عمان - الكاشف نيوز : التقى رئيس مجلس النواب المهندس عاطف الطراونه ليلة أمس الاول شيوخ ووجهاء محافظة معان على مأدبة افطار رمضانية أقامها لهم في عمان ، بحضور عدد من اعضاء مجلس النواب واللجنة النيابية المشكلة لبحث انهاء ازمة محافظة معان.
وثمن رئيس مجلس النواب واعضاء اللجنة النيابية ، تجاوب شيوخ ووجهاء معان مع طروحات اللجنة التي دعت الى ضرورة بذل الجهود والسعي لانهاء هذه الازمة ابتداء من دفن المرحومين اكراما لهم بحسب شريعتنا السمحة التي حضت على ذلك ، ثم ضمان محاكمة عادلة للمطلوبين مع الحفاظ على كرامتهم. وقال الطراونه « نتوج لقاءنا ، بعد أن اجتمعنا على مدى الأيام الماضية، باحثين عن الاتفاق ، ورامين الخلاف وراء ظهورنا، فالوطن أكبر منا جميعا، واستقرار نظامه السياسي كما حماية أمنه الاجتماعي ، وصون كرامة المواطن وحفظ هيبة الدولة أهم الأهداف التي جمعتنا وأهم المنجزات التي ورثناها عن الآباء والاجداد، وسنورثها باذنه تعالى ، بأمانة للأجيال القادمة «.
ولفت الطراونه الى أنه تم اختيار نخبة من الزملاء النواب ، ليكونوا جسر المودة بين مطالب « المعانيين» المحقة من جهة ، وبيان الموقف الحكومي فيها وحدود امكاناته بها من جهة أخرى.
وقال « أنتم يا اهل معان ، تعرفون مثلنا وأكثر ، قيم السعي في المصالحة ، وأهمية الفصل في الموقف بين ما هو شخصي وما هو وطني».
وبين المهندس الطراونه خلال اللقاء ان النواب اجتمعوا منذ بداية أزمة معان ، واستقصوا من نواب المحافظة ، طالبين بيان الرأي والموقف، واجتهدوا من خلال ما توصلوا اليه، في أن المخرج الرئيسي لحل أزمة معان يجب أن يقف على مرتكزين اساسيين ، الاول صون وحفظ وحماية كرامة المواطن، وضمن اشد المعايير واصرمها وأكثرها دقة وعدالة ، والركيزة الثانية هي الحفاظ على هيبة الدولة وسيادة القانون وحفظ النظام العام ، بما يعظم مفهوم دولة القانون والمؤسسات، وهما الركيزتان اللتان سمحتا لنا في البدء بحوار جاد وبقلوب مفتوحة ، فلا هم لنا الا انصاف الوطن والبحث عن عدالة المواطن في سياق عام وليس خاصا، وان يكون مثلث المصالح الوطنية دائما بين أعيننا.
وقال «لقد اجتهدنا من منطلق أننا نواب وطن ، ولقد بحثنا فيكم عن كل وجيه وشيخ وصاحب فضل وأثر، وبحثنا معكم سبل فك رموز أزمة معان التي تجاوز عمرها وطال أمدها، وهو ما يتطلب منا أن نعيد ترتيب الأولويات وفق معادلة ثابتة، فالنظام السياسي أولا، وكرامة المواطن دائما وتقدم الدولة باستمرار، وابطال عمل كل التحديات التي تعيق تطورنا والأزمات التي تحاول أن تنال عزائمنا.
واضاف انه لضمان انجاز تلك المعادلة، فإننا نجتمع على كلمة وطنية سواء، نقول فيها ان مصلحة الوطن أجل وارفع ، وأن القانون هو الفيصل في الحكم بين الناس، وأن حفظ كرامة المواطن هو من أهم المبادئ الدستورية في مملكتنا الأردنية، وهي مشتركات نتمنى أن نحفظها عن ظهر قلب ، ولا ننسى منها حرفا.
