الكاشف نيوز - وكالات
إن ما حدث في دار "تشي أوميجا هاوس"، بجامعة ولاية فلوريدا الأمريكية، في ليلة 15 يناير 1978، لا يمكن وصفه بشيء إلا أنه كان فيلم رعب حقيقي، مازال يؤرق سكان مدينة "تالاهاسي" إلى هذه اللحظة.
خلال ساعات الليل الأخيرة، حوالي الساعة الثالثة بعد منتصف الليل، كانت الفتيات بدار أخوية "تشي أوميجا" للطالبات، مستغرقات في نوم عميق، ولم تشعر إحداهن بالمتسلل الذي نجح في دخول المبنى، عن طريق أحد الأقفال القديمة بالباب الخلفي، ليبدأ ذلك المتسلل، الذي سيتحول بعد هذه الليلة إلى واحد من أشهر قتلة الولايات المتحدة، في قتل الفتيات النائمات بالدار، واحدة تلو الأخرى، بحسب ما نشره موقع (List verse) الإلكتروني.
كانت أولى ضحايا المتسلل القاتل، هي "مارجريت بومان"، البالغة 21 عاما، وجه القاتل عدة ضربات لرأسها بعصا خشبية كبيرة، قبل أن يستخدم جرابا طويلا من النايلون ليخنقها، كل ذلك بدون أن تشعر واحدة من باقي نزيلات الدار بأي ما حدث، ليتوجه القاتل بعدها إلى غرفة "ليزا ليفي، 20 عاما، ويوجه لها ايضا العديد من الضربات بعصاته الخشبية، وينهي حياتها بنفس الطريقة، بعد أن ترك آثار عض شديد بعدة أماكن من جسدها.
انتقل المتسلل بعدها إلى غرفتين آخريين، وهاجم كلا من الفتاتين النائمتين، لكن كلتا الفتاتان نجتا من الموت، على الرغم من الإصابات البالغة التي لحقت بهما جراء ضربات عصا السفاح الخشبية، إذ تكسرت العديد من العظام، بما فيها الفك والساعد، لدرجة أن الفك السفلي لإحدى الفتاتين انخلع من مكانه تقريبا.
فر القاتل من دار "تشي أوميجا"، إلا أن رغبة القتل والتعذيب داخله لم تكن ارتوت بعد، فاتجه إلى مبنى آخر بعيد عن الدار، ينتمي لسكن الطلاب، وتسلل إلى شقة سكنية به، تعود إلى الطالبة "شيريل توماس"، التي نجت من الموت بدورها، ولكن بعد أن أصيبت بالعديد من الكسور الشديدة المشابهة لما حدث مع باقي الطالبات، وإن زاد عليها أنها تعرضت لضربات شديدة برأسها، تسببت في كسور شديدة بالجمجمة، وإصابتها بالصمم.
عند فحص مواقع الجريمة، عثرت الشرطة على قناع مصنوع من جوارب النايلون النسائية، بداخله كانت شعرتان عالقتان من رأس القاتل، الذي أكدت اختبارات المعمل أنها تعود لـ"تيد باندي"، القاتل والمغتصب الهارب من سجن ولاية كولورادو.
جرى القبض على "تيم باندي" في 12 فبراير، بعد أن تعرف أحد رجال الشرطة على السيارة المسروقة، التي كان يقودها "تيد" أثناء انتقاله من مدينة "تالاهاسي"، خوفا من عثور الشرطة عليه، وعلى الرغم من محاولة "تيد" ضرب الشرطي وعرقلته والهرب، إلا أن الشرطي تمكن من اللحاق به، وقبض عليه، ليكتشف في النهاية أن "تيد" مطلوب من المباحث الفيدرالية الأمريكية، لكونه واحدا من أخطر عشر مجرمين في الولايات المتحدة الأمريكية.
جرى إعدام "تيد" بالكرسي الكهربائي، في 24 يناير 1989، وأحرقت جثته ونثر رمادها سفح جبل لم يجري تحديده بسلسلة جبال كاسكيد بولاية "واشنطن" بغرب الولايات المتحدة، وذلك بناء على وصيته الشخصية، واحتفل العديد من الناس في جميع الولايات الأمريكية، بتنفيذ حكم الإعدام، بما فيهم رجال الشرطة.
مازال الطلاب بجامعة فلوريدا يتحدثون عن رؤيتهم وسماعهم لأشباح فتيات داخل دار "تشي أوميجا" أو حولها، والبعض تعرف على هذه الأشباح، التي لا تعود كلها إلى الفتاتين اللتان قتلهما "تيد"، بل قال البعض أن شبح فتاة أخرى انتحرت في الدار قبل ذلك بسنوات عديدة، مازال يحوم في نفس المكان، وقال آخرون، إن شبح فتاة أخرى قتلت في منطقة بناء الجامعة قديما، يظهر أيضا بشكل متكرر.