أخر الأخبار
«سايكس بيكو».. و«داعش»..!
«سايكس بيكو».. و«داعش»..!

يحتار المرء في الشعار الذي تطلقه الدولة الإسلامية في العراق والشام والمتمثل في إلغائها للحدود التي وضعها إتفاق سايكس بيكو 1916 قسمت فيه العراق وبلاد الشام بين بريطانيا وفرنسا، فمن بلاد الشام اقتطعت فلسطين لتكون تحت الإنتداب البريطاني و دولة يهودية مستقبليه، ولبنان دولة مسيحية تحت الإنتداب الفرنسي ولواء الإسكندرون لتركيا ولواء الموصل للعراق والأردن وهما تحت الإنتداب البريطاني وما تبقى من سوريا تحت الإنتداب الفرنسي.
بلا شك كان وما يزال الغاء اتفاق سايكس بيكو طيلة القرن العشرين هدفاً سامياً وما يزال يسعى العرب في بلاد الشام والعراق إلى ازالته ويعتبرونه وراء ضعفهم وتخلفهم، ولتحقيق هذه الغاية شنت أحزاب وشخصيات قومية هجوما قويا عليه وإعتبرته إتفاقاً إستعمارياً يجب مقاومته وإزالته وسقط من أجل تحقيق هذا الهدف الوحدوي الجامع المئات من الشهداء في بلاد الشام والعراق و وطننا العربي الكبير وعلى مدار نحو مئة عام منذ العام 1916 تاريخ ميلاد هذا الإتفاق وحتى الآن ومستقبلاً.
  ويزيد المرء ألماً ومرارةً عندما تدعو دويلة داعش الوليده بإلغاء أتفاق سايكس بيكو والبديل دولة تبني كينونتها على أسس طائفية عفى عليها الزمن و وفق المذهب السني ولا ندري إن كان على المذاهب الأربعة أو إثنين أو واحد أو ثلاثة والله أعلم وجعل الشيعه هم العدو الرئيسي بينما الاعداء كثر..
حدث مثل ذلك في أوروبا قبل أكثر من مئة عام سالت فيها دماء غزيرة من الكاثوليك والبروتستانت ، وعلى نفس الأسس اعلنت دولة العراق والشام السنية ودولة المالكي المبنية على اساس الدين الشيعي وتستعدان لخوض حرب دينية عمرها سيزيد عن مئة عام وستكون أكثر ضراوة من أية حروب أخرى في المنطقة وربما في العالم كله
إنما يحمي الدول هو كيانها السياسي القائم على الحقوق المدنية وعلى عقد إجتماعي يضمن للجميع حقوق المواطنه بغض النظر عن إنتماءاتهم ومكوناتهم الدينية والعشائرية والطائفية والاثنية وغيرها وكل ذلك  يزيد من سفك دمائنا وبأيدينا ويزيد من تكالب المستعمر على نهب ثرواتنا والسيطرة عليه وإنتزاع حريته وإستقلاله.
  لقد أنهى الربيع العربي سايكس بيكو كما يبدو لكن ليس إلى تحرير فلسطين والوحدة العربية بل إلى نقيضها.. وكما تنبأ وزير الخارجية الأمريكية الأسبق هنري كيسنجر:»بأن المنطقة العربية ستشهد حرباً دينية على مدى المئة عام القادمة بين السنه والشيعه على غرار الحرب الدينية قبل مئة عام في أوروربا بين الكاثوليك والبروتستانت..!