أخر الأخبار
«كاريش»..من يشعل ثقاب العود؟!.
«كاريش»..من يشعل ثقاب العود؟!.
وصول السفينة الإسرائيلية للتنقيب عن الغاز والنفط إلى حقل كاريش في البحر المتوسط وضع لبنان على صفيح ساخن وبمواجهة واقعة مع إسرائيل على ترسيم الحدود البحرية واحقية كل طرف به، فيما الكل بانتظار وصول المبعوث الأمريكي لترتيب ترسيم الحدود والبحث عن حلول مشتركة أو تفاهمات لتقاسم الثروات وتجنب وقوع الحرب الشاملة.
المبعوث الأمريكي كما رشح عنه هو عاموس هوخشتاين مستشار الرئيس الأمريكي لشؤون الطاقة، وكما ورد من معلومات عنه فهو يهودي من ابويين المانيين وسبق أن خدم بالجيش الاسرائيلي ما بين 1992--1995م ويحمل الجنسية الإسرائيلية ومن مواليد فلسطين، وطبعا لن يكون نزيها في تقاريره عن فحوى الخلافات وعن حقوق لبنان،وانحيازه كغيره سيكون لصالح إسرائيل.
لبنان الرسمي لم يحسم موقفه بعد، والخلافات عميقة، فهناك من يتهم حزب الله وحلفاءه بالاستثمار في قصة كاريش وكأنه يريد بيع السمك في البحر للبنانيين، وهناك من يعول عليه باستخدام القوة لانتزاع الحقوق اللبنانية مؤشرا على أن إسرائيل اخذت الضوء الأخضر من واشنطن وعواصم أوروبية لتبدا بالتنقيب ولا حل معها سوى الرصاص، يقابل هذا موقف إسرائيلي رسمي موحد ومن مختلف القوى اليمينية واليسارية على حد سواء.
الرئاسة اللبنانية اعتبرت كاريش منطقة متنازعا عليها،واعتبرت التنقيب الإسرائيلي استفزازا،وهناك دعوات للاسراع بتشكيل حكومة لبنانية،وللأسف هناك من يعارضها، وإسرائيل أعلنت أن أي ضرر بمنشاتها النفطية والغازية سيكون بمثابة إعلان حرب وهددت بتدمير مواقع ومدن لبنانية حجرا حجرا فوق رؤوس قاطنيها، فيما دعا حزب الله إلى حسم الموقف الرسمي اللبناني وبعبارة أخرى تفويضه بالتصرف مع إسرائيل وما زال خطابه هادئا ويقف خلف موقف الدولة اللبنانية، لكنه يتحضر للمواجهة المحتملة والتي قد تكون كارثية هذه المرة.
لبنان سبق له أن قبل بالخط (23) لترسيم حدوده لكنه عاد وطالب بالخط (29) الذي يضيف( 1430) كم? ويجعل كاريش حقل متنازع عليه،وفقا للحدود الدولية المرسمة بين فلسطين ولبنان في 1923م،وليس الخط الأزرق أو خط ترلسون مفوض الامم المتحدة الذي حضر بعد حرب 2006م،وقام بترسيم الحدود البرية بين إسرائيل ولبنان، مما جعل مزارع شبعا منطقة متنازعا عليها بين لبنان وإسرائيل وسوريا، وذات الأمر حقل كاريش منطقة متنازع عليها بين لبنان وإسرائيل.
إسرائيل لن تقبل منح لبنان جرة غاز واحدة ولا برميل نفط واحد، وقد عملت بطريقتها وضمن اتفاقات مع اليونان وقبرص اليونانية على ترسيم الحدود البحرية لصالحها واستحوذت على ما ارادته،كما أنها بصدد التفاهم مع تركيا حول ثروات البحر المتوسط،ولبنان الدولة العربية وحدها ما زال يقارعها ظنا منه بامكانية أخذ ولو جزء من حقوقه، وعلى ما يبدو فإن الحرب قادمة لا محالة كون حزب الله وحلفائه يعتبرونها معركة مقدسة وباهداف بعيدة والخوف من تمددها ودخول قوى اقليمية لاعبة فيها، وبكل الأحوال فإن الوساطة الأمريكية محكومة بالفشل وأن خيار الحرب وللأسف هو الأقرب والأكثر ترجيحا. ..ويبقى السؤال قائما..من يشعل عود الثقاب في غاز المتوسط اولا؟!.