عواصم - الكاشف نيوز : عاد جلالة الملك عبدالله الثاني إلى ارض الوطن امس، بعد أن حضر حفل تنصيب الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، الذي جرى في قصر الاتحادية في القاهرة بحضور عدد من زعماء الدول وقادتها.
وحضر جلالة الملك عبدالله الثاني حفل تنصيب الرئيس المصري المنتخب عبدالفتاح السيسي، إلى جانب عدد من زعماء وقادة الدول.
وهنأ جلالته الرئيس السيسي بثقة الشعب المصري بانتخابه رئيسا للجمهورية، متمنياً لفخامته التوفيق في قيادة مصر الشقيقة نحو مزيد من الإنجاز والتقدم والتطور وبما يلبي طموحات شعبها وآماله في مستقبل آمن ومزدهر ومستقر، ويعزز دورها المحوري والريادي في المنطقة.
وكان الرئيس السيسي، الذي فاز بأغلبية بانتخابات الرئاسة المصرية التي أعلنت نتائجها الرسمية الثلاثاء الماضي، قد أدى اليمين الدستورية رئيساً لجمهورية مصر العربية، صباح امس، أمام أعضاء الجمعية العامة للمحكمة الدستورية العليا.
والتقى جلالة الملك الرئيس السيسي، بعد انتهاء مراسم حفل التنصيب والتوقيع على وثيقة تسليم السلطة، في اجتماع ركز على سبل تعزيز علاقات التعاون بين البلدين الشقيقين في مختلف المجالات، حيث أكد الزعيمان الحرص المتبادل على تمتين أواصر الأخوة وإدامة التنسيق والتشاور بما يخدم المصالح المشتركة للبلدين والشعبين الشقيقين والقضايا العربية. وأكد جلالته وقوف الأردن إلى جانب مصر وخيارات شعبها، ودعم مساعي قيادتها الجديدة في ترسيخ الأمن والاستقرار، ومواصلة مسيرة البناء والإنجاز.
من جانبه، أعرب الرئيس السيسي عن شكره والشعب المصري للأردن، بقيادة جلالة الملك، على مواقفه الداعمة لمصر، ووقوف المملكة إلى جانب خيارات الشعب المصري، مقدراً دور جلالته في تعزيز مسيرة العمل العربي المشترك وخدمة قضايا الأمة العربية.
وحضر جلالة الملك مأدبة الغداء التي أقامها الرئيس عبد الفتاح السيسي تكريما لقادة الدول ورؤساء الوفود التي حضرت مراسم حفل التنصيب.
ورافق جلالته في الزيارة رئيس الديوان الملكي الهاشمي، ووزير الخارجية وشؤون المغتربين، ومستشار جلالة الملك مقرر مجلس السياسات الوطني، والسفير الأردني في القاهرة.
وكان الرئيس السيسي قد ادى امس اليمين الدستورية كرئيس لمصر لولاية مدتها اربع سنوات امام الجمعية العمومية للمحكمة الدستورية العليا بعد قرابة عام من الاطاحة بالرئيس محمد مرسي. وقال السيسي «اقسم بالله العظيم ان احافظ مخلصا على النظام الجمهوري وان احترم الدستور والقانون وان ارعى مصالح الشعب رعاية كاملة وأن أحافظ على استقلال الوطن ووحدة وسلامة أراضيه». واحيط مقر المحكمة الدستورية العليا في منطقة المعادي (جنوب القاهرة) حيث جرت مراسم اداء اليمين باجراءات امنية مشددة وانتشرت دوريات الشرطة في المناطق المحيطة كما تمت الاستعانة بكلاب بوليسية مدربة على اكتشاف المتفجرات لتمشيط حديقة المحكمة والاراضي الفضاء المحيطة بها. ورغم ذلك تجمع بضع عشرات من انصار السيسي قرب المحكمة ملوحين بالاعلام المصرية احتفالا بالمناسبة.
وفي ساعة مبكرة من صباح امس حلقت مروحيات تابعة للشرطة على مستوى منخفض فوق مبنى المحكمة والقت لافتات عليها صور السيسي مكتوب عليها «السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية». وحضر مراسم اداء اليمين الرئيس المؤقت عدلي منصور الذي تولى هذا المنصب بصفته رئيسا للمحكمة الدستورية العليا موجب خارطة الطريق التي اعلنها السيسي بنفسه في الثالث من تموز الماضي اثر اطاحة مرسي.
واعلن رسميا ان منصور سيعود الى موقعه على رأس المحكمة الدستورية فور انتهاء مراسم تنصيب السيسي.
كما حضر اداء اليمين الدستورية البابا تواضروس الثاني بطريرك الكنيسة القبطية وامام الازهر الشيخ احمد الطيب ورئيس الوزراء ابراهيم محلب واعضاء حكومته.
واقيم حفل استقبال بعد الظهر في قصر الاتحادية الرئاسي بضاحية مصر الجديدة (شرق العاصمة) بحضور ممثلي دول عربية وغربية وافريقية تم خلاله توقيع وثيقة رسمية لتسليم السلطة الى الرئيس الجديد.
وفي كلمة القاها خلال هذا الحفل قال السيسي انه يعتزم ان «تشهد مرحلة البناء المقبلة نهوضا شاملا على المستويين الداخلي والخارجي» مضيفا «سنؤسس لمصر المستقبل دولة آمنة مزدهرة» و»سيتواكب مع بناء الداخل اعادة بناء دور مصر» على المستويين الاقليمي والدولي.
وشدد على ان مصر سيكون لها فى عهده «اسهامها المباشر في تحقيق امن واستقرار المنطقة».
