أخر الأخبار
نحن وهُمْ
نحن وهُمْ

جديد الهند, بلد المهاتما غاندي وجواهر لال نهرو, ان الطلبة من خريجي الجامعات والمعاهد ومن مختلف التخصصات باتوا يفضلون, بعد التخرج, التدرب في الاحزاب السياسية وليس في الشركات ذات العلاقة المهنية بمجالات تخصصاتهم وحسب احدى طالبات كلية الادارة في بومباي فإن الطالب من خلال التدريب في الاحزاب السياسية يتعرف على كيفية اتخاذ القرار ويعرف الكثير عن المجتمع وتشكيل الرأي العام وكيفية ادارة المؤسسات.
وحسب هذه الطالبة ايضا فان طلاب معهد الادارة ومعهد تكنولوجيا المعلومات قد تخلوا في صيف العام الماضي عن التدريب في الشركات الدولية للتدريب في الاحزاب السياسية التي تستعين بهم في موسم الانتخابات لادارة حملاتهم بشكل اكثر كفاءة.
وبالطبع فان حزب المؤتمر الهندي يأتي في طليعة هذه الاحزاب فهو حزب الاستقلال والتخلص من الاستعمار البريطاني بالوسائل السلمية التي ابتدعها المهاتما غاندي واكمل مشواره جواهر لال نهرو و»الشهيدة» انديرا غاندي وهو صاحب طريقة اكبر ديمقراطية في العالم ويأتي بعده حزب بهاراتيا جاناتا الذي بقي شريكا في هذه الديمقراطية العريقة الى جانب احزاب اخرى متعددة من بينها حزب ترينامول كونغرس الذي هو الحزب الحاكم في ولاية كالكتا الشهيرة.
والمفترض انه معروف ان التدريب في الاحزاب السياسية مُفضل على التدريب في الشركات في العديد من الدول الغربية من بينها فرنسا صاحبة الثورة التحررية العظيمة وصاحبة مسيرة التداول على السلطة بين اليسار واليمين فلقد ثبت ان التدريب في الاحزاب يوفر لمتخرجي الجامعات والمعاهد العلمية تعلم مهارات الادارة والتعرف على هموم المواطنين ومتطلباتهم والاطلاع عن كثب على الفروقات بين البرامج الحزبية والتأهل لدخول خضم المنافسات والصراعات السياسية واختيار الانضمام الى حزب من الاحزاب على اساس التجربة وعلى اساس الالتزامات الفعلية وليس على اساس الشعارات الفارغة والصراخ والصخب.
وحسب احد مدراء احدى الشركات الهامة فان التدريب السياسي يساعد الطلبة الخريجين على تعلم الحديث باللغة التي لها اتصال اكبر بالرجل العادي، فالمتدرب يشارك في الحملات المحلية والتجوال على المنازل وتغطية الفعاليات الانتخابية للقادة السياسيين واجراء استطلاعات الرأي والمشاركة في المناظرات الاعلامية.
وهنا فان ما يجب التشديد عليه هو ان ما يؤكد على نجاح هذه التجربة في الهند ان هناك احزاباً برامجية عريقة وان هناك مسيرة ديموقراطية مترسخة وهذا يجعلنا في الوطن العربي نضرب كفاً بكف و «نتندم» على قرن كامل من السنوات اضفناه في الصراخ والعويل ورفع الشعارات التي من غير الممكن تطبيقها واضفنا، في شتم الانظمة التي كلما جربنا البديل وجدنا انه اسوأ كثيراً من الذي سبقه.. والشواهد هنا كثيرة ومتعددة.
ولنفترض ان احدنا فقد عقله ودفع بابنه او ابنته للتدرب بعد التخرج من الجامعة في احد احزابنا العربية.. فماذا ستكون النتيجة يا ترى..؟! ستكون النتيجة ان الحزب الذي تلقفه سيشبعه حقداً على المجتمع وستحشو رأسه إما بنظريات قطب او اسامة بن لادن او بنظريات القادة الملهمين الذين بقوا في مواقعهم من المهد الى اللحد.. او بما يقوله حسن نصرالله عن ضرورة الجهاد ليس في سبيل الله وانما دفاعاً عن «فسطاط الممانعة والمقاومة» وعن ديموقراطية نظام بشار الاسد.. وعن حماية مقام السيدة زينب وضريح حجر بن عدي وتنفيذ كل حرف يقوله الولي الفقيه.