أخر الأخبار
عائلات نجت من الموت قبل قصف غزة بدقيقة.. (تقرير)
عائلات نجت من الموت قبل قصف غزة بدقيقة.. (تقرير)

غزة - الكاشف نيوز : على غفلة.. استيقظت عائلة الطباطيبي عند الساعة السادسة صباحًا في ثاني أيام عيد الفطر المبارك على صوت رنين هاتف منزلهم، راح الخمسيني أبو عمر صوب الهاتف وعلامات القلق ترتسم على وجهه.
رفع أبو عمر سماعة الهاتف، صوت ضابط "إسرائيلي". انتابته حالة من الصمت، الأمر الذي لفت أنظار عائلته، حيث أخذ يلوح بيده اليمنى إلى عائلته يطلب منهم توفير حالة من الهدوء.
واستمع أبو عمر لمكالمة الضابط: " ألوو.. أبو عمر معك جيش الدفاع "الإسرائيلي"، عليكم إخلاء بيتكم خلال خمس دقائق بدنا نقصفه"، ضرب الخمسيني السماعة وراح يصرخ في أرجاء منزله " اليهود بدهم يقصفوا بيتنا".
أخذت العائلة تلملم نفسها، ونادت الأم أطفالها على عجلة، فيما انطلق أبو عمر مسرعًا صوب العائلات المتواجدة في البيت لإبلاغهم بما جرى معه في المكالمة.
ويقطن في بيتهم المتواضع المكون من أربعة طوابق سبع عائلات، الأمر الذي أربكهم لحظة الخروج من المنزل، بيد أن المهلة المحددة لهم غير كافية لجميع العائلات بتجهيز نفسها للخروج.
وسعت العائلة جاهدة للخروج من المنزل دون الاكتراث للممتلكات بداخله، لعدم حدوث أي خسائر بشرية، لأنها على يقين بأن الاحتلال لا يوفي بالوقت الذي يسمح به لإخلاء البيت كاملًا.
بعد أن خرجت عائلة أبو عمر، أخذت العائلات المتبقية تهرع مسرعًة إلى باب المنزل، ثم "عاود جيش الدفاع الإسرائيلي الاتصال على "جواله" الشخصي بزعم التأكد من إخلاء البيت"، وفق الخمسيني أبو عمر.
لم تنته المكالمة، إلا وقصفت الطائرة الحربية بدون طيار المنزل بصاروخ واحد، اخترق سطحه. تذكّر أبو عمر أن ابنه أحمد مازال متواجدًا في المنزل، حتى بدت عليه علامات الخوف.
لحظات قليلة بعد الانفجار، خرج ابنه مهرولا إلى أهله خارج المنزل. أخذ أحمد يلتقط أنفاسه حتى تذكر أنه نسي أوراقًا مهمة، وراح على عجلة صوب المنزل، واذا بصاروخ من نوع "أف16" يسبقه، كاد أن يوقعه شهيدًا لولا عناية الله كانت حاضرة في ذلك الوقت.
"خرجنا من المنزل جميعًا في غضون دقائق قبل أن تدمره الطائرات الحربية الإسرائيلية كاملا، ولم يُصب أي من أفراد العائلة بأذى بفضل الله تعالى"، يضيف الطباطيبي .. بيد أنه يؤكد تمسكه بخيار المقاومة والالتفاف حولها قائلًا " بيتي وعائلتي كلها فداءً للمقاومة".
وخلال عدوانه على غزة، قصف الاحتلال "الإسرائيلي" منازل المواطنين الآمنين، حيث ودمر أكثر من 800 منزلًا منذ بدء العدوان على قطاع غزة في الثاني من شهر يوليو الماضي.
عائلة أبو هاني أبو طه لم تختلف عن سابقتها بعدما "أوصل لهم جيش الدفاع الإسرائيلي رسالة بضرورة إخلاء البيت خلال أربع دقائق لقصفه".
رسالة استقبلها أبو هاني كالصاعقة، حيث أربكته وأفراد عائلته القاطنين في بيتهم بأمان، الأمر الذي أفزعهم، وأخذوا يتسابقون للخروج من المنزل خوفًا على أرواحهم.
ويسكن في المنزل أكثر من عائلة، في حين أن الاحتلال باغتهم بالاتصال فجرًا وقت نومهم، مما أدى إلى تأخرهم في الخروج من المنزل.
تمكن أبو هاني وعائلته من الوصول إلى الباب، فيما لم يتبق سوى أقل من دقيقة لإخلاء البيت تماما.
وما إن وصلوا جميعًا إلى بر الأمان، وأخذوا يلتقطون أنفاسهم حتى دبّ انفجار ضخم أخفى معالم المنزل.
وعند سؤال عن المعاناة الجديدة التي حلت بهم، حبس أبو خالد أنفاسه ولم يستطع الحديث واكتفى بجملة "حسبي الله ونعم الوكيل، على اليهود وكل من والهم"، ورددها ثلاثا.
ولم تقتصر المعاناة على هاتين العائلتين فحسب، بل هناك المئات عاشوا هذه الأحداث منذ بداية العدوان "الإسرائيلي" على قطاع غزة، الذي راح ضحيته أكثر من 1900 شهيدًا وقرابة 10 آلاف جريح، ومازال العدد مرشحا للارتفاع في ظل عدم التوصل إلى وقف نهائي لإطلاق النار في غزة.