أخر الأخبار
رسالة الملك تضامنا مع فلسطين .. حسم أردني عميق
رسالة الملك تضامنا مع فلسطين .. حسم أردني عميق
اليوم التاسع والعشرون من تشرين الثاني، هو يوم التضامن العالمي مع الشعب الفلسطيني، يوم يحييه العالم تضامنا مع شعب لم يبق سواه على هذه المعمورة شعبا محتلا، يواجه ويناضل ويقدّم دماء أبنائه يوميا دفاعا عن ترابه وكرامته وسعيا لحريته، شعب وضع على أجندة العالم تاريخا محددا ليتضامن معه بشرقه وغربه وشماله وجنوبه، فهو من يقف في ميدان النضال يسانده ويدعم صموده الأردن بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني.
يوم بملايين التفاصيل، وبملايين القصص والآهات، يوم بأنين وجع العيش تحت ويلات الاحتلال، وسعي لا يتوقف لنيل الحرية وحماية الأرض، يوم يقف العالم به أمام قضية شعب ينتظر شمس كل يوم جديد على أمل الحرية، يناضل ويواجه سعيا لتحقيق السلام على أرضه التي سلبها منه المحتل، يقف العالم ظنّا منه أنه آخر عام يتضامن مع فلسطين أملا بتحقيق السلام، لكن للأسف التاريخ يعيد نفسه، بذات التفاصيل إن لم تكن أكثر انتهاكا وإجراما، وقد تكون مناسبة عند البعض للحديث بكلمات رنّانة عن فلسطين تطوى أوراقها مع نهاية ساعات اليوم، لتبقى فلسطين رمزا للصمود أمام ذاتها، وعنوان تضامن أمام العالم .. عنوان دون تفاصيل عملية.
ويبقى الأردن بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني، من يتضامن عمليا مع فلسطين، ويقف معها مناضلا ومساندا وداعما، على أساس واحد بأن حلّ القضية الفلسطينية هو مفتاح السلام، هي ثوابت أردنية لم تتغير على مدى التاريخ، بل كانت دوما تزداد عمقا وتشبّثا، بأن لا سلام ولا استقرار دون حلّ عادل للقضية الفلسطينية.
بالأمس، وفي رسالة حملت بكل كلمة وسطر حسما أردنيا عميقا تجاه القضية الفلسطينية، وجهها جلالة الملك عبد الله الثاني إلى رئيس لجنة الحقوق غير القابلة للتصرف للشعب الفلسطيني شيخ نيانغ، بتأكيدات «على أن القضية الفلسطينية كانت وما زالت وستبقى القضية المركزية في المنطقة»، ليؤكد جلالته على «أن القضية الفلسطينية هي مفتاح السلام والاستقرار في الشرق الأوسط»، مع تأكيدات ملكية بأن الأردن سيواصل «لفت أنظار العالم إلى ما يعانيه الشعب الفلسطيني الشقيق من أوضاعٍ صعبة تتنافى مع قيم العدالة والكرامة وحقوق الإنسان».
رسالة اتسمت بالكثير من الوضوح وتحديد الداء وتسليط الضوء على الدواء، ففي رسالة جلالته بيوم تحتاجه فلسطين لتكون على المنابر العالمية قضية اتسعت بها دائرة الظلم، وغابت عنها العدالة، ليأتي صوت جلالة الملك صوت العقل والحكمة والعدل والعدالة، مناديا بأهمية حل القضية حلا عادلا، وبقائها أولوية عالمية، وأن تبقى القدس «هي مركز وحدتنا، ولا مكان للكراهية والانقسام في المدينة المقدسة، وأن تقويض الوضع التاريخي والقانوني القائم فيها سيؤدي إلى مزيد من التأزيم والعنف والتطرف»، بتجديد مؤكّد على الوصاية الهاشمية بحماية المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس المحتلة، ليكون الأردن في هذا اليوم متضامنا مع فلسطين بمواقف حقيقية يعيشها الفلسطينيون بشكل عملي على أرض الواقع.
طالما ابتعد الأردن بقيادة جلالة الملك عن حصر مواقفه من فلسطين بكلمات، حيث تجسدت هذه المواقف على أرض الواقع بما هو عملي وملموس، جاعلة من الشعب الفلسطيني يؤكد باستمرار أن الأردن هو نصيره وسنده وداعم صموده، وحامي عروبة الأقصى والقدس، وتكمّل اليوم رسالة جلالة الملك هذه المواقف بمزيد من الدعم والتأكيد على الثوابت وعلى أن القدس مفتاح للسلام.