أخر الأخبار
إشكالية البطالة في ظل وجود مليون وافد في الاردن
إشكالية البطالة في ظل وجود مليون وافد في الاردن
سنوات مضت حملت في طياتها الكثير من المٌتغيرات ، وبعد مخاض عسير ولد من رحمها ما جعل العالم يتحول على غير عادته إلى بعض من السلوكيات انفاً عنه ، فلم تتمكن السفينة من الجريان كما يحلو لها فرياح التغيير اطبقت عليها من كل حدب وصوب ، فانتهزت الدول التي تسع إلى الريادة تلك المٌتغيرات وركبت موجتها ، واصبحت في الصفوف الاولى عالميا ، ويعود ذلك الى التنوع في مٌخرجات التعليم ومسابقة الزمن علمياً ، بحيث اخذت تسعى الى تطويع الرقمية والتكنولوجيا في كثير من الاعمال مما جعل سوقها يستع لكثير من الوظائف المٌستحدثة، بما لا يؤثر على مكانة الموارد البشرية ، والمواهب البشرية التي تسعى إلى تقدم المنظمة ، ويمنحها ميزة تنافسية تجعلها قادرة على المٌنافسة عالميا .
اليوم وفي الاردن . ما زالت البطالة تٌشكل تحدياً كبيراً لكثير من مطابخ صنع القرار سياساً كان ،او اجتماعياً او اقتصادياً، خاصة ان مُعدل البطالة للذكور خلال الربع الثاني من عام 2021 راوح حوالي (22.7%) مٌقابل (33.1%) للإناث، ويتضح أنّ مٌعدل البطالة قد ارتفع للذكور بمقدار1.2 نقطة مئوية وارتفع للإناث بمقدار4.5 نقطة مئوية مٌقارنة بالربع الثاني من عام 2020 ، وهذه المُقاربة البسيطة على حجم البطالة والتي قد تكون الرقم اكبر من هذا او اقل ، الا ان هذه الارقام لا تٌعتبر بطالة حقيقة في ظل تواجد ما يقرب من مليون وافد في الاردن ، يؤدون اعمالاً شتى وينخرطون في مجالات مٌختلفة ، ابتداء من اعمال الانشاءات ، او الصيانة او اعمال الخدمات بشتى انواعها ، او الزراعة ، ومن العجيب ان يكون مردود تلك الاعمال يقدر بما يٌقارب من مليار دينار سنويا ، وتتمثل في تحويلات هولاء الوافدين ، وقد يفوق الرقم هذا اكثر منه احياننا ، في حين المٌتعطلين والرافضين للعمل يشكلون ما نسبة 22% ، او قل اكثر من ذلك ولو ان هذا الرقم وصل اإى 40% ، اي ان ما نسبة 400000 مٌتعطل وباحث عن عمل في الاردن ، وان ما يتبقى من رقم الوافدين والبالغ مليون قد يتجاوز او يقل عن 600000 ، اي بعد ان يكون هناك انخراط لكافة المٌتعطلين عن العمل في الاردن فاننا بحاجة إلى مما يٌقارب من نصف مليون وافد ليقوموا باعمال اخرى .
ان هذه الاشكالية في علم التحليل وما ينتج عنها من ارقام وبيانات شتى ، لا تعد إشكالية ان كان هناك سعي جاد للانخراط في اعمال شتى ، يتم من خلالها ايجاد الذات ورفد الاسرة بمردود مادي، ولو كان ليس كما تشتهي الانفس ، فانه سوف يكون دافعاً وحافزاً للعمل ، والمٌشاركة في التنمية وتحقيق الاهداف المرجوة سوى كان ذلك لمن ينخرط في العمل او للوطن ،او ما سينعكس ايجاباً على المٌجتمع سواء في الحد من الجريمة او تقويض الامن والسلامة العامة .
في ظل هذه الارقام التي تطالعنا كل يوم مٌقارنة مع مليون وافد يعملون في كثير من المجالات فان البطالة لن يكون لها مكان بيننا في الاردن ، خاصة ان بدأ الباحثين عن العمل والمٌتعطلين في البدء الجاد في الالتحاق في اعمال شريفة لا تمس الكرامة ، وتساعد على بناء شخصية حقيقة مٌستقلة لا ترتكز او تتوكأ على عصا غيرها ، اي كانت سواء اسرية او غيرها ، وعندها سيكون هناك مٌغادرة لما يٌقارب من نصف مليون وافد إلى حيث اتوا ، طوعاً وليس قصراً من خلال نظرية "اردنة " الوظائف والفرص انا كانت واينما كانت .