أخر الأخبار
«شيرين» وشهداؤها لا يزالون شهداءً على جرائمكم
«شيرين» وشهداؤها لا يزالون شهداءً على جرائمكم
اليوم تصادف الذكرى الأولى لاستشهاد الزميلة شيرين أبو عاقلة مراسلة قناة الجزيرة، التي غطت خلال عقود طويلة كل حروب دولة الكيان الصهيوني ضد الفلسطينيين، تلك الحروب الظالمة تحت بصر ونظر وعلم جميع دول العالم دون أن يتطرق أحد من العالم المتمدن الى تقديم إسرائيل الى أي محكمة جنائية دولية، ولم يفرض عليها أي حظر أو عقوبات كما تم فرضها على دول عربية كالعراق التي دمروها وسوريا التي خرجت من تحت الأنقاض الى عقوبات قيصر، وهاهي اليوم دولة الاحتلال تعيد التأكيد على قتل الأطفال وآبائهم والمدافعين عن حق وجودهم، وستبقى عين ش?رين أبو عاقلة وزملاؤها ترصد جرائم الدولة البربرية.
حتى كتابة هذه المقالة وصل عدد الشهداء ما بين أطفال ونساء ورجالا الى ما يزيد على 17 شهيداً ضمنهم ثلاثة قادة عسكريين، ورغم أن جامعة الدول العربية دعت الى اجتماع عاجل لمناقشة الوضع في غزة التي تتعرض لحرب ضروس، فإن كثيراً من أعضاء دول العرب لم تخرج من أفواههم أي بيانات تنديد على الأقل، و الجميع يعلم أن كل بيانات جامعة الدول العربية لا تستطيع أن تفعل أي شيء لحماية الشعب الفلسطيني المحكوم عليهم بالإعدام قصفاً وقتلاً وكأنهم طرائد لا قيمة لهم.
في المقابل تشتعل سماء فلسطين المحاذية للبحر الأبيض المتوسط بالصواريخ التي تطلقها المقاومة الفلسطينية رداً على العدوان الإسرائيلي، وباتت الأعداد المهولة للصواريخ التي تطلقها القبة الحديدية لجيش الاحتلال لردع صواريخ المقاومة، ما جعل سكان المدن التي يقطنها اليهود يتراعدون نتيجة الحرب التي لا ناقة لهم فيها، ولكن الحكومات في تل أبيب تصر الواحدة تلو الأخرى أن تحاول تركيع غزة التي قدمت شهداء بالمئات عبر السنين ولم يبك عليهم أحد، وتبقى عدسة الكاميرا هي الشاهد على جرائم الاحتلال الإرهابي.
في عيد استقلال المملكة الأردنية الهاشمية العام الماضي، والذي اقترب أيضا موعده نهاية هذا الشهر، قدم الملك عبدالله الثاني وسام الاستقلال لروح ابو عاقلة، وهذه إشادة للفكر الصحفي والبطولات التي يقدمها مراسلو الحروب الشاهدة على ظلم ذوي القربى حول وطننا العربي وفضح جرائم الاحتلال الصهيوني الذي لم يعد يكترث بأي دولة عظمى أو صغرى، فقد ارتكز على قانون قوة الإبادة الجماعية للمدنيين العزل، خصوصا بعدما قرر نتنياهو وعصابته أن يستهدفوا بيوت المقاومين وتدميرها على رؤوس الأطفال والعجائز.
ومع هذا باتت بعض دولنا العربية غير آبهة بما يجري لشعب من دمها ولحمها، ما عدا دول لها صلة رحم مع الأمة الفلسطينية، فالأردن الذي يقدم خدماته العلاجية في غزة عبر مستشفيين يعالجان أكثر من مليون ونصف غزّي، وقطر التي تدعم حكومة غزة ماليا وبعض اللوجستيات، لا نرى بعدها أي أحد يتذكر أن هناك شعبا تحت سياط العدو.
إن أولئك الثلة المتتالية جيلا إثر جيل على أرض فلسطين هم الوحيدون الذين يدافعون عن كرامة الأمة النائمة في أحضان العسل، هم الوحيدون الذين يقدمون صدورهم أهدافاً ضد دبابات وطائرات جيشٍ لا يعرف سوى قتل الذبابة بالقنبلة وتدمير البيوت بالصواريخ الموجهة، فيما يتراكض المتراكضون لانقاذ حكومات العدو العسكرية من مآزقها، رغم أن هناك طيفا واسعاً من رعايا تلك الدولة الصفيقة لا يعترفون بحكوماتهم ولا يساندوها، بل هناك من يقف دعماً للقضية الفلسطينية وللشعب الفلسطيني، ليس على أرض فلسطين وحسب، بل إن كثيراً من اليهود في الغرب ?صوصا الولايات المتحدة لا يعترفون بدولة الكيان.
سلام على أرواح شهداء فلسطين وموعدكم الجنّة التي كنتم توعدون.