عمان - الكاشف نيوز : أكدت الحكومة أمس أنها "ستتخذ بالتنسيق مع دولة فلسطين الخطوات اللازمة للدفاع عن حرمة المصلين والمسجد الأقصى المبارك والمقدسات الدينية في القدس المحتلة"، وذلك رداً على اقتحام المستوطنين والمتطرفين اليهود المتكرر للأقصى، على غرار ما حدث بالأمس.
ويستعد الأردن لاستضافة المؤتمر الدولي الأول "الطريق إلى القدس"، الأسبوع المقبل، تحت رعاية جلالة الملك عبدالله الثاني، لبحث سبل دعم الأقصى ونصرة القدس المحتلة، في مواجهة عدوان الاحتلال الإسرائيلي.
ووسط إجراءات سلطات الاحتلال المشددة، على دخول المصلين للأقصى، وتعزيز التواجد الأمني حوله، اقتحمت مجموعة من المستوطنين صباح أمس المسجد من جهة باب المغاربة ونفذت جولات في بعض ساحاته ومرافقه.
في حين تناقش حكومة الاحتلال الإسرائيلي خلال أيام "طلباً وزارياً لتغيير جذري في سياستها تجاه الأقصى، وتخصيص 3 ساعات يومياً لصلاة اليهود داخله، تزامناً مع الدفع لتنفيذ مخطط الاستيلاء على سدس مساحة الأقصى، والإبقاء على الجامع القبلي للمسلمين، كمرحلة أولى"، وفق قول المسؤول الإعلامي لمؤسسة الأقصى للوقف والتراث محمود أبو عطا .
من جانبه، أكد وزير الدولة لشؤون الإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة محمد المومني أن "الحكومة وبالتنسيق مع دولة فلسطين ستتخذ الخطوات اللازمة للدفاع عن حرمة المصلين والمسجد الأقصى المبارك والمقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس".
وأضاف، في تصريح أمس، أن "هناك جهوداً ومشاورات مكثفة تقودها الدبلوماسية الأردنية لتأكيد موقف الأردن الثابت حيال ما يجري في المسجد الأقصى".
وبين أنه "وبتوجيهات من رئيس الوزراء فقد أوعز وزير الخارجية للسفارة الأردنية في "إسرائيل" باتخاذ الخطوات التي من شأنها ضمان سلامة المسجد الأقصى وحماية المصلين فيه".
وأكد أن "هناك اتصالات مكثفة مع دولة فلسطين لدراسة بعض الإجراءات العملية، من أجل حماية الفلسطينيين في القدس المحتلة وردع الجانب الإسرائيلي عن الإمعان في مخططه المرفوض، الرامي لتقسيم المسجد الأقصى المبارك، ووقف تغول الجيش الإسرائيلي على المصلين، وذلك بدعم جامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي وعدد من دول الاتحاد الأوروبي".
وجدد المومني "مطالبة دول العالم المناصرة للسلام والعدل بتعزيز الجهود للحفاظ على هوية القدس والمقدسات وأصالة تراثها، والتعبير عن موقفها الواضح تجاه الانتهاكات الإسرائيلية الأخيرة، ضد المسجد الأقصى، الذي يتعرض اليوم لأبشع صور الاعتداءات من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي".
كما أكد "إدانة الأردن وبشدة حماية الحكومة الإسرائيلية ودعمها لاقتحامات مئات المتطرفين إلى المسجد الأقصى عنوة واستفزاز مشاعر المسلمين".
وعبر عن "رفض الأردن الشديد لما أقدمت عليه سلطات الاحتلال من منع موظفي الأوقاف من التواجد في ساحات المسجد الأقصى، الأمر الذي يعد انتهاكاً صارخاً لمعاهدة السلام الأردنية – الإسرائيلية (1994) ومخالفة صريحة للقوانين والمواثيق الدولية تجاه الأمر الواقع وتراث بلدة القدس القديمة".
وكان جيش الاحتلال اقتحم أول من أمس المسجد الأقصى وعبث بمحتوياته، واعتدى على المعتكفين المسلمين فيه، كما قام بتكسير عدد من أبواب المسجد وخلع عدد من نوافذه، وإطلاق غاز الفلفل السام باتجاه المصلين المرابطين داخله، ما أدى إلى حدوث إصابات بليغة بين العشرات منهم.
وبموازاة ذلك، يعقد المؤتمر الدولي الأول "الطريق إلى القدس" تحت الرعاية الملكية السامية في الثامن والعشرين من الشهر الحالي ويستمر حتى الثلاثين منه، بدعوة من لجنة فلسطين النيابية وبالتعاون مع البرلمان العربي وجامعة العلوم الإسلامية.
