أخر الأخبار
الأردن والحاضنة المعرفية والأمنية
الأردن والحاضنة المعرفية والأمنية

مع توقيع الاردن للاتفاقية الامنية مع الولايات المتحدة الامريكية والتي تتضمن منظومة الامن السبراني وبرامجها الامنية والمعرفية والتقنية المعلوماتية فان الاردن على موعد للدخول في ميادين السباق لامتلاك العلوم المعرفية للذكاء الاصطناعي لانها ستشكل شفيرة الدخول الى برنامج المستقبل وهذا ما ينتظر ان يشكل موضع اهتمام رسمي ومكانة اهتمام شعبي لما تمتلكه هذه المنظومة من تقنيات عمل يشكل الاردن حاضنة لها على صعيد الموارد البشرية وبيئة العمل المستهدفة وهذا ما يمكن استثمار جوانبه في وضع الاردن على خارطة العلوم المعرفية وبرامجها في الذكاء الاصطناعي.

من على قاعدة علمية تعمل من اجل بناء منظومة معرفية يمتلك الانسان فيها قدرات تفوق البشري واخري تتحدث عن الات عندها قدرات بشرية خارقة، مازالت الدول الكبرى في تسابق محموم مع الزمن من اجل الحصول العلوم المعرفية التي ينتظر ان تقود من يمتلكها على تغيير الصورة النمطية لمقومات الدول المركزية او المحورية القادرة على الحماية الذاتية والردع الاستراتيجي، وهو ما يمكن ملاحظته من عناوين المشهد العالمي ومحاورة في ميادين الاشتباك والتي تبحث عن صورة الاسطورية لكابتن امريكا او الرجل الحديدي الذي كان قد بينه اوباما بعهده.

ولان مسالة التلاعب في الجينات الوراثية تعتبر مسالة قيمية واخلاقية يعاقب عليها القانون الدولي والاعراف الانسانية حيث يعتبر المساس فيها من المحذورات القيمية لكون عملية التغيير في الجينات الوراثية تعتبر مسالة تدخل سر الله في الانسان، الا ان هنالك بحوثا علمية ومعاهد دراسات استراتيجية كان قد اعلنت عن اكتشافات علمية في مجالات عدة طالت المعادلة الجينية الوراثية للبشرية واخرى تحدثت عن تركيبات مزجت الطبيعي بالاصطناعي بواسطة الشرائح الإلكترونية حيث تقوم الياتها على معادلة شبك العقل البشري بالعقل الإلكتروني لانتاج مقومات بشرية خارقة لتكون قادرة في ذات السياق على احراز علامات التفوق للجيوش وقدرات واليات تمكينها من السيطرة.

وفي هذا السياق ذاته مازالت هيئة دربا darpa في الولايات المتحدة تقوم ببحوث سرية مشابهة لتلك البحوث ايضا في هذا المجال من اجل تحصين الجندي الامريكي وجعلة قادر على الردع الكيمياوي والبيولوجي لكن بطريقة جينية هذه المرة، وهذا ما يجعل من درجة التسابق تشتعل بين هذه الدول للوصول الى شكل الجندي الخارق ومواصفاته الجينية التي يراد تكوينها، والتي قد تؤدي للوصول بالنسل البشري الى معادلات جينية سيصعب التعامل معها او حتي والتعاطي مع قدراتها الخارقة للعادات الانسانية او للنظام الجيني للبشرية.

اذن العالم على مشارف التخلي عن الاسحلة التقليدية هذا إن لم يكن قد تخلى بالفعل، وهنالك مواصفات جديدة للقوى الاستراتيجية بدات بالترسيم من على نماذج لم تظهر للعيان بعد، ولا يعتمد فيها على القوة البشرية بمعيار اساسي كما لا يعتمد فيها على العلوم الاتوماتيكية بشكل جوهري كما كان بالسابق بل ان هذه المنظومة تقوم على العلوم المعرفية والذكاء الاصطناعي وهذا ما بينة الرئيس بوتن عندما قال من سيمتلك العلوم المعرفية بالذكاء الاصطناعي سيمتلك اسرار القوة وعناوينها المستقبلية.

والاردن الذي يقف على خطوط تماس مع النفوذ الروسي في المنطقة وتشكل المكانة الامنية فيه مساحة استراتيجية للولايات المتحدة فان العمل على استثمار هذه المساحة يحقق مصلحة يفوز فيها طرفا المعادلة الامريكية الاردنية، لذا كان العمل على توطين العلوم المعرفية الخاصة في تقنيات العمل الحديثة يعظم الفوائد المشتركة ويحقق اهداف هذه الشراكة وينقل الاردن من الدور الوظيفي الأمن الى منزلة التصنيع والاعداد الامني والعسكري وهو ما ينسجم مع البيئة الاردنية التي تمتلك قدرات حاضنة لذلك.

الامر الذي قد يشكل ايضا مصدر اهتمام القيادة للاردنية وعنايتها لا سيما بعد التوقيع الاتفاقية الامنية مع الولايات المتحدة، فهل سيتم استثمار هذه الاتفاقية لصالح توطين نماذج للصناعة المعرفية من مدينة سيلكون فالي في كاليفورنيا فان لم تكن للاغراض الاغراض العسكرية فلتكن للاغراض الامنية والمدنية، فان بناء محطة واحدة قد يجعل من الاردن محطة رائدة في هذا المجال عندما ستكون قادرة على امتلاك وتصدير هذه التقنيات المعرفية الخاصة للعالم اجمع وهو ما سيشكل منطلق جديد للاردن ودورة الاقليمي في بناء الضابطة الامنية للمنطقة.

وهذا يمكن ان يتاتى من خلال بناء محطة معرفية وتقنية خاصة بالشراكة مع الولايات المتحدة تعمل على تقديم نماذج عمل يراد تمكينها وتقديم نماذجها للمحيط الاقليمي على ان ياتي ذلك ضمن آليات تستند للبناء المعرفي والمعلوماتي التفتي بهدف الدخول في ميادين السباق المعرفي المحمود فان استثمار اجواء العلاقات الطيبة مع الولايات المتحدة امر مهم خصوصا في ظل العلاقة العميقة التي يتمتع بها جلالة الملك والرئيس بايدن وهذا ما نتطلع اليه ان يكون.

فان شرعية الاردن ودوره يتطلب تمكينه ليس بالمساعدات لغايات ادامته لكن بالعلوم والامكانيات التي يمكنه عبرها من تشكيل ثروة وطنية معرفية تقدم الاردن باعتباره مركز رئيس للعلوم السبرانية والعاصمة الامنية للتدريب والاعداد الاقليمي وهو ما نتطلع ان يحمله المستقبل القريب للاردن بإذن الله.