الكاشف نيوز - وكالات
تخلص الريال من لعنة اللقب العاشر ، وتوج ملكا لأوروبا بعد أن بدد أحلام غريمه أتلتيكو مدريد ، وفاز عليه 4-1 في نهائي ماراثوني لدوري الأبطال ، الذي أقيم بينهما على ملعب النور بالعاصمة البرتغالية لشبونة ، ليحرم الروخيبلانكوس من تقديم موسم استثنائي والفوز بالتشامبيونز ليج لأول مرة في تاريخه .
ديربي مدريد الأوروبي جاء تكتيكيا في المقام الأول ، حيث اختفت الملامح الفنية واللمسات الساحرة من نجوم الفريقين ، وكان أتلتيكو الأخطر والأفضل في شوط المباراة الأول ، وجاء أداء الريال الأفضل في الشوط الثاني وانتهى الوقت الأصلي بالتعادل بهدف لكل فريق ليلجأ الفريقان لوقت إضافي كان الميرينجي الأفضل فيه على الإطلاق وقلب الطاولة على غريمه ، وأحرز لأتلتيكو دييجو جودين ( د 36 ) وللريال راموس ( د 90 + 3 ) وجاريث بيل (د 110 ) ومارسيلو (د 118) ورونالدو ( د120 ) من ركلة جزاء.
كارلو أنشيلوتي المدير الفني للريال دخل اللقاء ، وهو يبحث عن اللقب العاشر لفريقه في دوري الأبطال ، ولعب بطريقة 4-3-3 بتقدم الثلاثي رونالدو وبنزيمة وبيل .. وفي المقابل دخل سيميوني المدير الفني لأتلتيكو المباراة ، وهو يسعى لموسم استثنائي لفريقه ، ولعب بطريقة 4-4-2 حيث غامر بالدفع بدييجو كوستا إلى جوار دافيد فيا.
كعادة بداية اللقاءات النهائية ، كان الحذر له الكلمة العليا على أداء الفريقين ، فلم تختلف استراتيجية أتلتيكو من الضغط بطريقة "الكماشة" على لاعبي الريال ، ومنعهم من نقل الكرة بحرية وتضييق المساحات ، وفي المقابل كان وسط ملعب الريال حذرا في التقدم لمساعدة المهاجمين ، خوفا من المرتدات التي يجيدها أتلتيكو.
خسر سيميوني رهانه بالدفع بكوستا رغم إصابته ، واستنزف تغييرا مبكرا ، حيث دفع بأدريان لوبيز بدلا من كوستا في الدقيقة التاسعة ، بعدما وضح عدم استطاعته استكمال اللقاء .. وحاول رونالدو ودي ماريا إيجاد ثغرات في دفاعات أتلتيكو ، ولكن التنظيم الجيد والالتزام التكتيكي لم يمكنهما من الوصول لمرمى كورتوا.
رغم التواجد في ملعب النور بلشبونة ، إلا أن لاعبي الفريقين لم ينسوا أنهم في ديربي مدريدي ، فغلب الأداء العصبي والاشتباكات بين اللاعبين على أجواء اللقاء ، وأنذر الحكم راؤول جارسيا من أتلتيكو وراموس من الريال ، في محاولة لفرض الالتزام داخل الملعب ، وكان دي ماريا أفضل لاعب في الفريقين بانطلاقاته ومهاراته.
حملت الدقيقة 32 أول خطورة حقيقة للريال ، عندما استغل جاريث بيل خطأ المدافع تياجو منديز وتوغل بالكرة بسرعته ، لكنه سدد بجوار القائم الأيمن للحارس .. وجاء رد الروخيبلانكوس سريعا ، وتحديدا في الدقيقة 36 عندما استغل دييجو جودين عرضية من راؤول جارسيا ، ولعبها برأسه أعلى كاسياس المتقدم خارج مرماه بغرابة ، لتسكن الشباك معلنة عن هدف التقدم.
حاول لاعبو الميرينجي الهجوم للخروج بالتعادل من هذا الشوط ، لكن أتلتيكو سيطر على منطقة الوسط ، وكادت رأسية لوبيز أن تزيد مشاكل الريال ، لكنها علت العارضة بقليل وتناقل لاعبو أتلتيكو الكرة وسط حالة من التوهان للريال ، لينتهي الشوط بتقدم أتلتيكو بهدف نظيف.
لم يجر أنشيلوتي وسيميوني أي تغيير على تشكيلتيهما مع مطلع الشوط الثاني ، الذي تشابهت دقائقه الأولى مع بداية المباراة ، من حيث الحذر من جانب الفريقين وإن كان أتلتيكو الأفضل نسبيا في الدقائق الأولى ، وسط غياب نجوم الريال الذين جاءت محاولاتهم خجولة ، وبعيدة عن المرمى في الدقائق الأولى ، باستثناء المهارات الفردية لدي ماريا.
انتظر رونالدو حتى الدقيقة 54 ليعلن عن تواجده من تسديدة من ركلة حرة مباشرة ، لكن الحارس المتألق كورتوا حولها لركنية بصعوبة ، ورد عليها لوبيز بتسديدة رائعة إصطدمت بدفاع الملكي وذهبت لركنية.
لم يجد أنشيلوتي أمام ضغط أتلتيكو سوى إجراء تغييرين في الدقيقة 59 بالدفع بمارسيلو وإيسكو ، بدلا من سامي خضيرة وكوينتراو ثم أشرك موراتا بدلا من بنزيمة ، ودفع سيميوني بخوسيه سوزا بدلا من راؤول جارسيا وتحسن أداء الريال واندفع للهجوم في محاولة لتعديل النتيجة ، لكن نجومه اصطدموا بأقوى دفاع في الليجا ، ومرت تسديدة إيسكو بجوار القائم الأيمن.
تذكر جاريث بيل أنه أغلى صفقة في العالم ، وكاد ينقذ الريال في الدقيقة 73 ، لكن تسديدته مرت بجوار القائم ، وعلت الخلفية المزدوجة لكريستيانو العارضة .. وسيطر الريال على منطقة الوسط مهاجما بضراوة ، حتى نجح راموس في تسجيل هدف التعادل في الدقيقة الثالثة من الوقت المحتسب بدلا من الضائع برأسية متقنة سكنت الزاوية اليمنى لكورتوا ليلجأ الفريقان للوقت الإضافي.
وضح تأثر أتلتيكو البدني مع الشوط الإضافي الأول وهو ما أتاح الفرصة للريال للسيطرة على مجريات اللعب ولكن دون خطورة على المرمى ، لينتهي الشوط بدون أهداف.
وفي الشوط الإضافي الثاني ، هاجم الريال بقوة لحسم الأمور قبل ركلات المعاناة الترجيحية ، وبالفعل تحقق لهم ما أرادوا في الدقيقة 110 عندما انطلق دي ماريا من الجهة اليمنى ، وسدد كرة اصطدمت بكورتوا ثم وصلت لجاريث بيل الذي أودعها المرمى برأسه محرزا الهدف الثاني لينهار أتلتيكو تماما ، وفي الدقيقة 118 سدد مارسيلو قذيفة سكنت شباك كورتوا محرزا الهدف الثالث .. وقبل النهاية بدقيقة واحدة ، احتسب الحكم ركلة جزاء لرونالدو سددها في المرمى محرزا الهدف الرابع للريال وال17 له في البطولة ، ليفوز الريال بلقبه العاشر.