وأكد مدير عام مؤسسة الإذاعة والتلفزيون رئيس اللجنة الإعلامية العليا للمؤتمر الزميل رمضان الرواشدة أهمية "عقد المؤتمر في ظل اعتداءات الاحتلال المتكررة ضد المقدسات الدينية وتراث المدينة المقدسة وعدوانه المتواصل بحق الشعب الفلسطيني".
وأضاف، خلال اجتماع للجنة الإعلامية أمس في مقر المؤسسة، أن "المؤتمر يشهد مشاركة زخمة من نخبة كبار العلماء الإسلاميين ورموز القيادات الدينية المسيحية والشخصيات السياسية والفكرية في الوطن العربي، بهدف إبراز الأهمية الدينية للمسجد الأقصى والمقدسات الإسلامية والمسيحية ومواجهة صناعة الرواية التهويدية للقدس المحتلة".
وأوضح أن "المؤتمر سيناقش، عبر جلساته المكثفة على مدى الثلاثة أيام، سبل استنهاض العالمين العربي والإسلامي والمجتمع الدولي لنصرة القدس والإسراع بإيصال الدعم للأقصى والمقدسيين، خاصة أن الدفاع عن المسجد الأقصى فرض عين على كل مسلم".
وتتناول محاور المؤتمر "إبراز معاناة أهالي القدس المحتلة وضرورة تقديم الدعم المالي والمعنوي لتثبيت صمودهم في أرضهم ووطنهم، وصدّ محاولات الاحتلال الحثيثة لتهجيرهم تدريجياً وتفريغ المدينة المحتلة من مواطنيها، مقابل توطين اليهود مكانهم".
من جانبه، قال المسؤول الإعلامي في مؤسسة الأقصى إن "تصعيد وتيرة الاقتحامات ضد الأقصى، واكتسابها طابعاً عسكرياً مؤخراً، وفشل محاولة الاقتحام الجماعي من قبل المستوطنين المتطرفين، ينذر بدخول معركة شرسة مع قوات الاحتلال على المسجد المبارك".
وأضاف أبو عطا ، من فلسطين المحتلة، أن "سلطات الاحتلال تهدف إلى فرض واقع جديد في الأقصى، وتهيئة أجواء احتلالية في محاولة لتقسيمه زمانياً ومكانياً، وفرض السيطرة الكاملة عليه".
ولفت إلى "جملة مشاريع إسرائيلية مطروحة أمام الحكومة و"الكنيست" للاستيلاء على المسجد الأقصى، وفي مقدمتها الدفع تجاه تغيير سياسة الاحتلال في الأقصى، من خلال الاستمرار في محاولة نقل السيادة من الأردن إليه، وإدخال اليهود إليه للصلاة وإقامة شعائرهم الدينية فيه".
وأوضح أنه "تم الانتهاء مؤخراً من مسودة لترتيب صلوات يهودية في الأقصى، تزامناً مع مخطط موجود حالياً عند وزارة الأديان الإسرائيلية، من أجل تقديمه للحكومة قريباً، يستهدف الاستيلاء في المرحلة الأولى على سدس مساحة المسجد الأقصى المبارك (144 دونماً)، والإبقاء على الجامع القبلي المسقوف للمسلمين".
وحذر من "هدف الاحتلال لإقامة "الهيكل" المزعوم ضمن المساحة المخطط لقضمها"، مطالباً "بموقف عربي إسلامي موحد للدفاع عن الأقصى والحفاظ عليه ضد عدوان الاحتلال، واعتماد استراتيجية واضحة لإنقاذ القدس المحتلة وتعزيز صمود مواطنيها".
إلى ذلك، اقتحمت مجموعة من المستوطنين أمس المسجد الأقصى من باب المغاربة، بحراسة الوحدات الخاصة في شرطة الاحتلال، ونفذت جولات في بعض باحاته ومرافقه.
وفرضت شرطة الاحتلال إجراءات مشددة على دخول المصلين إلى الأقصى، خاصة من فئة الشبان والشابات، واحتجزت بطاقاتهم الشخصية، مقابل منحهم بطاقات خاصة إلى حين خروجهم من المسجد، فضلاً عن الانتشار الكبير لعناصر الشرطة الخاصة في باحات ومرافق المسجد المبارك.
وقالت مؤسسة الأقصى إن "أعداداً كبيرة من المواطنين مرابطون داخل المسجد الأقصى للدفاع عنه ضد عدوان الاحتلال".