الحقيقة ان في مصر انقلابا واضحا تقوده شخصيات ضالعة تماماً في مشروع تخريب مصر وتفتيتها، شخصيات مثل محمد البرادعي وعمرو موسى، وهما شخصيتان لايمكن أن أقتنع يوماً ما بأنهما يعملان لصالح مصر وشعبها، ليس لأنني لا أريد ان أقتنع ولكن لأنهما كذلك فعلاً، ومثل حمدين صباحي، الناصري التائه، المتموِّل من ولاية الفقيه، الذي يضع نغمة مؤيدة لحسن نصرالله في هاتفه النقال، والذي يتوهَّم أنه يمكن أن يكون نسخة ثانية من الراحل جمال عبدالناصر، وهو منالٌ أبعد من القمر!
وهناك طبعاً طبقة رجال الأعمال، بزعامة نجيب ساويروس، الذين لايمكن ان يسمحوا لأي قوة، ذات صبغة إسلامية، وليس دينية، بالوصول إلى الحكم، وإذا وصلت فإنهم أقسموا على إفشالها.
وهناك، أخيراً، قوى مدعومة من مراكز النفوذ التي صنعها حسني مبارك لتدعيم أركان حكمه، وترك لهم، وهم في كل مكان، مهمة وراثته بعد ان فشل في ترتيب وراثة ابنه جمال، وبعد أن أطاحت الثورة به شخصياً، وهم، للأمانة، أوفياء لمن صنعهم ويقومون بواجبهم على أكمل وجه!
هذا لاينفي ان هناك قوى أو تيارات معارضة لها وجهة نظر فيما يجري، أو رافضة له، ولكنني اعتقد ان هذه القوى لا دور حقيقي لها بعد أن اختطف المشار إليهم في اعلاه، أصواتهم وأقلامهم، فباتوا مجرد نثار.
في مصر سعي حقيقي وجهد مدروس، من كل هذه القوى مجتمعة ومتفرقة، لتدمير هذا البلد المثقل، أصلاً، بأعباء مراحل الناصرية والساداتية والمباركية، مع التأكيد على أن المرحلة الناصرية شهدت انجازات كبيرة على كل الصعد، لكنها لاتخلو من أثقال على الشعب، أيضاً.
نعم في مصر انقلاب، تقوده كل تلك الفئات مجتمعة ومنفردة، رغم ان الاخوان ارتكبوا أخطاء جسيمة، وبسرعة، أهمها سعيهم للاستحواذ على السلطات كلها، تقريباً، لكن مايحدث الآن ليس نهاية المطاف، فهناك انتخابات لاحقة وهناك استفتاءات عدة، فلماذا الاصرار على تجييش الحشود في الساحات العامة؟ ولماذا رفض كل بادرة للتهدئة والحوار؟
الاخوان المسلمون قوة حقيقية موجودة في الشارع المصري، لايمكن لأحد إنكارها أو القفز عليها أو خنقها، لم يستطع ذلك أنور السادات ولا حسني مبارك، ولا حتى عبدالناصر، الذي حملته أمواج المد القومي إلى الصدارة.
يجب ان نتفق على طريقة للتعامل، إما أن نلتزم بنتائج الانتخابات والاستفتاءات، أو أن نلجأ إلى الشارع لحشد الأنصار، وإذا ارتضينا الثانية فأعتقد ان الاخوان المسلمين، ومن يتحالف معهم، قادرون على إغراق القوى المضادة بطوفان حشودهم.
الذي يستمع إلى قنوات فضائية، مثل العربية، ويقرأ صحفاً، مثل الشرق الأوسط، يفهم تماماً حجم وأبعاد ودوافع الهجمة المضادة للاخوان ولمصر كلها، ولايغرنَّكم هذا العويل الكاذب على مصر وشعبها، إذ لايمكن لمتأمركين مثل عبدالرحمن الراشد وطارق الحميد، وأمثالهما كثير، أن يحرصا على مصر وثورتها ومصالح شعبها.
ولعل في هذه الصورة مايجسد الذي يحدث في مصر، بالضبط...
