أخر الأخبار
جلالة الملك يريد احزاب لا تحزب
جلالة الملك يريد احزاب لا تحزب
كم كانت سعادتنا باقرارا القوانين الاصلاحية الناظمة للحياة السياسية وكم كنا متفائلون عندما طمأننا جلالة الملكة بضمانته الكاملة لهذة القوانين وضرورة العمل على تنفيذها لانها من متطلبات المرحلة القادمة ومتطلبات مئويتنا الثانية وقد تبع ذلك العديد من اللقاءات الملكية والتوجيهات والى الجميع بضرورة الانخراط بالعمل الحزبي والسياسي وخصوصا الشباب والمرأة وليس آخرها قبل ايام عندما وجه النخب ودعاهم الى التفاعل مع هذة القوانين وخصوصا الاحزاب ايمانا منه بضرورة التفاعل وضرورة التطبيق على ارض الواقع لهذة القوانين وايمانا من جلالته ان العملية الديمقراطية والاداء البرلماني والحكومي لا يمكن ان يتطور الا بوجود العمل الحزبي المنظم ...
ولكن للاسف شاهدنا وسمعنا في الايام الاخيرة الكثير من السيجالات الغير محموده ممن يتصدرون العمل الحزبي وممن هم من النخب السياسية كما كنا نظنهم ...
العمل الحزبي هو عمل برامجي سياسي واقتصادي واجتماعي بعيد كل البعد عن الشخصنة والنقد الشخصي والتناكف والعمل الحزبي وكما نعرف ونعلم يهذب الفكر ويرتقي به وهذا ينسحب على الاسلوب المتبع في الحوار والنقاش والذي يجب ان يكون كذلك لاقناع المستمع بالحزب وبرامجه ومبادئه الحزب والعمل الحزبي المنظم والمنضبط هو من يعمل على ترسيخ الوحدة الوطنية والهوية الوطنية التي تحتوي وتستوعب كل الهويات الفرعية ان وجدت لا ان يعمل على الفرقة والتشتت وتعدد الولاءات بين افراد المجتمع الحزب والعمل الحزبي كما كنا نعتقد انه يضم بين جنباته من هم النخب والقدوة والحكماء وذوي الخبرة والدراية واللباقة وهم مدرسة في التعامل والتعاطي مع الاحداث على اختلافها لا يأخذهم الاختلاف الى الفجور وان حصل فان مكانه محدود وبالحوار الهاديء وضمن الاطر الدستورية والقانونية والاخلاق والاعراف الحزبية ....
ان ما يريده جلالة الملك احزاب تنهض بسؤولياتها وما تتطلبه المرحلة المقبلة بكل تحدياتها تحمل الفكر والهم الوطني وتتبنى خارطة طريق واضحة المعالم تحاكي هموم الوطن والمواطن تأخذ على عاتقها الانتماء الوطني وتنميته وتعزيزه وخصوصا لدى الشباب والمحافظة على وحدتنا الوطنية سيما ونحن نمر بظروف غير مسبوقة سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وحيث ما يحدث من تغيرات في المنطقة والاقليم والعالم اجمع ولا يريد جلالة الملك ان تذهب الاحزاب الى التخندق والتشنج في الحديث والطرح وتتحول من احزاب سياسية الى تحزبات وفرق وجماعات همها تصفية الحسابات الشخصية وبذلك نكون قد فقدنا البوصلة وهدرنا الكثير من الوقت والجهد واضعنا فرصا عظيمة متاحة لننتقل الى ما هو افضل واجود من العمل الحزبي والسياسي والحكومي واحسب ان الفرصة ان ضاعت لا سمح الله لن تتكرر وسيخسر الجميع ويربح من ديدنه الفوضى والفساد والترهل بشتى صوره....
ان الغالبية العظمى تراقب المشهد الحزبي من جميع جوانبه وبكل تفاصيله مع الاخذ بعين الاعتبار ما ترسخ لدى الشعب الاردني من تراكمات حعلتهم يعزفون عن الانخراط بالعمل الحزبي لذلك على من يريدون تصدر العمل الحزبي ان يبتعدوا عن كل ما ينفر وان يعملوا باقرب ما يكون الى المثالية الحقيقية لا المسطنعة ما استطاعوا الى ذلك سبيلا وان يأخذوا الدروس والعبر من التجارب العديدة لبعض الاحزاب التي تشكلت ولم يكتب لها النجاح