أخر الأخبار
تحذير الملك من “المشككين والمتشائمين”
تحذير الملك من “المشككين والمتشائمين”
حمّل خطاب العرش في افتتاح أعمال الدورة العادية الثانية لمجلس الأمة التاسع عشر، العديد من الرسائل، مؤكداً على القواعد الراسخة التي بنّت هذا الوطن الكريم.
وتطرق الخطاب، إلى رؤىً تستند اليوم إلى خطط سياسيةٍ واقتصادية وإداريةٍ، تضع مسارات الإصلاح السياسي على نهجٍ واضحٍ، وتخدم الأردنيين في قطاعاتٍ كبرى.
ومن بين ما جاء فيه خطاب العرش من عناوين، قول جلالة الملك: "إنّ هذا الوطن لم يبنه المتشائمون ولا المشككون، وإنما تقدم وتطور بجهود المؤمنين به من أبنائه وبناته، وبفضل هذه الجهود يمضي هذا الحمى نحو المستقبل بكل ثقة وعزيمة".
هذا التنبيه الملكي، جاء مهماً، لتنبيه الأردنيين لوجود بعضٍ أو شريحةٍ، وإنّ قل عددها، ولكنها دوماً، تحاول أنّ تكون صارخةً، وتحاول أنّ تبدو أكبر من حجمها الفعلي على الأرض، وخاصة عبر توظيفها لمنصات التواصل الاجتماعي، وتسخيرها الصوت العالي، والخطاب الخالي من أيّ مضامين، بغية التشويش، وخلق نمطية أو سردية تحاول النيّل من همة الأردنيين، وتحاول على الدوام إحباط معنويات الناس.
وإنّ إشارة وتنبيه جلالة الملك عبدالله الثاني، من هذه الفئة، في مناسبةٍ دستوريةٍ، تعد من أهم المناسبات، حيث ترسم الدولة خططها، وتتبين مسيرتها السنوية، بحضور رؤساء السلطات وأعضاءها، يعني بأننا اليوم أمام ظاهرةٍ، يجب أنّ تُكافح، وأنّ تبنى حيالها ثقافة مضادةً، خاصة في ضوء العالم المنفتح، الذي باتت الانطباعات تخلق فيه استناداً إلى الشبكات الرقمية، ما أدى إلى بروز الكثير من الظواهر السبية في الفضاءات العامة.
والمتشائمون والمشككون، هم فئة لا يقتصر ضررها فقط على الأردن اليوم، وإنما تعاني منها مجتمعات عدة، ويعبر عنها لربما ظاهرة "المشككين بالانتخابات" في الولايات المتحدة، أو حتى بعض الجماعات اليمينية المتطرفة في أوروبا، وهي جماعات صاعدة، تستغل الظروف التي يمر بها العالم من أزماتٍ، ومن معالم إحباطٍ رتبيتها المتغيرات الاقتصادية والاجتماعية، بل وحتى السياسية.
وبالعودة إلى المشهد الوطني، فإنّنا في الأردن، ما نزال نرى انعكاسات هذه الظواهر في بعض مسارات وآفاق حياتنا العامة، بل إن كثيرين باتوا يشككون في كل شيء، ولا ترى على أفواههم سوى أجوبة التشاؤم، ودوماً ما يكون هذا الجو العام، الذي تحاول قلةٍ صارخة صياغته، دون أرقامٍ أو بياناتٍ أو دراسات، وإنّ وجد رقم أو ودراسة رصينة فإنها تكون مستندةً إلى عنوانٍ دون تفصيلٍ.
وقبل نحو العامين، نبه جلالة الملك من ظاهرة "التناحر الاجتماعي" عبر "منصات التواصل"، ومما جاء في مقال نشره جلالة الملك نهاية تشرين الأول عام 2018م، قول جلالته: " بدأت أرى مؤخرا على منصات التواصل الاجتماعي، محاولات لخلخلة ثبات هذه المرساة، وهو ما دفعني لمخاطبتكم اليوم. فحين نتصفح منصات التواصل الاجتماعي نصطدم أحيانا بكمٍّ هائل من العدوانية، والتجريح، والكراهية، حتى تكاد تصبح هذه المنصات مكانا للذم والقدح، تعج بالتعليقات الجارحة والمعلومات المضللة، والتي تكاد أحياناً تخلو من الحياء أو لباقة التخاطب والكتابة، دون مسؤولية أخلاقية أو اجتماعية أو الالتزام بالقوانين التي وجدت لردع ومحاسبة كل مسيء".
إنّ الحاجة اليوم هي للتنبه لهذه الظاهرة أردنياً، وتفعيل دور النخب الوطنية الصادقة لتخاطب الرأي العام، وحث الإعلام المحلي على تفعيل أدواته حيال الخطاب المضاد، ودام الأردن عزيزاً بهمة الأوفياء.