لندن - الكاشف نيوز : استهل جلالة الملك عبدالله الثاني زيارة العمل التي بدأها أمس الأربعاء إلى العاصمة البريطانية لندن بلقاء عدد من رؤساء وأعضاء لجنتي الشؤون الخارجية والدفاع في مجلس العموم البريطاني ، حيث جرى بحث التطورات الراهنة في منطقة الشرق الأوسط.
كما التقى جلالته بقيادات فكرية وأكاديمية بريطانية مؤثرة، بهدف بحث التحديات التي تواجه المنطقة وسبل التعامل معها بما يعزز أمن واستقرار شعوبها.
وأكد جلالته، خلال اللقاءين، أهمية تكثيف جهود المجتمع الدولي لاستئناف المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وصولا إلى السلام الشامل والعادل والدائم المستند إلى حل الدولتين ومبادرة السلام العربية وقرارات الشرعية الدولية.
وبين جلالته أن العدوان الإسرائيلي الأخير على غزة والذي خلف وراءه حجما هائلا من الدمار، ولكيلا يتكرر مستقبلا، يستوجب معالجة جذور المشكلة من خلال الإسراع بدعم جهود السلام وحلِّ القضية الأساس في الشرق الأوسط، وهي القضية الفلسطينية، وبغير ذلك يكون الوضع عرضة للتفجر وتبقى المنطقة رهينة العنف والاضطراب، وبعيدة عن تحقيق تطلعات شعوبها في مستقبل أفضل.
ولفت جلالته إلى ضرورة أن يكثف المجتمع الدولي جهوده للبدء بعملية إعادة الإعمار في قطاع غزة، تخفيفا لمعاناة الشعب الفلسطيني هناك، مشيرا جلالته إلى الجهود الموصولة للأردن في تقديم العون والإغاثة الطبية والإنسانية لأبناء القطاع، من خلال دعم المستشفى العسكري الأردني الميداني في غزة، ومواصلة قوافل المساعدات الإنسانية والطبية من الهيئة الخيرية الهاشمية وغيرها من المؤسسات.
وتطرق اللقاء إلى الأوضاع في سوريا، حيث أشار جلالته إلى التداعيات الخطيرة لاستمرار الأزمة معلقة دون حلٍّ، ما يعمق من معاناة الشعب السوري، لافتا جلالته إلى الأعباء الضخمة التي يتحملها الأردن جراء استضافة أعداد كبيرة من اللاجئين السوريين، والتي تفوق قدراته وإمكاناته ما يتطلب دعما أكبر من المجتمع الدولي كي تتمكن المملكة من تحمل هذه الأعباء المتزايدة. وأكد جلالته أن الحلَّ في سوريا يجب أن يكون حلا سياسيا شاملا، وليس عسكريا، وهذا ما أثبته طول أمد الصراع هناك.
وحول مستجدات الوضع في العراق، لفت جلالة الملك الى أن الأردن يولي أهمية قصوى لبقاء العراق آمنا وموحدا ومستقرا، بحيث يشارك العراقيون بجميع مكوناتهم وقواهم السياسية دون استثناء في الحفاظ على بلدهم وتماسكه في مواجهة ما يشهده من تحديات، مؤكداً أهمية التوصل إلى عملية سياسية توافقية وجامعة كمخرج لذلك.
من جانب آخر، شدد جلالته على أن توسع الحركات والتنظيمات الإرهابية وفكرها، والذي ليس له علاقة أبدا بالإسلام، والدين الإسلامي منه براء، هو من إفرازات عدم التوصل إلى حلول لمشاكل وتحديات المنطقة، وأن مجابهة خطرها يستدعي بلورة مواقف وتعاونا دوليا فاعلا يتصدى لهذه التنظيمات وما تمثله من غلو وتطرف وفوضى قد يتعدى خطرها المنطقة إلى العالم أجمع.
وبين جلالته أن محاصرة حركات التطرف في المنطقة التي تستغل الدين، وكشف نواياها وفكرها التكفيري يتم من خلال نشر قيم التسامح والتعايش والوسطية التي تعبر عن جوهر الإسلام الحنيف.
وثمن البرلمانيون البريطانيون والقيادات الفكرية والأكاديمية البريطانية، خلال اللقاءين، الذي حضره رئيس الديوان الملكي الهاشمي، ووزير الخارجية وشؤون المغتربين، ومدير مكتب جلالة الملك، والسفير الأردني في لندن، جهود جلالة الملك لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة، معبرين عن تفهمهم للصعوبات التي تواجه الأردن، خصوصا الاقتصادية منها، ومقدرين في نفس الوقت ما يقوم به جلالة الملك من جهود على مختلف الصعد لتحقيق السلام في الشرق الأوسط وتعزيز أمن المنطقة في مواجهة مختلف التحديات.
كما ثمنوا سياسة الأردن المعتدلة التي يقودها جلالة الملك، والتي تضع حلولا منطقية وعملية لمختلف التحديات في المنطقة، معتبرين أن ما طرحه جلالته يساعد كثيرا في بلورة تصورات دقيقة لما يشهده الشرق الأوسط من متغيرات وتطورات غير مسبوقة وكيفية التعامل معها إقليميا ودوليا.