الكاشف نيوز - وكالات
جريمة مروّعة راحت ضحيتها الشابة اللبنانية زينة كنجو، أول من أمس السبت، في منطقة عين المريسة في العاصمة بيروت، فيما تتجه أصابع الاتهام إلى زوجها (إ. غ) الذي، بحسب ما تشير المعلومات الأمنية الأولية غير الرسميّة، قتلها خنقاً في منزلهما وفرّ إلى جهةٍ مجهولة.
وتجزم مصادر مقرّبة من عائلة زينة، لـ"العربي الجديد"، بأنّ الضحية قُتِلَت على يد زوجها نظراً للخلافات الكبيرة التي كانت بينهما في أوقاتٍ سابقة، علماً أن زواجهما لم يكن قد مرّ عليه سوى أشهرٍ قليلة جداً، بيد أن معاملته لها بشدّة وأحياناً وصل الأمر إلى حدّ التعنيف اللفظي والجسدي، حتّم عليها تقديم دعوى عنف أسري أمام مفرزة بيروت القضائية.
زينة كنجو، عارضة أزياء لبنانية نُقِلَت جثة هامدة بعمرِ الربيع إلى مسقط رأسها في عكار، شماليّ لبنان، حيث دفنت وووريت في الثرى، ويخشى أهلها ومحبوها من أن يفلت زوجها من العقابِ، محاولاً تحريف الحقيقة وتزويرها والتسلّح بقوانين بالية عنوانها "الشرف"، فتدفن قضيتها معها وينجو بفعلته أو يُحاسَب بعقوبة مخففة، تماماً كما حصل في قضايا كثيرة في لبنان.
وقد بدأ الزوج يختبئ خلف سيناريو الشرف الذي تؤكد مصادر من العائلة أنّه فبركه ليبرّر جريمته. إذ نشرت قناة "الجديد" اللبنانية تسجيلاً صوتياً بين زوجها وشقيقة زينة، يسألها فيه: "ماذا تفعلين يا ربى في حال دخلتِ المنزل ووجدتها مع إنسان آخر؟"، وهنا يسأل مصدر متابع للملف: "لو فعلاً وجد زوجته مع رجل داخل البيت، فلماذا لم يقتلهما معاً في ردّ فعل دائماً ما يكون طاغياً في مثل هذه الحالات، وهذه أسئلة منطقية جداً؟ وأين الشخص الآخر؟ ووالدها اتصل بها عند منتصف ليل الجمعة السبت، وكان إلى جانبها، فلماذا لم يخبره؟".
من جهته، يكشف المحامي أشرف الموسوي، وكيل الضحية زينة، في اتصالٍ مع "العربي الجديد"، أنّه ينتظر فحوص الحمض النووي DNA وفحوصات الدم لمعرفة نتيجة الوفاة، "خصوصاً أنّ تقرير الطبيب الشرعي يؤكد الوفاة بكتم النفس، وسنتخذ صفة الادعاء الشخصي أمام مفرزة بيروت القضائية ضدّ الزوج"، نافياً في المقابل، ما سُرِّب أمس، الأحد، من قبل المُتهم المُفترَض عبر التسجيل الصوتي، واضعاً إياه في إطار الاختباء خلف تهمة الخيانة ودافع الشرف.
ويشير الموسوي إلى أنّه "كنا اليوم بصددِ تقديم دعوى طلاق أمام المحكمة الشرعية السنية في بيروت، لكن للأسف سبقها الموت"، لافتاً إلى أن زينة، من خلاله، كانت قد تقدمت بدعوى عنف أسري وسلب بحق زوجها.
ويوضح، لـ"العربي الجديد"، أنّ زوج زينة موجود في إسطنبول التركية التي توجه إليها بعد ساعتين فقط من مقتل زوجته. ويقول الموسوي إنّ الزوج كان قد حجز تذكرة السفر "أونلاين" على متن طيران الشرق الأوسط MEA، قبل تنفيذ فعله الجرمي، ما يؤكد أن الجريمة ارتكبها عن سابق تصوّر وتصميم وخطّط لها ولهربه إلى الخارج. ويشير المحامي إلى أن الزوج اتصل فور وصوله إلى تركيا بأحد أصدقائه وطلب منه إخبار القوى الأمنية بأنّ جريمة وقعت في منطقة عين المريسة.
وأحدثت جريمة القتل التي راحت ضحيتها الشابة زينة ضجة واسعة جداً تُرجِمَت غضباً في تغريدات الناشطين عبر مواقع التواصل الاجتماعي الذين استنكروا الجريمة وطالبوا بإنزال أشدّ العقوبات بمن سبّب موتها، ومنهم من دعا إلى الحكم عليه بالإعدام ليكون عبرة لغيره، بعدما أطفأ ابتسامة زينة بيديه.
وطالب الناشطون بالعدالة لزينة كي لا تُقتَل مرّتين، كما حصل مع نساء كثيرات في لبنان، وتفلّت المجرم من العقاب تحت مسمّيات الشرف وقوانين ذكورية تبرّر له فعلته، ما من شأنه أن يسهل ارتكاب الجرائم ما دام الزوج يعلم مسبقاً أنه لن يُحاسب على فعله الجرمي.