واكد انه «آن لشعبنا ان ينال حصاد ثورته» في اشارة الى ثورة 25 كانون الثاني التي اسقطت حسني مبارك وتظاهرات 30 حزيران 2013 التي شارك فيها الملايين مطالبين بانهاء حكم محمد مرسي وجماعة الاخوان المسلمين. وتابع «آن الاوان لنبني مستقبلا اكثر استقرارا» داعيا الى ان يكون «العمل الجاد منهجا لحياتنا». وقال السيسي «نختلف من اجل الوطن وليس على الوطن». وقال ان «حريتنا سننميها في اطار واع ومسؤول بعيدا عن الفوضى».
ووجه الشكر للدول العربية التي دعمت مصر اقتصاديا منذ اطاحة مرسي واعرب عن «تقدير خاص لخادم الحرمين الشريفين» الملك عبد الله بن عبدالعزيز «على مبادرته النبيلة» بالدعوة الى مؤتمر لمانحي مصر لوضع خطة لمساعدتها في المرحلة المقبلة. وكان السيسي الذي استقال من منصبه كوزير للدفاع وتقاعد من الجيش للترشح للرئاسة، انتخب رئيسا لمصر بـ96،9% من الاصوات.
وفي حفل التنصيب امس تمثل الولايات المتحدة بمستشار لوزير الخارجية جون كيري هو توماس شانون في اشارة واضحة بحسب الخبراء الى الحرج الاميركي. واكدت واشنطن ان «الولايات المتحدة تريد ان تعمل مع الرئيس المنتخب» ولكنها «ستراقب عملية الانتقال الديموقراطي» في مصر.
في المقابل وباستثناء قطر، تمثل دول الخليج التي ساندت السيسي دوما وبقوة خصوصا من خلال الدعم المالي والتي تخشى امتداد نفوذ جماعة الاخوان لديها، على مستوى رفيع. ومثل السعودية ولي العهد الامير سلمان بن عبد العزيز والكويت اميرها الشيخ صباح الاحمد الصباح والبحرين عاهلها حمد بن عيسى والامارات ولي عهد امارة ابو ظبي محمد بن زايد ال نهيان.
وحضر الرئيس الفلسطيني محمود عباس كذلك مراسم التنصيب اضافة الى الرئيس الاريتري اسياس افورقي ورئيس غينيا الاستوائية تيودورو اوبيانغ نجويما والرئيس التشادي ادريس ديبي. كما شارك وزراء خارجية العديد من الدول العربية والافريقية في مراسم تنصيب السيسي.
من جانبه، أكد الرئيس المصري المنتهية ولايته عدلي منصور أن مصر لن تنسى من وقف بجانبها وقت الشدة. وقال في مراسم تسليم السلطة للرئيس السيسي :»مصر ستظل قادرة على تحقيق أمنها وأمن منطقتها العربية». وقال :»أتقدم بخالص الامتنان لكل أخ عربي وكل صديق دولي وفي أثبتت تجربتنا أنه كان على قدر المسؤولية».
من جهته، أكد نائب العاهل السعودي الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود أن المملكة ستبقى حكومة وشعبا تقف جنباً إلى جنب مع مصر الشقيقة في الشدة والرخاء.
ونقلت وكالة الأنباء السعودية (واس) عن الأمير سلمان القول في تصريح صحفي لدى وصوله إلى القاهرة امس :»يسرني أن أعبر عن السعادة البالغة بهذه المناسبة التي تمثل نقطة تحول عظيمة لمصر نحو الأمن والاستقرار والسير في طريق التنمية المستدامة». وأعرب عن أمله أن يكون انتخاب السيسي «إيذاناً بدخول مصر في عهد جديد» ، وقال «إنه يوم فاصل بين مرحلتين ، بين الفوضى والاستقرار ، ولا تبني الأمة مستقبلها ولا تقيم عزتها دون استقرار». وقال :»شعب مصر الشقيق في هذا اليوم قد كتب مستقبله بيده ليواجه التحدي وليبني مستقبلاً يليق بقدرته وحضارته ، موقناً أنه بحضارته العظيمة وشعبه الوفي الكريم قادر على تحمل الصعاب ليعيد لمصر دورها المسؤول في العالم العربي والمجتمع الدولي ، وستبقى المملكة العربية السعودية حكومة وشعباً .. تقف جنباً إلى جنب مع مصر الشقيقة في الشدة والرخاء».
الى ذلك، وقع الرئيسان المصريان المنتخب السيسي والسابق منصور بعد ظهر امس نص وثيقة تسلم واستلام السلطة حيث سلم المستشار منصور السلطة للرئيس السيسي الذي فاز في الانتخابات الرئاسة الاخيرة. جاء ذلك خلال مراسم احتفال تنصيف السيسي رئيسا للجمهورية وذلك بحضور العديد من ملوك وقادة وممثلي الدول العربية والافريقية والاجنبية. وتحدث الرئيس السيسي في هذا المناسبة فأكد ان هذه هي المرة الاولى في تاريخ مصر السياسي يقوم فيها الرئيس السابق بتسليم السلطة للرئيس المنتخب. وقال الرئيس السيسي بمصافحة الضيوف المشاركين في حفل تنصيبه الذي اقيم بقصر الاتحادية الرئاسي بضاحية مصر الجديدة بالقاهرة.
وكان الرئيس السابق عدلي منصور قد استقبل السيسي عند سلم القصر.
ومع وصول الموكب الرئاسي أطلقت المدفعية إحدى وعشرين طلقة، بعدها عزف السلام الوطني المصري واستعرض السيسي حرس الشرف الذي اصطف لتحيته.