وقال: أما كيفية الوصول إلى هذه النتائج ، فهو ما سنتباحث به ، ويكون عنوان لقائنا، وهو ما يتيح لنا أن نقدم شيئا عمليا لحل أزمة معان، التي باتت تقلق أهلنا في المحافظة، وتقلق اخوانهم في باقي المناطق، فمعان بيننا دائما مقامها كبير، ودائما أهلها لهم العزة والكرامة.
واعرب عن شكره للنواب الذين اجتهدوا في سعيهم ، سائلا الله تعالى التوفيق في مهمة راب الصدع وتبديد سوء الفهم، والغاء أي خطأ غير مقصود وذلك شعورا منا جميعا بالمسؤولية العامة في كل ما له اتصال بالهم الوطني.
من جهته تحدث عضو اللجنة محمود الخرابشة نيابة عن اعضاء اللجنة لبحث انهاء ازمة محافظة معان ، فقال: ليس هناك ازمة في معان والتي اسماها ملف معان ، اذ بادرنا بصياغة هذه المذكرة على ان يتم بحث الملف داخل مجلس النواب ،مؤكدا ان هذه اللجنة حرة ولا ترتبط بحكومة ولا أحد يملي عليها أي شيء ودافعها الحقيقي الغيرة على معان والحرص عليها.
واضاف ان طي الملف بحسن النية يساعد اللجنة على اداء دورها بما يرضي الله تعالى وجميع الاطراف ، مشيرا الى انه تم وضع آلية عمل لهذه اللجنة فقضية معان داخلية ولا يوجد لها تفرعات والمطلوب من الجميع المساهمة بالحل ، ومعان لها الحق بالتنمية.
وقال ان عدد المطلوبين للاجهزة الامنية من ابناء محافظة معان يبلغ 19 ، حيث طلب مجلس النواب وقف المداهمات وتوفير الاجواء ، وقيام اولياء الامور القادرين على تسليم المطلوبين ضرورة تسليمهم الى المحكمة المختصة.
واشار الخرابشه الى توفر اكثر من الف فرصة عمل في القوات المسلحة لمعالجة موضوع البطالة في المحافظة وتشغيل المتعطلين عن العمل فيها ، بغض النظر عن القيود أو الامور الأخرى لدى المتعطلين ، مبينا أن الوضع الحالي ليس في مصلحة معان اذ يحرمها من فرص الاستثمار ويفاقم ازمة الفقر والبطاله.
وقال: اننا لا نسمح لأي كان بتهميش معان ولا ننسى فضلها ومواقفها ،وكل ما تم مناقشته والحلول ستصل الى قائد الوطن جلالة الملك عبدالله الثاني ،مؤكدا أن معان لن تكون الا شرارة خير ولن تنتج الا الخير لمصلحة الوطن.
وتحدث في اللقاء الوزير الاسبق احمد العقايله معربا عن شكره لعقد هذا اللقاء ، مؤكدا اهمية دور مدينة معان الوطني.
ولفت الى ان نسبة الفقر في معان تبلغ 26 بالمئة والبطالة 19 بالمئة ، وعدد الفقراء فيها 31 ألفا ، وعدد جيوب الفقر 6.
واشار الى ان الوضع الامني في المحافظة ما زال سيئا ، معربا عن امله في معالجة هذا الوضع ، وأن تعود المؤسسات كما هي لخدمة المحافظة وابنائها.
واضاف « ان مشكلة معان سياسية امنية اقتصادية اجتماعية «، ويجب أن تشكل لجنة يشارك فيها نواب لوضع حلول ناجعة من أجل طي هذه الصفحة.
واعرب الوزير الاسبق موسى خلف المعاني عن شكره لرئيس مجلس النواب واعضاء المجلس لدعوتهم لعقد هذا اللقاء ، موضحا دور معان التاريخي.
وقال « ان معان لا تعرف الغدر وهي التي قدمت ابناءها والغالي والنفيس حتى يبقى هذا الوطن عاليا وحتى تبقى راياته خفاقه.
