عمان - الكاشف نيوز : رغم تعميم وزارة الصحة على المستشفيات الحكومية والخاصة، بضرورة تطبيق إجراءات وتعليمات ضبط العدوى للكوادر الصحية، إلا أن عمليات التطبيق "لا تؤخذ على محمل الجد"، لعدم وجود إجراءات مشددة لتطبيقها، بحسب متابعين.
تعميمات الصحة وإجراءاتها "الاختيارية"، لم تؤت أكلها، مع تلك الكوادر، المعرضة بدرجة كبيرة للإصابة بفيروس "الكورونا"، الذي سجلت المملكة منه 8 إصابات، خلفت 4 وفيات حتى الآن.
ويؤكد مدير مديرية الأمراض السارية في وزارة الصحة الدكتور محمد العبداللات أن وزارة الصحة عممت على جميع المستشفيات في القطاعين العام والخاص بضرورة تطبيق إجراءات ضبط العدوى، لحماية الكوادر الطبية والزائرين، إضافة إلى تدريب تلك الكوادر وتوفير المعدات اللازمة فضلا عن الإشراف والزيارات الميدانية.
وفيما أكد العبداللات أن "لا حالات جديدة" بالإصابة بفيروس "الكورونا" في الأردن، بعد الحالات التي أعلنت عنها وزارة الصحة، فقد أشار إلى أن 16 عينة جديدة، لحالات مشتبه بها بـ"الكورونا" أرسلت إلى المختبرات المركزية في وزارة الصحة، من قبل مختلف المستشفيات حتى مساء أمس، وظهرت نتائجها سلبية (غير مصابة).
وشدد العبداللات على أن جزءا من الكوادر الطبية "عرضة" للإصابة بـ"الكورونا"، وليست جميع الحالات للكوادر الطبية والتمريضية.
ولفت إلى أن المستشفيات العامة والخاصة تقوم بإبلاغ وزارة الصحة عن رصدها للأمراض التنفسية الشديدة، خاصة الالتهابات الرئوية غير المفسرة (غير معروفة السبب)، حتى تقوم الوزارة بالتشخيص وإجراء الفحوص المخبرية، وحصر المخالطين وعزل المريض وتطبيق إجراءات ضبط العدوى.
وأكد أهمية تطبيق الكوادر الصحية لإجراءات ضبط العدوى عند التعامل مع حالات الأمراض التنفسية أو المشتبه إصابتها بفيروس "الكورونا" أو مثبتة الإصابة.
واعتبر العبداللات أن الوضع الوبائي "جيد" في المملكة.
وفيما أشار العبداللات إلى أن كافة الحالات المسجَّلة في الأردن بمرض "الكورونا" هي لمواطنين عرب، تم نقلهم إلى بلادهم، وأن الحالة الوحيدة المكتشفة هي لممرض، كان أشرف على علاج حالتين سعوديتين، فإن معلومات "غير رسمية"، لفتت إلى أن عددا من الإصابات، وتحديدا بعض وفياتها، كانت لممرضين.
ونبه العبداللات إلى ضرورة الالتزام بقواعد التعامل مع الإنفلونزا، كاستعمال المناديل الورقية أثناء العطاس وتهوية المنازل جيدا، ومراجعة الطبيب عند ظهور أعراض الإنفلونزا، موضحا أن فيروس "الكورونا" ما يزال مجهول الأسباب، و"لا يوجد له علاج".
وتبدأ أعراض الفيروس، كالإنفلونزا، بسعال وارتفاع في درجة الحرارة، لتتطور إلى التهاب رئوي حاد، ما يؤدي إلى تلف الحويصلات الهوائية، وتورم أنسجة الرئة، ويسبب في نهاية المطاف فشلا كلويا ثم الوفاة.
ويؤكد الاختصاصيون أن "الكورونا" ينتقل كباقي الفيروسات، التي تصيب جهاز التنفس عن طريق تلوث الأيدي والرذاذ والمخالطة المباشرة مع سوائل وإفرازات المريض، وجزيئات الهواء الصغيرة، حيث يدخل عبر أغشية الأنف والحنجرة.
ويؤكد خبير طبي أن ما يجب الحرص عليه حاليا هو توعية المواطنين الذاهبين لأداء العمرة، بالتوجه لأقرب مستشفى للكشف الطبي، عند ظهور أي أعراض إصابة عليهم، كالحمى وضيق النفس والسعال، خاصة بعد عودتهم للأردن، وذلك لاحتمال إصابتهم بالمرض، إلى جانب الالتزام بالإجراءات الوقائية العادية، طوال فترة العمرة، كغسل الأيدى باستمرار، وارتداء الكمامات الواقية، واستعمال المناديل الورقية للعطس والكحة والتخلص منها بشكل صحيح.
وقال الخبير الطبي، الذي رفض نشر اسمه، إنه يجب الالتزام بتطبيق وسائل مكافحة العدوى بالمستشفيات، وعلى رأسها ارتداء الملابس الواقية والأقنعة والقفازات، والتعقيم وتطهير الأدوات المستخدمة فى علاج المرضى، إلى جانب عزل المرضى بغرف منفصلة.
وأشار إلى أن معظم الفيروسات المعروفة بشكل عام ليس لها علاج بشكل مباشر، وإنما العلاج يكون للأعراض الناجمة عن الإصابة بالفيروس، والحل الممكن تطبيقه حاليا مع ذلك الفيروس، هو الوقاية من العدوى.
ولفت إلى أن المسؤولية تقع على كاهل وزارة الصحة للتشديد على ضرورة التزام كوادرها الطبية، بتطبيق إجراءات ضبط العدوى والتوعية والإشراف الحقيقي على المستشفيات، منعا لانتقال المرض لهم، كونهم الأكثر عرضة للإصابة بـ"الكورونا".