متابعات - الكاشف نيوز : كتب القيادي الفلسطيني عضو اللجنة المركزية لحركة فتح محمد دحلان على صفحته على الفيس بوك مقالا حول الحرب في غزة والمفاوضات في القاهرة ومواقف اسرائيل والقيادة الفلسطينية مما يجري في قطاع غزة ، جاء فيه :
اسرائيل تسعى حثيثا لإفشال مفاوضات القاهرة أو إجبار الجانب الفلسطيني على تقبل حزمة شروط قهرية وانتزاع ما عجزت عنه في جبهات القتال، واسرائيل تحاول تحويل مفاوضات القاهرة إلى بازار للمقايضة بين حقوق فلسطينية وحقوق فلسطينية أخرى، بين حق المقاومة والحق الأولي في الحياة.
وحكومة نتنياهو لم تضع على طاولة المفاوضات حتى الآن إلا خيارين مرفوضين، خيار الهدوء مقابل الهدوء، أو إسقاط حق المقاومة مقابل البقاء على قيد الحياة بشروط اسرائيلية، ومقابل وعود مستقبلية هشة لن تصمد مستقبلا أمام جموح التغول الاسرائيلي والمتطلبات الواهية لمفهوم الأمن الاسرائيلي.
أمام هذا الموقف الاسرائيلي لم يعد مقبولا الاكتفاء بالمديح والإشادة بالصمود الأسطوري للشعب والمقاومة وصلابة وفد الفصائل، والملح الآن هو تكريس كل الموارد الوطنية الكثيرة والمتاحة إذا أردنا تجنب مخاطر احتمالات صعبة ومؤلمة للغاية، وعلى قيادة السلطة والمنظمة الكف عن التقاعس المتعمد والتغني اللفظي بالوفاق والتوافق، كما عليهم الكف عن الظهور بمظهر المحلل السياسي على الفضائيات والكف عن الازدواجية في المواقف ، فهم يتغنون بالمقاومة في غزة ويبذلون كل الجهد للحفاظ على الهدوء في الضفة، عليهم الانخراط التام في المعركة، والمبادرة إلى توفير عمق سياسي وميداني ومادي لشعبنا في القطاع وللمفاوض الفلسطيني في القاهرة .
على هذه القيادة الكف فورا عن محاولات تحييد نفسها وكأن المعركة تجري في دولة أخرى، أو أن من يذبح في غزة هو شعب آخر، وتعمد إبقاء أسلحة وأوراق ضغط استراتيجية وحيوية خارج نطاق المعركة، فما معنى مواصلة التنسيق الأمني في نصف الوطن حين يدمر عدوان المحتل النصف الآخر ويرتكب كل هذه المجازر، ولماذا كل هذا التحايل والتلكؤ في تفعيل الانتماء الى الجنائية الدولية، ولماذا كل محاولات إعاقة وأضعاف الحراك الشعبي في الضفة الغربية، وأين هي الموارد المالية المكرسة لصمود الشعب والمقاومة، ولماذا معارك الميدان والتفاوض تبقى على حالتها الفصائلية بدلا من تكريس كل المستوى الوطني واستعادة استقلالية القرار الوطني وفرض الشروط الرئيسية على أجندة المفاوضات ؟
ربما شعبنا يتغاضى ويؤجل احيانا في الشأن الداخلي، لكنه شعب لن ينسى ولن يرحم أو يسامح في دماء الشهداء.