الكاشف نيوز - وكالات
بعد اختفائها قبل ثلاثة أيام، عُثر على جثة الطفلة، شهد العيسى، بحيّ الدرعية، يوم الخميس 18 فبراير/شباط، في حقيبة بمنزل جيران عائلتها، وذلك بعد مطالبة خاطفيها أهلها بدفع فدية مالية قدرها 15 ألف دولار أميركي. الجريمة أثارت ردود أفعال غاضبة لدى أهالي المدينة الذين طالبوا بتنفيذ حكم الإعدام بحق قتلة الطفلة.
ووفقا لـ "العربي الجديد" فقد تحدّث، عمر الأحمد، صديق حاتم العيسى، والد الطفلة، حول تفاصيل الجريمة قائلاً: إنّ الخاطفين طلبوا بداية فدية مالية لقاء الإفراج عن الطفلة وقدرها 15 ألف دولار أميركي، وأضاف أنّ جارتهم في الشارع نفسه، هي إحدى أفراد العصابة المسؤولة عن خطف الطفلة وقتلها!
وأهل الضحية، يطالبون الآن، بتحقيق العدالة لهم، لافتاً إلى أنّهم قد يغادرون الرقة بعد هذه الجريمة المروّعة، لا سيما أنّ جارتهم التي كانت تتردّد على منزلهم بشكل دائم، كانت من ضمن أفراد العصابة التي أقدمت على خطف الطفلة. ولدى العائلة طفلتان، وشهد كانت الأصغر سناً.
الناشط الإعلامي من أبناء حي الدرعية في الرقة، أحمد الحسين، أكّد للمصدر ذاته، أنّ قوى الأمن في الرقة، ألقت القبض على جارة عائلة الطفلة، التي شاركت في الجريمة، وأدلت باعترافاتها لقوى الأمن في المدينة التابعة لقوات سورية الديمقراطية "قسد"، ومن ضمن ما اعترفت به خلال التحقيقات، أنّ الشابين الخاطفين معها، كانا يتعاطيان المخدرات، وأقدما على الاعتداء على الطفلة، التي بدأت بالصراخ، فحاولا إسكاتها. وأقدم أحد الشابين على إغلاق فم الطفلة بيد وقبض بيده الأخرى على حلقها الأمر الذي تسبّب بموتها. وبعد موت الطفلة وضعوها في حقيبة، ومن ثم أخفيا الحقيبة في سقيفة ضمن المنزل، القريب من بيت أهلها.
ولفت الحسين أنّه كان لأهل شهد، شكوك حول المرأة، وذلك بسبب تردّدها على منزلهم بشكل يومي، وسؤالها عن مبلغ الفدية التي كانت تحثّهم على دفعه للخاطفين في أسرع وقت. وأبلغ أهل الطفلة قوى الأمن في مدينة الرقة، عن شكوكهم، فألقوا القبض عليها، لتكشف الجارة عن هذه التفاصيل في الوقت الحالي. وأشار إلى أنّ الخطف بدافع المال، كما المخدرات، بحسب أقوال المرأة، هي أسباب ارتكاب الجريمة.
وأضاف أنّ الجرائم تتكرّر في مدينة الرقة مؤخراً، وأصبحت أمراً مألوفاً بالنسبة للأهالي، وللتخلّص منها يجب تفعيل سلطة القانون بالدرجة الأولى.
الإعلامي، بدر العنزي، أوضح أنّ من بين أسباب جرائم القتل في مدينة الرقة، التعاطي غير الجدي من قبل قوات سورية الديمقراطية "قسد" مع الجرائم، وخاصة تفشّي المخدرات التي تُعتبر سبباً من أسباب ارتفاع معدلات الجريمة أيضاً. ولفت إلى أنّ "هناك فسادا وتمييزا كبيرين في الرقة، إذ إنّ عملية البحث والتحرّي عن الطفلة، كانت شكلية فقط لا أكثر، ولم تثمر عن شيء".
ووقعت عدّة جرائم سابقة في مدينة الرقة، منها جريمة أقدم فيها الجاني على طعن والديه وشقيقه حتى الموت في 21 يناير/ كانون الثان الماضي، إضافة لجريمة مروعة أخرى راح ضحيتها الطفل، خليل عبد الرزاق، الذي عُثر على جثته بالقرب من سجن الأحداث في المدينة بتاريخ 17 مايو/ أيار الماضي، وقد تعرّض للطعن 26 مرة.
وكان الناشط، أحمد الشبلي، المختصّ بتوثيق الجرائم والانتهاكات في مدينة الرقة، وثّق منذ منتصف العام الماضي حتى اليوم، مقتل 10 مدنيين، بينهم ثلاثة أطفال وامرأتان، جُلّهم عُثر على جثثهم داخل منازلهم، بعد عمليات خطف طاولتهم في مدينة الرقة وأريافها.