أخر الأخبار
«إيران—الإخوان»..وسر التقارب
«إيران—الإخوان»..وسر التقارب

الأزمة السورية اججت الخلافات ما بين إيران وجماعة الاخوان المسلمين،والازمة اليمنية على ما يبدو تفتح الطريق أمام تقارب جديد بينهما، وفي الطريق المشهد السياسي والامني في غزة، وعلى الطرف الآخر تركيا التي انحازت إلى علمانيتها ومصالحها على حساب الآخرين، فيا ترى..ما السر في التقارب «الإيراني--الإخواني» الجديد؟!
بعد إنتهاءحرب غزة الأخيرة تردد أن عدة اجتماعات تمت في بيروت ما بين قيادة حماس الخارجية وقيادات من حزب الله وإيران، لتسوية رزمة خلافات حول سوريا تحديدا، وأن وسائل الإعلام التابعة لهما أخذت راحة واستراحة في وقف النقد والاتهامات للنظام السوري، وجاء التقارب الاخير بعد سقوط إخوان المغرب في الانتخابات الأخيرة، والتيقن من أن النظام العربي الرسمي يحارب الجماعة ويقف وراء شيطنتها ووصمها بالارهاب، ولعل البيان ألذي وقعت عليه ستة أحزاب يمنية هو بيان لحركة الإصلاح (إخوان) لتحميل مسؤولية فشل الحكومة الشرعية في مواجهة الحوثيين بمحافظة مأرب.
الجماعة الحوثية سيطرت على اثنتا عشرة مديرية في مأرب من أصل أربعة عشرة مديرية وأن الجماعة تقترب من استكمال سيطرتها على كامل المحافظة والسبب هو الانسحابات المتتالية لقوات حركة الإصلاح (الاخوان) من جبهات القتال، وهناك حديث عن إتصالات تمت بين قيادات حوثية واخوانية في هذا الإطار.
سر التقارب الإخواني مع إيران وحلفائها في المنطقة، له أسبابه السياسية والامنية، ولا نزيد قولا عندما نكشف أن الخذلان التركي وارتباطها بالغرب وحلف الناتو، والمواقف الرسمية للأنظمة العربية ضد الجماعة الاخوانية واعتقال الالاف من قياداتها وكوادرها والحرب المعلنة عليها في ليبيا والعراق واليمن ولبنان وغزة واتفاقات التطبيع العربي مع إسرائيل وغيرهما دفعا قيادة التنظيم بالخارج إلى التقارب مع إيران وحلفائها بالمنطقة، وهذا طبعا سوف يكون له تبعات خطيرة على الأمن القومي العربي وعلى مسارات الثورات العربية وما يحدث في ساحات الاشتباك الإعلامي والامني بامتداد الجغرافيا العربية، ولا نستبعد التحالف العلني بين إخوان اليمن والحوثيين وهو ما يفتح الطريق أمام سيطرة كاملة للحوثيين على كامل الجغرافيا اليمنية وارتدادات ذلك ستطال مناطق أخرى في الخليج العربي، وبعبارة أدق فإن إيران سوف تتوسع بنفوذها لتصل سواحل البحرين الأبيض والأحمر وما بعد ربما الوصول إلى محاصرة خصومها سياسيا وديبلوماسيا.
لهذا تداعيات مقلقة لاستمرار أزمات المنطقة وتوسعها وأن الحديث عن نهايات قريبة لعودة الاستقرار السياسي والامني العربي ما زال بعيدا، وأن بوابات تغيير وجه المنطقة بات بيد إيران وحلفائها وليس بيد الآخرين ،ولهذا لم تحسم الحروب المفتوحة حتى الآن، وأن لإيران قولها الفصل في مختلف قضايا المنطقة إلى جانب واشنطن وعواصم أوروبية وازنة فيما عواصم العرب بلا دور ولا قرار في ملفات الإقليم العربي المفتوحة.