أخر الأخبار
الملك في طليعة المتبرعين بالنفس والمال والدم لنجــدة أهل غــــزة
الملك في طليعة المتبرعين بالنفس والمال والدم لنجــدة أهل غــــزة

عمان - الكاشف نيوز : من رائعة شاعر الدولة والوطن حيدر محمود «إلى سيدنا القابض على جمر الرجولة» وقد جاء فيها:
لقد تَعَلم منك الصّبْرَ مَنْ صَـبَروا
وقد تَعلّم منك البذْلَ مَنْ بَذَلوا
وقد تَعَلّمَ منك العِشْقَ مَنْ عَشِقوا
وقد تعلّم منك العقل من عقلوا
فلا رجولةَ إلاّ أنتَ مُفْرَدُها
ولا بطولةَ إلاّمنك يا بَطَلً
ولا رسالةَ إلاّما حَمَلْتَ ولا
طَريقَ يوصِلُ إلاّ هذه المُقَلُ
هذا هو الأردن العربي الهاشمي الذي استشهد أبناؤه على ثرى فلسطين، وفي ساحات الاقصى، وسهول جنين وقلقيلية، وهضاب باب الواد واليامون، لم ولن يتخلى عن دوره القومي، وهو الوفي لشرعيته الدينية ورسالته القومية التي ورثها كابراً عن كابر، لان هذا الحمى العربي بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني سيبقى الأقرب الى فلسطين، والأوفى لشعبها والأحرص على حقوقه، حتى يرث الله الارض ومن عليها.. شاء من شاء.. وأبى من أبى.
ومن هنا.. وبكل ما يعتمر قلبه من ايمان ونخوة ومكارم جاءت مواقف جلالة الملك عبدالله الثاني في دعم ومساندة الشعب الفلسطيني الشقيق، لم يكن امرا عابرا، او مرتبطا بمناسبة، أو جزءا من العلاقات العامة.. بل هو مكون رئيسي من مكونات السياسة الاردنية، والقضية الاولى على الاجندة الاردنية، منذ أن اطلق الحسين بن علي ملك العرب وشريفهم، صيحة الحرية لتحرير أرض العرب وتوحيدها، الى الملك المعزّز عبدالله الثاني ابن الحسين، الذي دوما كان ولا يزال المسكون في عمل الخير، وتقديم العمل الانساني لكل محتاج، امتثالا للرسالة الاسلامية المحمدية التي ينتمي اليها جلالته حماه الله وانطلاقا من كون القيادة الهاشمية التي تدعو دائما وابدا لبذل كل الجهود والطاقات والمساعي الخيرة المكثفة وعلى جميع الأصعدة من أجل تقديم العون والمساعدة لمن يحتاجها دون اي اهداف او مطامع وانما انطلاقا من مكارم الهاشميين وغوثهم الذي يتدفق في سبيل الانسانية.
ولا شك بأن جلالة الملك كان يؤكد باستمرار على ثوابت الموقف الأردني الواضح والمعلن والحاسم من العدوان الاسرائيلي الغاشم على قطاع غزة وتداعياته الكارثية على الاشقاء في غزة هاشم والتدمير الذي لحق بالبنى التحتية والمرافق وشلّ الحياة تماماً فيها فضلاً مما ارتكبته آلة القتل الاسرائيلية من جرائم ضد الانسانية ترتقي الى جرائم الإبادة والتطهير العرقي والتي حصدت الاف الارواح البريئة ومعظمهم من الاطفال والنساء والشيوخ فضلاً عن الاف المصابين والمشردين واليتامى والثكالى..
وقد جاء تأكيد جلالته على استمرار الأردن في تقديم العون والمساعدات الاغاثية والطبية اللازمة للاشقاء في قطاع غزة بكل طاقاته وامكاناته فضلاً عن تعزيز قدرات المستشفى العسكري الميداني الأردني في القطاع والمساهمة في جهود اعادة اعمار ما دمرته آلة الحرب الاسرائيلية، ليعكس في جملة ما يعكسه، كيف يقرن الأردن «القول بالعمل» وينسجم كما كان على الدوام مع قناعاته ومبادئه الوطنية والقومية في الدفاع عن الحقوق والقضايا العربية العادلة والعمل بدأب ومثابرة على لمّ شمل العرب.
