أخر الأخبار
الحسين الهاشمي يخاطب الأمة العربية
الحسين الهاشمي يخاطب الأمة العربية
بثقة الأردنيين، وبخطابٍ هاشميٍ يحمل معاني ودلالات التاريخ، بشرعيته ومشروعيته، وجهود الحاضر، وآمال المقبل، جاء خطاب سمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، في قمة الجزائر.
هذا الخطاب، الذي حمل موقفاً أردنياً، وصوتاً هاشمياً، إلى الأمة العربية، أعاد التأكيد على دور الأردن، وعبر عنه الحسين بن عبدالله الثاني، بكلماتٍ واضحةٍ.. " أما القدس، فهي مركز وحدتنا ودفاعنا المشترك عن هوية الأمة بأكملها، والأردن، وبموجب الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية فيها، سيستمر، وبالتعاون معكم ومع أشقائنا في السلطة الوطنية الفلسطينية، بدوره التاريخي في حماية المقدسات ورعايتها".
جاءت القدس، في صدر خطاب سمو ولي العهد، لتؤكد على مكانتها، وعلى دور جلالة الملك الوصي على مقدساتها، ضمن رؤيةٍ سياسيةٍ تدعو إلى سلامٍ عادلٍ وشاملٍ على أساس حل الدولتين ومبادرة السلام العربية، وقرارات الشرعية الدولية.
وفي هذا الخطاب، أكّد سمو ولي العهد، بأنّ هذه الرؤية الأردنية "خيار استراتيجي" ذلك أنه ضمانة " قيام الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة والقابلة للحياة، على خطوط الرابع من حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية. وواجبنا كدول عربية تكثيف جهودنا مع الأطراف الدولية ذات العلاقة، لاستئناف عملية السلام ودعم صمود الأشقاء الفلسطينيين على أرضهم".
وقد كان لهذه الدعوة، من لدن سمو ولي العهد، صدىً في إعلان الجزائر الذي أكّد على " دعم الوصاية الهاشمية التاريخية لحماية مقدسات القدس".
كما أكّد متن الإعلان، أنّ "الوصاية الهاشمية التاريخية لحماية المقدسات الإسلامية والمسيحية وإدارة أوقاف القدس وشؤون الأقصى المبارك التابعة لوزارة الأوقاف والمقدسات الإسلامية الأردنية بصفتها صاحبة الصلاحية الحصرية، وكذا دور لجنة القدس وبيت مال القدس في الدفاع عن مدينة القدس ودعم صمود أهلها.
وبالعودة إلى خطاب سمو ولي العهد، فقد حمل العديد من الدلالات، بالدعوة إلى تعاون اقتصاديٍ عربيٍ حقيقيٍ، وذلك كمقاربةٍ "تضع دولنا في مكانها على خارطة الاقتصاد العالمي"، في ظل ما يشهده العالم من أزمات "كورونا" و"أوكرانيا".
إنّ استهلال سموه الخطاب، بالأوضاع الاقتصادية، وضرورة التكامل العربي، وتذكيره بما يملكه العالم العربي من موارد وموقع جغرافي، جاء ليعبر عن استمرارية الدور الأردني بقيادة جلالة الملك، في تعزيز التعاون الإقليمي، وبناء شراكاته لمواجهة تحدياتٍ لربما بات على رأسها في عالم اليوم موضوع الأمن الغذائي.
وفي هذا السياق كان التأكيد على محيطنا في المشرق العربي، وما تواجهه دوله من أزمات، وتأكيد سموه على أمن واستقرار العراق، وصولاً إلى المأمول، وهو "عودة العراق دوره الرئيسي في محيطه العربي"، بالإضافة إلى ضرورة العمل الجماعي لإيجاد حل سياسيٍ للأزمة لاسورية، والحل الجماعي في الجامعة العربية، هو دعوة لأنّ تنخرط الدول العربية في أدوار بناءةً حيال هذه الأزمة، وغيرها في اليمن وليبيا.
وعلى هذه المقاربات، ختم سموه الخطاب: " شعوبنا الشابة النابضة بالحياة والأحلام، أمانة في أعناقنا، وعلينا توفير الفرص التي تنمّي إمكاناتها وتطلق إبداعاتها"، وهذه التعابير تؤكد على دور ملوك بني هاشم الموصول في بناء الإنسان، وفلسفتهم في الحُكم القائمة على القرب من الناس، وأداء الواجب بأمانة.
إنّ هذا الصوت الهاشمي في رحاب الجامعة العربية، هو دور موصول، إذ لطالما أولى الأردن هذه المؤسسة، ومبادئها، أولويةً، منذ عهد الملك المؤسس عبدالله الأول ابن الحسين، طيب الله ثراه، حين كان الأردن من أوائل الدول المؤسسة للجامعة العربية.