القاهرة - الكاشف نيوز
مؤشرات ضبط الوقت كانت تشير إلى العاشرة والنصف مساء أمس الأربعاء، أجواء احتفالية وفرحة تغمر القلوب كانت عنوان المشهد بشوارع إمبابة شمال محافظة الجيزة. الصغار لا يتوقفون عن اللهو بينما يتبادل الآباء والأمهات التهنئة بمناسبة حلول عيد الأضحى المبارك إلا أن جريمة بشعة عكرت صفو تلك الأجواء.
على مدار أشهر عدة، خضع شاب ثلاثيني إلى العلاج؛ لطرد السموم من جسد أنهكته المواد المخدرة؛ بحثًا عن استعادة عافيته والانخراط مجددًا في الحياة بصورة طبيعية.
لم تفلح مساعي الأسرة؛ لإنقاذ ابنهم من كابوس بات أسيره ليل نهار. ازدادت حالته سوءًا؛ ليعتدي مرة تلو أخرى على والدته العجوز بالسب والشتم وأحيانا تهديدها بسكين.
تبدلت تصرفات الشاب غريب الأطوار، أصبح أكثر انطوائية وعزلة عما سبق. بات لا يقوى على الحياة دون تعاطي جرعات المخدر الذي ينهش في جسده الهزيل حتى أفقده تركيزه ودرايته بما يدور حوله، بل وصل الأمر إلى استيلائه على سلع تموينية من المنزل لبيعها، ومن ثم شراء المخدرات بثمنها.
شكلت ليلة البارحة يومًا فاصلًا لأسرة انفرطت حبات عقدها "في غمضة عين". مشادة كلامية نشبت بين الثلاثيني ووالدته نفذ إثرها تهديده السابق لها "القتل".
أحضر سكينًا من المطبخ مسددًا لها طعنتين في الرقبة من الجانبين (الأيمن والأيسر)؛ لتسقط السيدة جثة هامدة غارقة في دمائها.
لحظات قلائل كانت كفيلة بتبدل المشهد، توافد الجيران من كل حدب وصوب بعدما هرولت ابنة الضحية للشارع مستنجدة بالمارة "إلحقوني.. أخويا قتل أمي".
ذهول وصدمة شديدان أطبقا على المشهد، وقف الجميع في حيرة من أمرهم كما لو أنه مشهد سينمائي سرعان ما ستستفيق منه العجوز لكنها الحقيقة المرة.
جثة تفترش الأرض وإلى جوارها ابنها "القاتل" يجهش بالبكاء مقبلًا قدميها ندمًا على فعتله بحق من حملته وهنًا على وهن؛ ليتم التحفظ عليه.
أبلغ الأهالي شرطة النجدة التي أخطرت مأمور قسم إمبابة. انتقلت قوة من القسم إلى محل البلاغ وفرضت كردونًا أمنيًا بمحيط العقار المقصود "مسرح الجريمة".
جريمة مكتملة الأركان لم يتكبد رجال المباحث جهدًا أو عناء جمع التحريات لفك طلاسمها. الصورة واضحة، فالجاني يعاني من اضطراب نفسي ارتكب تحت تأثيره جريمته.
اقتادت الشرطة المتهم إلى القسم تمهيدًا لعرضه على مستشفى الأمراض العقلية والنفسية؛ للتأكد من سلامة قواه العقلية. فيما نُقلت جثة القتيلة إلى المشرحة تحت تصرف النيابة العامة التي باشرت التحقيق.