وبالطبع فإن اتفاق وقف اطلاق النار الاخير الذي تم التوصل اليه عبر جهود اقليمية ودولية مكثفة كان الاردن في مقدمة الدول من خلال الدبلوماسية الاردنية التي يقودها جلالة الملك شخصياً من خلال جهوده المكثفة والحثيثة لوضع حد للعمليات العسكرية الاسرائيلية ضد قطاع غزة والتحذير من التداعيات الخطيرة لما يجري في القطاع على المنطقة واستقرارها.
كما ان ما ينهض به الاردن تجاه الاشقاء في فلسطين سواء على مستوى ايصال المساعدات الطبية والانسانية لقطاع غزة، أم لجهة تسهيل تقديم العون الطبي والانساني ومعالجة الجرحى والمصابين من ابناء القطاع، ينطلق من قناعات اردنية ثابتة ومتواصلة تقرن القول بالعمل الميداني المباشر، الذي ينفع الناس بعيداً عن لغة المزايدات والكلام المجاني، والذي خبره ميدانياً الاخوة في فلسطين، خاصة في قطاع غزة حيث المستشفى الميداني العسكري الذي يعمل في غزة منذ اكثر من خمس سنوات ومنح الاولوية المطلقة لعلاج الجرحى والمصابين في مدينة الحسين الطبية.
دبلوماسية أردنية بقيادة الملك

ويجب ايضا ألا يغيب عن البال ان ما بذله ويبذله جلالة الملك والدبلوماسية الاردنية، على اكثر من صعيد ولدى المنظمات الدولية والاقليمية الفاعلة وعواصم القرار الدولي، إنما يندرج في اطار المواقف الاردنية الرسمية والشعبية الداعمة بغير حدود لحقوق الشعب الفلسطيني الشقيق خصوصاً حقه بتقرير مصيره واقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني وعاصمتها القدس الشرقية، وفق حل الدولتين وقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية، حيث ما تزال الفرصة قائمة لتتراجع إسرائيل عن سياساتها العدائية والاستيطانية الرافضة للسلام، وايضا في مواصلة سياساتها واجراءاتها التي ستؤدي الى إشعال نيران الكراهية.
وبالطبع فإن سلسلة الاتصالات المكثفة التي اجراها جلالة الملك عبدالله الثاني مع عدد من الزعماء العرب والاجانب عكست طبيعة أولويات جدول عمل جلالته الشخصي وأيضاً جدول عمل الدبلوماسية الاردنية التي يقودها جلالته منذ اندلاع العدوان الغاشم الذي شنته اسرائيل على قطاع غزة والدور الذي ينهض به الاردن في هذا الشأن وبخاصة لضمان ادامة وقف العدوان على غزة ودعوة المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته تجاه الاوضاع الانسانية ورفع الحصار.
ولأن حرص جلالة الملك في اتصالاته مع الزعماء العرب والاجانب على تأكيد استمرار الاردن في بذل اقصى الجهود لتقديم المساعدات الإغاثية والطبية الاردنية اللازمة للأهل في قطاع غزة ووقوف المملكة شعبا وقيادة بكل طاقاتها وامكاناتها الى جانب أشقائه الفلسطينيين ومواصلة تقديم المساعدات اللازمة في ضوء ما تعرض له قطاع غزة من تدمير للبنى التحتية والخدمات، فإن ما يبذله جلالته شخصيا وما تقوم به الدبلوماسية الاردنية على اكثر من صعيد وما تتمتع به من مصداقية واحترام في العالم أجمع نظراً لانحيازها الى الشرعية الدولية وثقافة الحوار والسلام ورفض العدوان والحلول العسكرية والاحتلال والاستيطان يزيد من القناعة بأننا نسير في الاتجاه الصحيح وان طبول الحرب وهدير المدافع والدبابات وقصف الطائرات لن تغير من الحقائق الجغرافية والتاريخ وسيكون النصر دائما لقوة الحق وليس لحق القوة وغطرستها وهو ما يجب على قادة اسرائيل ان يدركوه وان يتصرفوا وفقاً له.
