عمان - الكاشف نيوز : بعث جلالة الملك عبدالله الثاني اليوم رسالة إلى رئيس الوزراء الدكتور عبدالله النسور، وجه فيها الحكومة "إلى ضرورة المضي نحو مرحلة جديدة من الإصلاحات المرتكزة إلى مبادئ الشفافية، وتعزيز المشاركة الشعبية، وتحمل المسؤولية الوطنية من الجميع، لتضيف إلى الإنجازات الإصلاحية الكبيرة والنوعية التي تحققت خلال السنوات الثلاث الأخيرة".
فقد وجه جلالته الحكومة ببدء العمل لتفعيل وزارة الدفاع، كمؤسسة وطنية، للنهوض بالوظائف السياسية والاقتصادية والقانونية واللوجيستية للدفاع الوطني، وتوسيع دور الهيئة المستقلة للانتخاب في إدارة العمليات الانتخابية، لتشمل الانتخابات البلدية والإشراف عليها، إضافة إلى ما تكلفها به الحكومة من إدارة وإشراف لأي انتخابات أخرى.
وفيما يلي نص الرسالة:
بسم الله الرحمن الرحيم
عزيزنا دولة الدكتور عبدالله النسور، رئيس الوزراء الأفخم،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فيسرنا أن نبعث إليك وإلى زملائك في الفريق الوزاري بتحياتنا وأمنياتنا لكم بالتوفيق، معربين عن ثقتنا بإخلاصكم في المضي قدما وبقوة في المسار الإصلاحي الوطني الشامل الذي اختطه الأردن نهجا ثابتا، يتوخى التدرج الهادئ والواثق والمتزن الذي يبني على الإنجاز تلو الإنجاز.
وفي إطار حرصنا الدائم على دفع مسيرة الإصلاح، فإننا نوجه الحكومة إلى ضرورة المضي إلى الأمام نحو مرحلة جديدة من الإصلاحات المرتكزة إلى مبادئ الشفافية، وتعزيز المشاركة الشعبية، وتحمل المسؤولية الوطنية من الجميع، لتضيف إلى الإنجازات الإصلاحية الكبيرة والنوعية التي تحققت خلال السنوات الثلاث الأخيرة. وكل ذلك يأتي في أجواء بالغة الخطورة وغير مسبوقة يمر بها إقليمنا، مما يحدونا إلى المزيد من العمل لتعزيز مؤسساتنا الوطنية وتطوير أدائها وإعادة تنظيمها.
وبناء على ما تقدّم، فإننا نوجهكم إلى الشروع بالخطوات الإصلاحية التالية:
أولاً: بدء العمل لتفعيل وزارة الدفاع، كمؤسسة وطنية، للنهوض بالوظائف السياسية والاقتصادية والقانونية واللوجيستية للدفاع الوطني، وبما يحقق ما يلي:
· تعزيز القدرة الدفاعية العامة للدولة.
· نقل الأعباء اللوجيستية والإدارية والاستثمارية والتنموية، المتمثلة بالخدمات الدفاعية غير العسكرية أو الخارجة عن التخصص العسكري الاحترافي، من القيادة العامة للقوات المسلحة إلى وزارة الدفاع بتدرج، وبما يمكن الجيش العربي من التفرغ إلى وظائفه العسكرية الاحترافية.
· إدارة الموارد الدفاعية بصورة اقتصادية وأكثر فاعلية.
· تنظيم العلاقة مع المتقاعدين العسكريين والمحاربين القدامى، باعتبارهم رديفاً لرفاق السلاح العاملين في الدفاع عن الوطن، والاستفادة من خبراتهم وطاقاتهم في شتى المجالات.
ونؤكد هنا ضرورة إعطائكم الوقت الكافي، والذي ترونه ضروريا، لبحث الموضوع بشكل تفصيلي وإعداد الدراسات اللازمة، ومن ثم وضع خطة تنفيذية، وصولاً إلى تفعيل وزارة الدفاع بشكل تدرجي على امتداد السنوات القادمة.
ثانياً: توسيع دور الهيئة المستقلة للانتخاب في إدارة العمليات الانتخابية، لتشمل الانتخابات البلدية والإشراف عليها، إضافة إلى ما تكلفها به الحكومة من إدارة وإشراف لأي انتخابات أخرى، خصوصا ونحن على أبواب تنفيذ مشروع وطني متدرج للّامركزية، وبما يضمن أعلى مستويات الشفافية والنزاهة والحياد في إدارة العمليات الانتخابية المختلفة.
دولة رئيس الوزراء،
إننا إذ نثق بقدرة الحكومة على بلورة تصور واضح لتنفيذ هذه المرحلة الجديدة من الإصلاحات، لنتمنى لكم التوفيق، وأن تتكلل جهودكم بالنجاح في إنجاز هذه الإصلاحات، التي تعكس رؤيتنا وتلبي تطلعات شعبنا، وتمكننا من المضي قدما في خدمة وطننا الأعز ومواطننا الأغلى.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
عبدالله الثاني ابن الحسين