وبين ان المركز الوطني لحقوق الانسان اصدر بيانا عن محافظة معان اتسم بالشفافية والمصداقية ، داعيا الحكومة الى تطوير ادائها في تعاملها مع الأزمة وادراك ان القوة هي قوة سيادة القانون وكرامة المواطن.
وقال الوزير الاسبق الدكتور بركات عوجان «صحيح ان معان قد انصفها التاريخ ، فمنها البدايات الا ان الجغرافيا جارت عليها» ، داعيا الى ايجاد مجالس حكم محلي وتوزيع الموارد ومكتسبات التنمية بعدالة ، وتكافوء الفرص بين المحافظات ونشر الوعي وحل مشكلة المتعطلين عن العمل.
وقال الشيخ مطر أبو رخية «ان مشكلة معان قائمة وان هناك عدة اقتراحات لحلها ، تتمثل بحل مشكلة المرحومين ، وانهاء ملف المطلوبين للاجهزة الأمنية والبالغ عددهم 19 وايداعهم للقضاء العادل دون المساس بكرامتهم ، وتطبيق هيبة الدولة وحفظ كرامة المواطن.
وقال النائب السابق خالد زاهر الفناطسه ، اننا نتقدم بالشكر والتقدير لرئيس مجلس النواب واعضاء اللجنة مشيرا الى انه منذ عام 1989 توافدت الاحداث فهناك قصور من الحكومات المتعاقبة فيما يجري في معان التي تعاني من الفقر والبطالة مع وجود ثروة في الجنوب كالبوتاس والفوسفات والاسمنت.
واضاف « اننا لم نشعر باي تغيير لغاية هذه اللحظة رغم كل اللقاءات مع المسؤولين ، فلم تحل الحكومات المتعاقبة الازمة ، داعيا مجلس النواب الى الاستمرار بمبادرته الخيرة.
وقال الشيخ اكرم كريشان «ان السؤال الكبير الذي يطرح نفسه لماذا معان؟ ولماذا تتوالى الازمات على معان «، مطالبا «بضرورة مكافحة المخدرات والعمل على توزيع مكاسب التنمية بعدالة واتاحة فرص العمل والوظائف أمام المتعطلين عن العمل».
وقال: اننا نريد حلولا سياسية ولا نريد حلولا امنية ويجب ان يكون أبناء معان مشاركين في صناعة القرار.
وقال رئيس بلدية معان السابق خالد الشمري اننا نكرر الشكر لرئيس مجلس النواب واعضاء المجلس واللجنة النيابية لحل الازمة لدعوتنا لعقد هذا اللقاء للخروج بحلول ناجعة ، مبينا أن حل الازمة تنموي ، وطالب بحل قضية المرحومين في معان وتعويض أهاليهم وطي قضية ملف جامعة الحسين بن طلال.
وقال العقيد المتقاعد حجازي البحري ، ان مشكلات معان تتمثل في الفقر والبطالة. وتحدث سليمان والد احد المتوفين ، قائلا انه لغاية الآن لم يتم ايجاد الحلول الناجعة للازمة.
وفي نهاية اللقاء تم تشكيل لجنة من شيوخ ووجهاء المحافظة للتنسيق مع اللجنة النيابية المشكلة لانهاء الازمة في معان ، والبدء بايجاد الحلول التي ستؤدي الى انهائها من السادة التالية اسماؤهم: « احمد العقايله، وموسى المعاني، وخالد عليان ووليد عوجان، وخالد الفناطسه، ورئيس بلدية معان ، ورئيس غرفة تجارة معان، ونواب معان ، والمهندس عبد المنعم ابو هلاله وطاهر ابو درويش والدكتور اكرم كريشان ومطر ابو رخية وكايد خليل وعوض ابو هلاله وحجازي البحري وعبد الله كريشان وشاهر تركي كريشان وشاهر المحتسب وخالد الشمري وامين الفناطسه.