القاهرة - الكاشف نيوز
ظلت جريمة ذبح شقيقتين داخل محل إقامتهما بقرية جزيرة مطيرة في قنا، لغزًا تكثف قوات الأمن جهودها لحله، وجرى القبض على 15 شخصًا من أقاربهما ظنًا من الأجهزة الأمنية أن الجريمة ربما دفاعًا عن الشرف، حتى حل شاب من ذوي الاحتياجات الخاصة لغز الجريمة، وكشف عن هوية المتهمين ومكان السلاح المستخدم في ارتكاب الواقعة.
جثتان داخل منزل
كانت الساعة تدق الثالثة عصرًا عندما توجهت الشقيقة الصغرى للضحيتين للاطمئنان على شقيقتها "ندى" 18 عامًا، "نورهان" 12 عامًا، اللتين تركتا منزل الأسرة بعد زواج الأب ووفاة الأم، وسكنتا بمنزل قديم ملك والدهما.
ذهلت الطفلة عندما فتحت باب المنزل لتجد شقيقتيها مذبوحتين بشكل وحشي، فاستغاثت بالأهالي، الذين هرعوا إلى موقع الحادث واتصلوا بالشرطة.
كشفت معاينة النيابة العامة، تعرض الفتاتين لتعذيب مبرح تحت التقييد في منزلهما المتهالك بقرية جزيرة مطيرة التابعة للوحدة المحلية لمركز قوص، ونحرهما، مع قطع لسان إحداهما بآلة حادة.
وأمرت النيابة العامة استدعاء والد الضحيتين، لسماع أقواله حول الواقعة، مع تكليف وحدة مباحث قوص بإجراء التحريات اللازمة لكشف ملابسات الجريمة والجناة والسلاح المستخدم.
فحص الخلافات
بحسب مصدر أمني في تصريحات لـ"مصراوي" بدأت قوات الشرطة في فحص علاقات المجني عليهما؛ للتوصل إلى خيط لحل لغز الجريمة، وتبين أن الشقيقة الكبرى كثيرة العداوات والخلافات داخل القرية وخارجها، ومع بعض أقاربها.
وأضاف المصدر أن الأجهزة الأمنية شكلت فريق بحث موسع واشتبهت في بادئ الأمر في أخوال الضحيتين نظرًا لكثرة مشاجرتهم مع الضحية الكبرى بسبب مخالطتها للشباب في القرية ودائرة العمل، إلا أنه بالفحص والبحث والتحقيق تبين براءتهم.
توجهت بعد ذلك أصابع الاتهام إلى زوجة الأب، بسبب خلافات الضحية الكبرى معها، إلا أن التحريات وشهود العيان كانوا سببًا في نفي الشبهة عنها.
عداوة في العمل
بدأت أصابع الاتهام تشير إلى أحد زملاء الضحية الكبرى بمقر عملها بمصنع سكر قوص، والذي تحرش بها قبل الواقعة بأيام، وأكدت التحريات أن المجني عليها لطمته على وجهه، فتوعد بالانتقام منها، لإهانته أمام العاملين في المصنع، وعند استجوابه بكى بشكل هستيري وأصر على براءته وأبدى حزنه عليها.
فحص المكالمات
بالتزامن مع التحريات بدأت الأجهزة الأمنية في فحص المكالمات التي أجرتها الضحيتان خلال 24 ساعة قبل وقوع الجريمة؛ للوصول إلى مرتكبي الواقعة، بينما كانت تجري عملية مراقبة لزميل المجني عليها في العمل، والذي كان هو الأكثر ريبة خلال التحقيقات.
شاب أصم وبقع دم
خلال استماع أحد ضباط المباحث لشهادة الأهالي داخل جزيرة مطيرة، توجه شاب صغير لم يتجاوز 17 عامًا يدعى محمد خريشي نحو الضابط، وتشبث بثيابه وحاول التواصل معه بلغة الإشارة إلا أن الضابط لم يستطع تفسير همهمات الشاب فاصطحبه معه للمركز بعدما تيقن أن الشاب لديه سر قد يكون سببًا في كشف لغز الجريمة.
استعان الضابط بأحد مترجمي الإشارة للتواصل مع الشاب الذي أفاد أنه رأى ليلة الأربعاء الماضي أحد أهالي القرية من العاملين بمحافظة أسوان عليه آثار دماء، وأنه توجه إلى إحدى الترع للاستحمام.
اصطحب الضابط الشاب الصغير؛ ليرشد عن منزل الشخص الذي رآه والمكان الذي اغتسل فيه بالترعة؛ لتبدأ عملية سقوط المتهمين.
سقوط المتهم
توجهت قوة من الشرطة إلى الترعة وجرى العثور على السلاح المستخدم في الجريمة، وعمل كمين للمتهم، والذي سقط بمنطقة أبوسمبل والتي يعمل بها صيادًا.
واعترف المتهم "مجدي.م.م، 30 عامًا أمام جهات التحقيق بأنه ارتبط بعلاقة عاطفية بالضحية الكبرى "ندى"، إلا أنها خلال الشهور الماضية ارتبطت بشاب آخر وقطعت علاقتها به.
واستكمل المتهم اعترافاته قائلًا إنه حاول استعادة علاقته بها عدة مرات فرفضت، وأهانته وأسرته وعايرته بسلوك شقيقتيه ظلمًا، الأمر الذي اعتبره إهانة لكرامته.
وأضاف المتهم، أنه عقد العزم الأربعاء الماضي على الانتقام، واستعان بـ4 من أصدقائه للانتقام منها، وتسللوا إلى منزل الضحيتين، وحاولوا اغتصاب الضحية الكبرى إلا أنها أبدت مقاومة عنيفة وبادرت بالصراخ والرفض الشديد، فذبحها وقطع لسانها بسكين بحوزته، واستيقظت شقيقتها الصغرى فخاف من افتضاح أمره فذبحها هي الأخرى واستولى على هاتفيهما وفر هاربًا إلى أسوان عقب اغتساله بإحدى الترع.