أخر الأخبار
ولن ترضى عنكم اليهود!
ولن ترضى عنكم اليهود!

وإنما يتجلى هذا بقوة في موقف إسرائيل الرافض وغير المبرَر لأي تقارب أو اتفاق مصالحة بين السلطة الفلسطينية مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وأن عدم الرضى اليهودي الإسرائيلي هذا إنما هو سلاح دمار شامل فتاك مسدد نحو الأشقاء في فلسطين وخارجها، الهدف منه هو ضرب البنية التحتية الإجتماعية، والوطنية الفلسطينية، والعربية، في آن واحد معاً، يهدف بكل خبث إلى إيجاد وإبقاء حالة إنقسام وتشرذم وضعف، وبيئة تساعد على الخلاف البيني الفلسطيني الفلسطيني وكذلك الفلسطيني العربي فيما لو بقي، وقد آن الأوان لرفع الحصار عن القطاع فلقد صار الوضع مأساوي تماما، واليهود يمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين، ولقد أفاق الإخوة الأحبة في فلسطين قبل فوات الأوان، وخاب كل فتان عنيد، مناع للخير معتد مريب.
ورغم كل الدفع المعاكس الذي تبديه إسرائيل الغازية وأنصارها لإفشال هذه المساعي التصالحية بين الأشقاء، تجد أن السلطة تكظم غيظها وتبدي حسن النية وذلك بموافقة الفلسطينيين على تمديد المفاوضات مع إسرائيل ثلاثة أشهر بشروط، وهذا يكشف عناد إسرائيل التي هي آخذت بالتهديد والوعيد لكلا الطرفين، فما بالها لا ترضى بالسلام مع فريق واحد موحد مالك لقراره مجمع عليه، بدل من فريقين متنافرين أم أنها تلذذت بطَعم السيادة الذي لا يستساغ من قِبَلِها إلا بتفرقة الإخوة الأشقاء؟
لهذا الإتفاق الفلسطيني المبارك أكثر من حسنة منها:
إن الانقسام «المُضعِف» سينتهي وستعود الوحدة الوطنية الفلسطينية.
إن اتفاق المصالحة قوض شعار إقامة دولة في قطاع غزة، وحكم ذاتي في الضفة الغربية «كما أشار إليه السيد عباس».
عودة حماس «للدولة الأم» يزيل عنها أية صفة غلو أو تشدُد، إذ أنها ستعمل تحت مظلة وطنية يعترف لها وبها العالم الحر بأسره، وبحقها وبحقه في النضال المشروع المُفضي إلى الإستقلال القريب.
ستجلب الوحدة الفلسطينية القادمة إن شاء الله، الدعم العالمي والعربي للأشقاء الفلسطينيين جميعاً، وستكون في صالح «غاية» الطرفين وليس دعماً لأحدهما ضد الآخر، (وقل أستغفروا ربكم إنه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جناتٍ ويجعل لكم أنهارا).
إن التصالح الفلسطيني الفلسطيني القادم جاء في وقته، وهو زمن تقرير حق العودة، ومواجهة خطر إعلان الدولة اليهودية المشؤوم، ومخاطر رفع السيادة الإسلامية الهاشمية عن القدس الشريف، وغيرها من المكائد والمخططات والبرتوكولات التي لا تنتهي لحكماء صهيون!.
إن التصالح الفلسطيني يجعل من الأسهل تقييم إمكانية طرح إقامة الدولة الفلسطينية، فيكون الرد موحدا ضد أية إجراءات قد يتخذها الطرف الآخر.
خطوة التصالح هذه دعت العديد من الدول لأبداء ترحيبها وتأييدها لذلك، مما يعني دعما أكبر لحل أفضل للقضية بشكل خاص.
يكمن في التصالح الفلسطيني تجفيف لبؤرة صراع عربي، وخطوة مهمة لتحقيق السلام في منطقتنا كخطوة على الطريق.
وعليه، ولتثبيت هذا الوفاق التاريخي بين الأشقاء أجد أنه من الضروري أن :
تَتَخِذ الدول العربية المحيطة بفلسطين خاصة، والدول العربية عامة ممثلة بجامعة الدول العربية، كافة الخطوات التي من شأنها دعم هذا الوفاق مادياً وأمنياً ومعنوياً وحتى عسكرياً إن لزم، فليس لإسرائيل أو غيرها تهديد لُحمَة الأشقاء!، وربما إستدعى ذلك إجتماع على مستوى وزراء الخارجية العرب لوضع خطة دعم عاجل وآخر آجل، للأخوة المتصالحين لكي لا تفشل مساعيهم بفعل فاعل، وتذهب ريحهم سُدى.
تُقدِم منظمة المؤتمر الإسلامي والتي تجمع سبعاً وخمسين دولة الدعم اللازم لتوحيد الصفوف خلف جهود الإخوة الفلسطينين، والتكلم بصوت واحد لحماية وضمان حقوقهم المسلوبة، ولا ننسى أنها منظمة دولية ذات عضوية دائمة في الأمم المتحدة ويمكن أن تمارس بعض نفوذها هناك إن لزم الأمر وتطلب الموقف ذلك.
بالإضافة إلى ذلك، من الحكمة جلب الضغط العالمي ما أمكن لدفع إسرائيل بكافة السبل والوسائل للعودة إلى المفاوضات، ليس حباً بالتفاوض أو تشرُفاً باللقاء، وإنما خوفاً من أن تسول لها نفسها قتل الوحدة الفلسطينية والفوز بفلسطين «مع الزمن» لا سمح الله.