ويعلم الجميع ان ما قام به جلالة الملك تمثل في فتح معبر لايصال المساعدات للقطاع عن طريق الهيئة الخيرية الهاشمية وما اوعز به جلالته الى الحكومة بان تقدم لغزة هاشم ما تريد، فكان المستشفى الميداني الاردني الذي تم تزويده بما يلزم من ادوية وكوادر طبية والذي بدوره زود المستشفيات الغزية بالادوية والمستلزمات الطبية لسد النقص الشديد فيها. كما انه وبتوجيهات مباشرة من جلالة الملك تحولت عمان الى محج لمسؤولين عرب واجانب، خصوصا وزراء الخارجية منهم وامين عام الامم المتحدة بان كي مون الذي شكر جلالته على ما يقدمه الاردن، اضافة الى التبرع الانساني الكبير لجلالة الملك بدمه من اجل غزة، ليكون جلالته بذلك في مقدمة من يتبرعون بالنفس والمال والدم لنجدة اهل غزة بالاضافة لتبرع رفقية درب جلالته الملكة رانيا العبدالله بالدم من اجل غزة، فكان الاردن ولا يزال الرئة الصافية النقية التي يتنفس من خلالها الانسان الفلسطيني في غزة وفي الضفة الغربية دونما منة. ان الاردن لم يتوان لحظة واحدة عن اسناد قطاع غزة بعد ان داهمه العدوان الاسرائيلي الغاشم الذي استهدف الانسان والحجر والشجر، فاحال الحياة الى جحيم لا يطاق ليثبت البلسم الاردني من جديد بتوجيهات مباشرة من جلالة الملك عبدالله الثاني وحدة الدم والمصير، وان الاردن كان وسيبقى معهم ليس اعلاميا انما عمليا وانسانيا ومعنويا.

المستشفى الميداني.. رسل انسانية
كما إن الرسالة التي يحملها الاردن بقيادته الهاشمية على مرّ التاريخ تنطلق من ثقته بجيشه العربي الذي غدا نموذجا للعطاء الذي تجاوز حدود الوطن العزيز وايمانه على الدوام بالدور الانساني النبيل.. ومن هنا فإن السجل الحضاري الحافل للجيش العربي المصطفوي، لم يقف عند حدّ الدفاع عن الوطن، والحفاظ على مكتسباته، بل تعداه الى أدوار انسانية، إذْ أنبتت واحات وارفة من الانسانية حيث ان المستشفيات الميدانية التابعة للقوات المسلحة الاردنية في غزة كانت ولا تزال تقدم جهدها من خلال نخبة من اطباء الخدمات الطبية الملكية وكانوا وما زالوا اهل غوث ومكارم وانسانية فكانوا رسل الانسانية وهم يزرعون الامل ويعيدون الابتسامة الى الوجوه المتعبة، وذلك انطلاقا من الوعي لتاريخنا ومهمات جيشنا الجليلة، واستيعاب متكامل للمرحلة التاريخية، وبتوجيهات مباشرة من حبيب الجيش جلالة القائد الأعلى للقوات المسلحة الملك عبدالله الثاني حماه الله . ومنذ سنوات عديدة يقدم المستشفى الميداني العسكري الأردني في غزة الخدمة لاهل القطاع على مدار الساعة، وأجرى الاف العمليات الجراحية الكبرى والمتوسطة والصغرى وقام بتحويل العشرات من المصابين الذين تعذر إستكمال علاجهم في المستشفى لإستكمال علاجهم في مدينة الحسين الطبية.
جاء المستشفى الميداني الأردني نفحة هاشمية لغزة هاشم وتنفيذا لرؤى جلالة القائد الاعلى الملك عبدالله الثاني ابن الحسين لتقديم الخدمات الطبية والمساعدات الإنسانية لأهلنا وإخواننا في القطاع دعما لصمودهم.
وقد كانت مكرمة جلالة الملك عبدالله الثاني مع بداية العام 2009 وهديته الغالية الى اهلنا في قطاع غزة بارسال المستشفى الميداني الاردني للوقوف الى جانب الاشقاء في القطاع لتضميد جراحهم وتقديم الخدمة الطبية المجانية لهم وتخفيف الاعباء المالية والمادية عن المراجعين ووزارة الصحة في قطاع غزة وكذلك تخفيف العبء على العيادات الخارجية والمستشفيات الحكومية في القطاع.
