أخر الأخبار
وول ستريت جورنال: هكذا ستتقاسم إيران و”القاعدة” و”داعش” أفغانستان
وول ستريت جورنال: هكذا ستتقاسم إيران و”القاعدة” و”داعش” أفغانستان
واشنطن-الكاشف نيوز:اعتبر السناتور الجمهوري ليندسي غراهام والجنرال المتقاعد جاك كين في مقال بصحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، أن قرار الرئيس جو بايدن سحب كل القوات الأمريكية من أفغانستان، خلافاً لنصيحة العسكريين، سيطارد أمريكا والعالم، كما حصل في العراق عام 2011.
وعلى مسافة أشهر فقط من الذكرى السنوية العشرين لهجمات 11 سبتمبر (أيلول)، التي قضى فيها ثلاثة ألاف أمريكي على أيدي إرهابيي تنظيم "القاعدة" الذين دربهم أسامة بن لادن ووجههم من أفغانستان، يقول الكاتبان: "يجب أن نكون قد تعلمنا بأن السماح بملاذ للإسلاميين الراديكاليين للتخطيط لهجمات ضد أمريكا وحلفائها ليس عملاً حكيماً. ولو دمرنا الملاذ الأفغاني عقب الهجمات على السفارتين الأمريكيتين في أفريقيا (1998) والمدمرة يو إس إس كول (2000)، لما كانت وقعت هجمات 11 سبتمبر، على الأرجح".
والواضح أن القوات المسلحة ومعها مجتمع الإستخبارات يدركان ذلك، ولذلك أوصيا بالإبقاء على قوة لمكافحة الإرهاب في أفغانستان.
شبكة حقاني
في الأشهر والسنوات المقبلة، ستفقد الحكومة الأفغانية في كابول تدريجياً نفوذها في أنحاء البلاد. وسيشرع الإيرانيون في السيطرة على غرب أفغانستان، وستبدأ "طالبان" بإدارة المنطقة الجنوبية. وسيعيد تحالف الشمال تنظيم نفسه. وسيكون شرق أفغانستان تحت سيطرة شبكة حقاني، وهي كيان مصنف على لائحة وزارة الخارجية الأمريكية للإرهاب. وستستغل عناصر "داعش" و"القاعدة" الذين يحومون حول أفغانستان، حال الفوضى.
وفي غياب أي وجود عسكري أمريكي أو أطلسي، ستعمل كل مجموعة على تدريب نفسها. ويقول الكاتبان: "لنتخيل إننا نسلم شؤون أمننا القومي إلى طالبان. عملية تكليف طالبان بردع القاعدة وداعش هي مثل من يسأل الثعلب حماية قن الدجاج. إنها مسألة وقت قبل أن تنشب حرب أهلية أخرى". كل ذلك، كان يمكن تفاديه بإبقاء قوة صغيرة من قوات مكافحة الإرهاب الأمريكية والأطلسية لمساعدة الجيش الأفغاني على الضغط على الأطراف من أجل إيجاد حلول سياسية للمشاكل المعقدة في أفغانستان.
تحذيرات متكررة
لن يستطيع الرئيس بايدن القول إنه لم يتم تحذيره. لقد أطلقت القوات المسلحة وأجهزة الإستخبارات مراراً التحذيرات من المخاطر التي ستنجم عن إنسحاب غير مشروط ومن الفوضى التي ستلي ذلك. كان القرار بترك كتيبة صغيرة من القوات الأمريكية في أفغانستان، يحظى باجماع الحزبين، وبقاء ما بين 2500 جندي إلى 5000 آلاف جندي كان موضع نقاش، وهو يمثل خفضاً في القوات يصل إلى 95 في المئة من العدد الذي بلغته في ذروة التدخل الأمريكي عام 2011.
وقال الكاتبان: "كنا حاسمين في دعمنا إبقاء قوة أمريكية في نقاط ساخنة مثل العراق وسوريا وشرق أفريقيا وأفغانستان، بصرف النظر عمن هو الرئيس. 
وضغطنا على الرئيس السابق دونالد ترامب ليتراجع عن اقتراحه بسحب كل القوات من العراق وسوريا، ويحسب له، أنه أعاد حساباته. ونعتقد أنه لو كان ترامب قد انتخب لولاية ثانية، لكان أجرى مراجعة جدية لإبقاء قوات أمريكية في أفغانستان. ليس فقط لأن هذا ما يوصي به الجيش منذ سنوات، وإنما لأن شروط الإنسحاب ليست متوافرة. أفغانستان مستقرة، تصب في مصلحة الأمن القومي للولايات المتحدة وحلفائها".
اتخذ بايدن على ما يبدو قراراً سياسياً من شأنه إلحاق الضرر بالأمن القومي الأمريكي. وهناك خيارات عدة عندما يتعلق الأمر بأفغانستان. 
ولكن لسوء الحظ اختار بايدن الأكثر خطورة. وستستفيد الصين وروسيا وإيران من الفراغ الأمني الذي سيتركه قرار الإنسحاب.
وخلص الكاتبان: "تعب الكثير من الأمريكيين من قتال الإسلام الراديكالي، لكن الإسلام الرادكالي لم يتعب من قتالنا. والأرجح إننا سنعود في يوم من الأيام إلى أفغانستان لحماية مصالحنا. لدينا خياران: إما أن نقاتل في أراضيهم أو أن نقاتل في أراضينا".