أخر الأخبار
صرخة مريم من يسمعها..؟!.
صرخة مريم من يسمعها..؟!.

مريم طفلة بريئة، كشفت عن ذهنية الاهمال التي تمسك بزمام الادارة الرسمية والخاصة في العديد من مواقع العمل والعطاء..! مريم دخلت سليمة ومعافاة الى مشفى الكرك الحكومي منذ قرابة الشهرين، وبعد غيوبة تامة لمدة 19يوما في ذات المشفى وأخرى في مدينة الحسين الطبية فارقت الحياة بصمت وحيدة وسط صرخات الحزن التي عمت أفراد اسرتها الذين كان الامل يحدوهم بخروجها متعافية.
 مريم تركت ذويها يتألمون على رحيلها بصمت وغضب مكتوم في الصدور.. أكتب من وحي القصة التي نقلت تفاصيلها مندوبة «الدستور» في الكرك زميلتنا نجاة الحميدات.
القضية ليست «صرخة مريم» فقط، بل هي صرخة في ليلنا الطويل تحتاج الى من يسمع صداها ويضع حدا للاخطاء القاتلة ونمطية التراخي في أداء الواجب والحد من حالات الاهمال والتقصير حرصا على حياة الناس وأرواحهم.
تفرض حكاية «مريم» ضرورة تشكيل لجنة محايدة وعدم الاكتفاء بلجان محلية على أهميتها وأن تضم اللجنة ممثلين عن أطراف عدة ونقترح هنا: وزارة الصحة ووزارة العدل، ونقابات الاطباء والمحامين والصحفيين والخدمات الطبية لتحديد حالات التقصير والاهمال التي قد تكون حدثت وتحديد من يتحمل المسؤولية عن معاناة هذه الاسرة الكركية التي دفعت حياة ابنتها ثمنا باهظا في هذه القضية! ونحن هنا لا نستبق الحديث أو النتائج لكن نؤكد ضرورة حيادية اللجنة وسرعة البت في قرارها حتى نضع حدا لمسلسل التقصير والاخطاء التي تحدث هنا وهناك وتمر نتائجها دون محاسبة أو مساءلة، وتقتضي جسامة الحدث، جراء البعد الانساني أهمية خاصة تفرض علينا حتمية أن تكون منهجية الحل في هذه القضية طريقا نحو معالجة الخلل الاداري في مؤسساتنا العامة والخاصة، وخاصة في القضايا التي لا تحتمل التأخير أو التأجيل! نريد يا سادة يا كرام طي ملف الاهمال المقصود وغير المقصود والتراخي في المحاسبة التي تفرضها لشروط الصحية، حتى لا تسحب مثل هذه القضايا من رصيد وسمعة بلدنا في الجانب الصحي؛ والتي أصبحت مدخلا استثماريا مهما.
ولا نريد أن تكون مثل هذه الحالات نافذة لخدش الصورة العامة التي ارتسمت حول القطاع الصحي جراء حالات محددة؛ لكنها أصبحت تشكل طريقا يمكن البناء عليه.. ترى هل تكون «صرخة مريم» مدوية ويتردد صداها في ارجاء الوطن لتفتح الطريق على مصراعيه نحو التصويب؟!.