ان تقديم المستشفى الاردني الخدمة لأكثر من مليون وربع المليون من المواطنين في قطاع غزة يعني وصول الخدمات الطبية الاردنية المجانية لكل بيت تقريبا من بيوت قطاع غزة مقارنة بعدد سكانها.
مواقف هاشمية منذ فجر التاريخ

الوقفة الاردنية الهاشمية بجانب الاهل في فلسطين على جميع الاصعدة والمجالات،ليست جديدة، ذلك ان المواقف الاردنية الهاشمية لم ولن يرقى اليها موقف آخر في تقديم كل اشكال الدعم والعون والمساندة المادية والمعنوية والسياسية للأشقاء في فلسطين، في مواجهة الاحتلال الاسرائيلي وجرائمه البشعة.
وفي الحرب العدوانية على غزة مؤخرا تم تعزيز طواقم المستشفى الميداني العسكري في غزة بكوادر طبية من الجراحين وأطباء العظام والتخدير ومختلف الاختصاصات بالإضافة للمعدات والإجهزة الطبية والعلاجات وكميات كبيرة من وحدات الدم. ان قدر الأردن برسالته الهاشمية التي رفع رايتها الحسين بن علي طيب الله ثراه، وحمل لواءها ملوك آل هاشم الغر الميامين، أن يعيش هموم أمته العربية ويدافع عن قضاياها، والأردن القوي المنيع المزدهر بقيادته الأمينة الشجاعة الحكيمة، هو القادر على دعم ومساندة أشقائه. ويشهد سجل الاردن التاريخي بانه لم يتوان يوما عن اداء واجبه تجاه اشقائه في وجه الطامعين ومقارعة الباطل بوقفات شرف ومجد ليس من السهولة ان تمحى من ذاكرة الامة، وقد جسدت مسيرة هذا البلد مبادئه واخلاقه بصدق وشرف والتزام فكان مع أمته في وجه كل طامع، يقف مع كل قطر من اقطار العرب في وجه كل حيف يتعرض له، هذا هو سجل الاردن، ابتداء في كل مراحل الصراع الممتد بين العرب والصهيونية في فلسطين، مرورا بوقوفه الى جانب اشقائه العرب، دون التفات لاعتبارات الربح والخسارة وما تطلب الموقف منه من تضحيات جسيمة وخط بدماء شهدائه اصالة انتمائه لهذه الامة وتمسكه باداء واجبه في كل الظروف دونما تردد او حساب، مسطرا بذلك صفحات من المجد والفخار ستذكرها له الاجيال القادمة ولن تنساها ويزدهي بها تاريخ العرب.
ان التوجه القومي ورسالة الهاشميين توأمان، فقد حمل الهاشميون، بما يمثلون من شرعية تاريخية ودينية وقومية وسياسية، الهم القومي، وقدموا من التضحيات في سبيل رسالتهم ما شكل ملاحم وبطولات ستظل تتحدث عنها الأجيال على امتداد التاريخ.
لقد كان الأردن، وسيبقى بعون الله، في طليعة المدافعين عن قضايا أمته العربية والإسلامية، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، وقضايا العرب جميعا، ليواصل بقيادته الهاشمية الحكيمة حمل رسالة الثورة العربية الكبرى وإخلاصه لمبادئها وقيمها الثابتة، وليكون احد معالم تجسيدها، في اطار من الصدق والوضوح في تحمل مسؤولياته مستهدفا المصلحة العربية العليا ومستلهما على الدوام ما تحدر اليه من تراث عظيم وحضارة خالدة ومثل عليا وقيم حية تهون الحياة في الدفاع عنها.
الملكة رانيا.. نحن اخوانهم

ايضا فإن الملكة رانيا العبدالله رفيقة درب جلالة قائدنا المعزز الملك عبدالله الثاني تبرعت بالدم لغزة، وكتبت في مقال لها تحت عنوان «حين تعجز الكلمة و يبكي الصمت» «هذه المرة، لم يطلب أهل غزة منا شيئا، لم يشركونا أساهم، لم يستنجدوا بنا، نحن البشر، نحن أخوانهم.
ارتفعت أيديهم الى السماء بالدعاء، لأن السؤال لغير الله مذلة وغزة لا تُذَلْ.
