أخر الأخبار
قاسم سليماني يقود معركة صدّ الثوار وحماية حكم المالكي
قاسم سليماني يقود معركة صدّ الثوار وحماية حكم المالكي

بغداد - الكاشف نيوز : كشف مسؤول عراقي أن إيران تسلّمت قيادة الجيش العراقي المتداعي في محاولة لإعادة تنظيمه لمواجهة ثوار العشائر الذين واصلوا أمس تقدّمهم بعد أن كانوا قد أحكموا سيطرتهم على أجزاء واسعة من البلاد امتدت إلى مشارف العاصمة بغداد.

ويأتي ذلك في ظل حديث مراقبين عن التقاء مصالح بين إيران والغرب في العراق، وصفه بعضهم بـ«المريب»، فيما تحدّث آخرون عن «تواطؤ» بين الطرفين لضرب ثورة العشائر حماية لحكم رئيس الوزراء نوري المالكي الذي يمثل إحدى نقاط الوفاق النادرة بين الطرفين.

وأكد ذات المسؤول أن الجنرال قاسم سليماني قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني يقود حاليا عمليات الجيش العراقي وإلى جانبه عدد كبير من الضباط الإيرانيين.

ويأتي كلام المسؤول العراقي ليؤكد ما كانت تحدّثت عنه مصادر متعدّدة، وشهود عيان على سير المعارك في العراق، بشأن حضور مخابراتي وعسكري إيراني، وخصوصا على مستوى الخبراء والقادة الميدانيين إلى جانب ما بقي من القوات العراقية التي فرّ منتسبوها بأعداد كبيرة أمام زحف ثوار العشائر.

وقال المسؤول لصحيفة «صاندي تايمز» إن سليماني، الذي وصل إلى بغداد الأسبوع الماضي مع 67 من كبار مستشاريه «تسلم دفّة قيادة عمليات الجيش العراقي وهو مسؤول حاليا عن التسليح ونشر القوات والتخطيط للمعارك».

وأشار إلى أنّه جلب معه كميات كبيرة من الأسلحة المتوسطة والخفيفة والصواريخ والرشاشات الثقيلة، إضافة إلى كميات كبيرة من العتاد والذخيرة.

ويكتنف الغموض ملابسات الانهيار الأمني الذي بدأ في العاشر من يونيو الجاري في مدينة الموصل حين انسحب جميع قادة قوات الجيش والشرطة، ليتبع ذلك انسحاب وهروب جميع القوات التي يصل عددها إلى أكثر من 60 ألفا، تاركة أسلحتها التي سقطت بأيدي ما يتراوح بين ألف وثلاثة آلاف مسلّح من ثوار العشائر المنتفضين ضد حكومة نوري المالكي وممارستها التمييز على أساس طائفي.

وسرعان ما تداعى انهيار الجيش العراقي لتخلي القوات مواقعها للمسلحين في محافظة نينوى وأجزاء من محافظات صلاح الدين وكركوك وديالى والأنبار.

وتشير الأنباء إلى اقتراب الثوار من بغداد وسيطرتهم على حزامها الغربي. فيما تحدّثت وسائل إعلام عن محاولة مسلّحي العشائر السيطرة على مطار بغداد، واستماتة قوات المالكي المدعومة من إيران في الدفاع عنه باعتباره بوابة كبيرة نحو العاصمة.
واستكمل الثوار العشائريون أمس إحكام سيطرتهم على محافظة نينوى بالسيطرة على أكبر أقضيتها تلعفر ذي الأهمية الاستراتيجية والقريب من الحــدود مع سوريا وتركيا بعد هجوم شامـل انهارت على إثره القوات الحكوميـة المدافعـة وانسحبت أمام الثوار الذيـن سيطـروا على المبـاني الرسميـة.

ويطالب معارضو المالكي بالتحقيق مع القادة العسكريين ومحاكمتهم لمعرفة أسباب ذلك الانهيار الأمني «المنظم».

وحسب مراقبين، فإنّ الانهيار السريع للقوات العراقية، حتّم على رئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالكي الاستنجاد بإيران، وأنّ الدور الإيراني دخل مرحلة غير مسبوقة حين أعلن الرئيس الإيراني حسن روحاني أن بلاده مستعدة لتكون حليفا للولايات المتحدة، لمقاتلة ثوار العشائر في العراق.

وبدا التناغم الأميركي الإيراني بشأن إنكار وجود ثورة في العراق، وتوصيف الأحداث باعتبارها «إرهابا»، جليا في قول وزير الخارجية جون كيري أمس إن بلاده تدرس توجيه ضربات جوية لمساعدة الحكومة العراقية في التصدي لـ«أعمال العنف المسلحة».

وكانت صحيفة «وول ستريت جورنال» قد أكدت قرب بدء مفاوضات مباشرة بين طهران وواشنطن بشأن الملف العراقي. وتأكّد ذلك رسميا أمس بإعلان مسؤول أميركي أن بلاده وإيران ستبدآن مناقشات حول الملفّ العراقي على هامش المفاوضات النووية في فيينا.

ومن جانبها أكدت بريطانيا على لسان متحدث باسم رئيس الوزراء ديفيد كاميرون إجراء مباحثات بين وزير الخارجية وليام هيغ ونظيره الإيراني بشأن الوضع في العراق، وإمكانيات مساعدة حكومة المالكي.