لم يتردد الشاب في الموافقة على طلب السيدة الحسناء كما يراها على السوشيال ميديا، رغم أن قصتها واهية، فحدد الاثنان موعد اللقاء، وطلبت منه السفر من الجيزة للاسكندرية، والجلوس على مقهى أسفل العقار، وأنها سترسل له إحدى قريباتها ومعها مفتاح الشقة وسكين للتخلص من زوجها، وبالفعل حضر الشاب وجلس على المقهى حتى الفجر، ثم تسلل لداخل العقار حيث التقى "الزوجة" التي لم يراها قبل ذلك وأوهمته أنها قريبة السيدة التي تتحدث معه عبر السوشيال ميديا، وأعطته السكين والمفتاح، فدلف للمكان ونفذ جريمته وهرب.

زعمت الزوجة أمام رجال المباحث أن لصوصا داهموا الشقة وقتلوا زوجها وأوثقوها بالحبال، فلم يصدقوا روايتها، لا سيما بعدما أكدت أن خلاف على الآثار وقطعة أرض وراء الأزمة، وبفحص كاميرات المراقبة أمام العقار، لاحظوا شابا يدخل قبل الجريمة بدقائق، وبفحص هاتفها تبين أنها على تواصل بشاب، تم تحديد هويته والقبض عليه، حيث اعترف بالجريمة كاملة، وكانت صدمته في السيدة غير الحسناء، عندما راها لأول مرة وعرف أنه كان يجري وراء سراب على السوشيال ميديا.

وقررت محكمة جنايات الإسكندرية مجمع الدخيلة،، إحالة أوراق عامل وربة منزل إلى مفتى الديار المصرية، لإبداء الرأى الشرعى فى إعدامهما، لاتهامهما بقتل زوج السيدة، حيث تعود أحداث الواقعة فى القضية رقم 18864 لسنة 2021 جنايات قسم شرطة العامرية ثان، عندما تلقى اللواء محمود أبو عمره مساعد الوزير مدير أمن الإسكندرية، إخطارا من مأمور قسم شرطة العامرية ثان، يفيد العثور على جثة المجنى عليه داخل الشقة محل سكنه بمحل إقامته دائرة القسم.

وكشفت تحريات ضباط مباحث قسم شرطة العامرية ثان، قيام المتهمة الثانية 26 سنة ربة منزل، بالاتفاق مع المتهم الأول 20 سنة عامل لقتل زوجها، ونفاذا لتفكيرهم الشيطانى بعد أن تعرف المتهم الأول على المتهمة الثانية عبر مواقع التواصل الاجتماعى حضر المتهم الأول من محافظة الجيزة إلى محافظة الإسكندرية بمحل سكنها وقامت المتهمة بإخفائه داخل الشقة حتى عاد المجنى عليه زوجها وعندما استغرق فى نومه أمدت المتهمة الثانية المتهم الأول بسلاح أبيض سكين وقيدها بحبل لإبعاد الشبهة عنها وفق تخطيهما المسبق وتوجه المتهم إلى غرف نوم زوجها حيث عاجله بعدة طعنات بالرقبة والكتف واليد اليسرى وأماكن متفرقة التى أودت بحياته وبتكثيف التحريات دلت على قيام المتهمة والمتهم الأول بارتكاب الواقعة وتحرر محضر بالواقعة وبعرض المتهمين على النيابة العامة قررت إحالتهم الى محكمة جنايات الإسكندرية التى حددت جلسة 4 يوليو القادم للنطق بالحكم فى إعدامهم .

وقاد المرافعة المستشار كريم عبد العزيز رئيس نيابة الدخيلة الكلية، وأوردت فيها النيابة بعض الآيات القرآنية التي تحذر من إزهاق النفس البريئة، ووجهت كلمات قاسية بحق مرتكبي الجريمة الزوجة والمتهم الأول وانتهت بالمطالبة بإعدامها في سبيل الحفاظ على كيان المجتمع من أن ينال منه الإجرام وتحقيقا للعدالة وصونا لركائز وجود المجتمع.

وأشار المستشار كريم عبد العزيز في مرافعته، إلى أن المتهمة استحلت كل الاحترام، رغم أن الله أنعم عليها بالزواج، ووهبها من الأطفال أربعة، وبدلا من أن تراعي ربنا في زوجها وأبنائها، تخلصت منه، ولما كانت الحياة هبة الله، فإنه لا يجدر بأحد أن يهدرها إلا بحقها "أي أم أنت لتقتلي شخصا بريئا وتحرمه من أبنائه، وأي زوجة إنتي لتقتلي زوجك وتقومي بالاتفاق مع المتهم الأول وتمده بالسلاح المستخدم السكين لقتل زوجك وتعطيه زجاجة من العطر أي أرض تحملكما وأي سماء.

وأكمل ممثل النيابة العامة المستشار أيمن حلاوة وكيل نيابة ثان العامرية، أن تقرير الصفة التشريحية للمجني عليه أثبت إصابته بقطع جرحي غائر بالساعد الأيسر وجروح قطعية بعموم اليد اليسرى والكتف الأيسر ويمين العنق وهناك طعن يسار العنق نافذ أسفل اتجاه الرئه واعتراف المتهمين والسلاح المستخدم وتقرير إمارة الفحوص المعملية و تطابق البصمة الوراثية للمجني عليه على آثار الدماء الموجودة على الحبل الذي قيدت به المتهمة الثانية واعترافهم بارتكاب الواقعة.

وصفت النيابة العامة في مرافعتها هذه الجريمة، بأنها جريمة عدوان على الحق في الحياة مطالبة بمعاقبة المتهمين بأقصى عقوبة وهي الإعدام.