« واضافت جلالتها: «علينا أن نثبت لغزة وأهلها أننا إخوانهم، وأننا معهم.
وأن لوعة القلب تُجاوز الإحساس الى الفعل و في هذا الموقف، يكون اقتصارنا على الشعور بالأسى عارا ً! لأن مأساة غزة لا تحتاج الى التعاطف، فالمرء لا يتعاطف مع أخيه حين يقع عليه ظلم، بل يهب لنجدته.
وقالت جلالتها «فمن رأى منكم منكرا..» ،و»هناك طُرقٌ كثيرة لتصويب المنكر، طرق لا تتوقف عند إلقاء اللوم، طرق لا يعيقها التخاذل، طرق تُحوّل بكاءنا الغاضب يدا ممدودة تختصر المسافات بين أصواتنا وهواء غزة، مضيفة جلالتها «بالأمس بعث سيدنا جلالة الملك دمه ودم أبناء الأردن الى غزة لتختلط هناك بدماء اخواننا» واستجابة لنداء سيدنا نبدأ اليوم باستقبال المساعدات من خلال مؤسسة نهر الأردن، لتكون ساعِدَنا جميعا، نمدها لشعب قد نجعل خطواته لأجل الحياة أقل عزلة، ووحدة.
لنستطيع القول إن نحيبنا خرج عن صمته.
و» ذلك أضعف الإيمان».

الأردن.. تضحيات كبيرة

مجمل القول: لم تكن مواقف الاردن تجاه القضية الفلسطينية يوما صوتية وترديدا لشعارات، بل اقترنت بالفعل والتضحيات الكبيرة، وقد أثبتت الأحداث والتاريخ أصالة الموقف الأردني، ودوره المشرّف، والتضحيات الكبيرة التي قدمها الأردن الشعب والقيادة على حد سواء، فالاردن كان وسيبقى تحت ظل الراية الهاشمية المظفرة، البلد الذي لم يقصر أبدا، لا تجاه الأمة العربية، ولا تجاه القضية الفلسطينية، وتحمّل النتائج والآثار المدمرة للحروب التي قاتلنا فيها للدفاع عن فلسطين، ودفع ثمن هذه الحروب من تعبه ومعاناته وخبز أطفاله.

لم يتوان الاردن لحظة واحدة عن اسناد قطاع غزة بعد ان داهمه العدوان الاسرائيلي الغاشم الذي استهدف الانسان والحجر والشجر، فاحال الحياة الى جحيم لا يطاق ليثبت البلسم الاردني من جديد بتوجيهات مباشرة من جلالة الملك عبدالله الثاني وحدة الدم والمصير.
جلالة الملك اوعز مباشرة الى كل الوزارات والمؤسسات ان ترفد وتساعد غزة بكل الطاقات والامكانيات والسبل حتى انه يخيل لكل منصف ان الاردن يتعامل مع ما يجري في غزة كأنه شان اردني داخلي بحت بعيدا عن اي حسابات، وهو ما ميز الدور الاردني في هذه المأساة الانسانية، بعدما امعن العدو الصهيوني في تدمير كل اشكال الحياة، (دور العبادة والعيادات والمستشفيات والمستوصفات الطبية والمدارس الأهلة) بالنازحين الجدد والهاربين بارواحهم وأولادهم من جحيم ما صنعت آلة الحرب الاسرائيلية.
جلالة الملك اوعز الى الحكومة بان تقدم لغزة هاشم ما تريد، فكان المستشفى الميداني الاردني الذي تم تزويده بما يلزم من ادوية وكوادر طبية والذي بدوره زود المستشفيات الغزية بالادوية والمستلزمات الطبية لسد النقص الشديد فيها.
وبتوجيهات مباشرة من جلالة الملك تحولت عمان الى محج لمسؤولين عرب واجانب، خصوصا وزراء الخارجية منهم وامين عام الامم المتحدة بان كي مون الذي شكر جلالته على ما يقدمه الاردن، اضافة الى التبرع الانساني الكبير لجلالة الملك بدمه من اجل غزة، ليكون جلالته بذلك في مقدمة من يتبرعون بالنفس والمال والدم لنجدة اهل غزة