وتعرضت فتاة قاصر تدعى عيدة الحمودي السعيدو، وهي من مدينة الحسكة، للقتل على يد أشقائها ووالدها، بعد رفضها الزواج من ابن عمها وهروبها مع شاب كانت تحبه، والذي بدوره تقدم لخطبتها عدة مرات، لكنها قوبلت بالرفض من قبل عائلة الضحية لأسباب عشائرية.
وقال المصدر، إن الفتاة هربت في وضح النهار ولاحظت عائلتها غيابها فلحقوا بها وقتلوها.
ولأسباب عشائرية ولحقن الدماء مع العشائر الأخرى، اكتفت العائلة، بحسب المصدر، بقتل ابنتهم الضحية، فيما تمكّن عشيقها من الفرار إلى تركيا.
وفي مجموعة مقاطع فيديو، اطّلعت عليها "سكاي نيوز عربية"، وتداولها النشطاء على منصّات التواصل الاجتماعي، تُظهر مجموعة رجال وشبان وهم يسوقون الفتاة إلى بيت مهجور، وهي تصرخ مستغيثة وسط تهديدات الشباب ووعيدهم بغسل العار بدمها، فقتلوها رميا بالرصاص في إحدى المنازل المهجورة، ووثقوا جريمتهم التي شارك فيها بحسب ما ظهر في التسجيلات المصورة أكثر من 10 أشخاص بالإضافة إلى والدها وإخوتها.
وأكد مصدر أمني لسكاي نيوز عربية، أنّ الجّناة متوارون عن الأنظار، ولازالت عمليات البحث جارية عنهم لتقديمهم للقضاء.
ويوضّح المحامي خالد عمر، أن جريمة الشرف تصنف، بحسب القوانين المتبعة في محاكم شمال سوريا، ضمن الجرائم الكاملة، مشيرا في حديثه لسكاي نيوز عربية، وأنّ عقوبتها تكون مشددة، ويُحاكم الجاني بالسجن بين 15-20 عاما إذا ما ثبُت أن القتل بغير عمد، وإن ثبُت أنّ القتل كان عمدا، فالعقوبة تكون بالسجن المؤبد.
وأشار عمر إلى أن القضاء في شمال سوريا ألغى ما تسمى جرائم الشرف بناء على أحكام العقد الاجتماعي الذي تم تصديقه من قبل المجلس التشريعي لعام 2014، والتي تدخل ضمن الأحكام العامة الخاصة بقانون المرأة.
إلغاء جرائم الشرف
وصادق مجلس الشعب في مارس من العام الماضي على مشروع قانون لإلغاء المادة التي تحمل الرقم 548 الخاصة بجرائم الشرف من قانون العقوبات السوري.
وبحسب القانون الجديد، فإن جريمة الشرف ستخضع لقانون العقوبات كأية جريمة قتل، ولن تكون هناك أي مادة مخففة لعقوبة القاتل.
وورد في مشروع القانون أنه جاء تماشيا مع القوانين الدولية والقضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة، وهو يهدف لتوافق أحكام القانون الوطني مع القانون الدولي بشكل لا يتعارض مع أحكام الشريعة الإسلامية.
24 جريمة
ورصد تقرير خاص لمنظمة "سوريون من أجل الحقيقة" المعنية بتوثيق الانتهاكات في سوريا 24 حادثة قتل العام الماضي في عموم البلاد، قُتلت فيها 16 امرأة على يد أقرباء لهم بحجة الشرف غالبيتهن من مدينة إدلب وحلب، فيما قُتلت الأخريات بذرائع مختلفة.
وقالت المنظمة في بيانها، إن جرائم القتل بذريعة الشرف ازدادت حدّتها مع تصاعد وتيرة النزاع السوري، وخاصة في المناطق الخارجة عن سيطرة دمشق، لاسيما في محافظة إدلب وريف حلب الخاضعتين لسيطرة الميلشيات الإرهابية المدعومة من أنقرة.