مصطفى كامل

وكالات - الكاشف نيوز : 
نختلف مع الاخوان المسلمين، أحياناً، ونتفق أحياناً أخرى.. هذه سنة الحياة، إذ لم يُخلق اثنان على شاكلة واحدة... بل اننا نجد ضمن الحزب الواحد مواقف مختلفة وتقييمات، قد تتباين، أزاء حركات أو أفكار أخرى.أقول هذا، ابتداءً، حتى لايتوهَّم البعض انني أدافع عن الاخوان المسلمين، إذ انني أنتقد أداءهم في كثير من المواقف، وأرفض مواقف اخرى، أبرزها المشاركة الفعلية في المشروع السياسي الاحتلالي في العراق، عبر واجهة الحزب الاسلامي، وفي أقطار عربية أخرى، وليدافع من شاء أن يدافع.لكن تقييمي لمايجري في مصر شيء آخر، لاعلاقة له بالموقف من الاخوان المسلمين، رفضاً أو قبولاً، وانما له علاقة برؤية واقعية للمشهد، رغم أنني بعيد عنه، جغرافياً، وهي في كل الحوال وجهة نظر فردية، وليست موقفاً مبدئياً غير قابل للنقاش.مفيد أن نؤكد على ان القول بأن الاخوان المسلمين يهدفون الوصول إلى السلطة، كلام مردود، إذ لا توجد قوة سياسية في الكون تقبل لنفسها ان تكون في مقاعد الاحتياط، المعارضة، طول الوقت.الوصول إلى السلطة نتاج طبيعي وهدف حتمي لكل القوى السياسية، والشاطر وحده من يصل إليها، والحكم صناديق الاقتراع، مادام أن الجميع ارتضوها حكماً، بمعنى: لا انقلاب.أما في مصر فقد حملت صناديق الانتخابات الاخوان الى سدَّة الرئاسة، وحازوا أغلبية في مجلسي الشعب والشورى، وهذا نتاج طبيعي لقوة تنظيمهم وتغلغلهم في الشارع المصري، من جهة، ولفساد وتهلهل القوى المعارضة، من جهة أخرى.ومايحدث الان في مصر شيء عجيب، ولكنه مفهوم بالنسبة لي.عجيب، لأنه يصدر من قوى تدعي الليبرالية والديمقراطية والتقدمية، ومفهوم، لأنني، كما الكثير، أعرف حقيقة من يقف وراء ذلك.الحقيقة ان في مصر انقلابا واضحا تقوده شخصيات ضالعة تماماً في مشروع تخريب مصر وتفتيتها، شخصيات مثل محمد البرادعي وعمرو موسى، وهما شخصيتان لايمكن أن أقتنع يوماً ما بأنهما يعملان لصالح مصر وشعبها، ليس لأنني لا أريد ان أقتنع ولكن لأنهما كذلك فعلاً، ومثل حمدين صباحي، الناصري التائه، المتموِّل من ولاية الفقيه، الذي يضع نغمة مؤيدة لحسن نصرالله في هاتفه النقال، والذي يتوهَّم أنه يمكن أن يكون نسخة ثانية من الراحل جمال عبدالناصر، وهو منالٌ أبعد من القمر!وهناك طبعاً طبقة رجال الأعمال، بزعامة نجيب ساويروس، الذين لايمكن ان يسمحوا لأي قوة، ذات صبغة إسلامية، وليس دينية، بالوصول إلى الحكم، وإذا وصلت فإنهم أقسموا على إفشالها.وهناك، أخيراً، قوى مدعومة من مراكز النفوذ التي صنعها حسني مبارك لتدعيم أركان حكمه، وترك لهم، وهم في كل مكان، مهمة وراثته بعد ان فشل في ترتيب وراثة ابنه جمال، وبعد أن أطاحت الثورة به شخصياً، وهم، للأمانة، أوفياء لمن صنعهم ويقومون بواجبهم على أكمل وجه!هذا لاينفي ان هناك قوى أو تيارات معارضة لها وجهة نظر فيما يجري، أو رافضة له، ولكنني اعتقد ان هذه القوى لا دور حقيقي لها بعد أن اختطف المشار إليهم في اعلاه، أصواتهم وأقلامهم، فباتوا مجرد نثار.في مصر سعي حقيقي وجهد مدروس، من كل هذه القوى مجتمعة ومتفرقة، لتدمير هذا البلد المثقل، أصلاً، بأعباء مراحل الناصرية والساداتية والمباركية، مع التأكيد على أن المرحلة الناصرية شهدت انجازات كبيرة على كل الصعد، لكنها لاتخلو من أثقال على الشعب، أيضاً.نعم في مصر انقلاب، تقوده كل تلك الفئات مجتمعة ومنفردة، رغم ان الاخوان ارتكبوا أخطاء جسيمة، وبسرعة، أهمها سعيهم للاستحواذ على السلطات كلها، تقريباً، لكن مايحدث الآن ليس نهاية المطاف، فهناك انتخابات لاحقة وهناك استفتاءات عدة، فلماذا الاصرار على تجييش الحشود في الساحات العامة؟ ولماذا رفض كل بادرة للتهدئة والحوار؟الاخوان المسلمون قوة حقيقية موجودة في الشارع المصري، لايمكن لأحد إنكارها أو القفز عليها أو خنقها، لم يستطع ذلك أنور السادات ولا حسني مبارك، ولا حتى عبدالناصر، الذي حملته أمواج المد القومي إلى الصدارة.يجب ان نتفق على طريقة للتعامل، إما أن نلتزم بنتائج الانتخابات والاستفتاءات، أو أن نلجأ إلى الشارع لحشد الأنصار، وإذا ارتضينا الثانية فأعتقد ان الاخوان المسلمين، ومن يتحالف معهم، قادرون على إغراق القوى المضادة بطوفان حشودهم.الذي يستمع إلى قنوات فضائية، مثل العربية، ويقرأ صحفاً، مثل الشرق الأوسط، يفهم تماماً حجم وأبعاد ودوافع الهجمة المضادة للاخوان ولمصر كلها، ولايغرنَّكم هذا العويل الكاذب على مصر وشعبها، إذ لايمكن لمتأمركين مثل عبدالرحمن الراشد وطارق الحميد، وأمثالهما كثير، أن يحرصا على مصر وثورتها ومصالح شعبها.ولعل في هذه الصورة مايجسد الذي يحدث في مصر، بالضبط...
مصطفى كامل