واشنطن -الكاشف نيوز:قالت الولايات المتحدة، إن حزب الله اللبناني يزيد من دعمه للحكومة السورية، وإنه أصبح جزءا من «آلة القتل» التابعة للرئيس السوري بشار الأسد. وفي كلمتها خلال الاجتماع الشهري لمجلس الأمن بشأن الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط مساء الاثنين، قالت السفيرة الأميركية في الأمم المتحدة سوزان رايس، إن قادة حزب الله يواصلون وضع تدابير جديدة مع إيران للإبقاء على نظام الأسد في السلطة والحيلولة دون سقوطه، بحسب ما نقلته وكالة الأسوشييتد برس الأميركية أمس. وتعد تصريحات رايس جنبا إلى جنب مع تصريحات السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة رون بروسور هي الإشارة الأبرز على أن حزب الله، الذي خاض حربا ضد إسرائيل عام 2006 ويعد قوة سياسية وعسكرية كبيرة في لبنان، يرسل أعدادا متزايدة من مقاتليه لمساعدة النظام السوري.
يذكر أن الأقلية العلوية الحاكمة في سوريا تنتمي إلى المذهب الشيعي وترتبط بعلاقات وثيقة مع إيران وحزب الله ذات الغالبية الشيعية. ولطالما ساعد الأسد إيران على تقديم الدعم لحزب الله وحركة حماس الفلسطينية، التي تسيطر على قطاع غزة، في زعزعة استقرار لبنان وتهديد أمن إسرائيل والمصالح الأميركية في منطقة الشرق الأوسط.
واتهمت السفيرة الأميركية الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله بالنفاق فيما يتعلق بادعائه بأنه يعمل على تعزيز مصالح لبنان الوطنية، مضيفة: «إن دعم حزب الله النشيط والمتنامي للأسد يظهر أن زعمه تعزيز مصلحة لبنان الوطنية لا يعدو كونه نوعا من أنواع الخداع».
واستطردت رايس في حديثها قائلة: «قد يحاول قادة حزب الله تغيير الموضوع بالتذرع بالخطابات الجوفاء عما يسمى بالمقاومة، بيد أن الحقيقة واضحة للعيان، وهي أن مقاتلي حسن نصر الله قد أصبحوا الآن جزءا من آلة القتل التابعة للأسد وأن قادة حزب الله يواصلون التآمر مع إيران لاتخاذ تدابير جديدة لدعم الديكتاتور القاتل الذي يتصرف بتهور شديد بسبب اليأس».
وأضافت رايس أن الولايات المتحدة تحث المجتمع الدولي على «مواجهة أنشطة حزب الله الإرهابية، وبذل المزيد من الجهد لفضح تورط حزب الله العميق في الحرب التي يشنها الأسد على شعبه».ومن جهته، قال سفير إسرائيل إن نصر الله يدعي أنه بحاجة إلى جيش مزود بصواريخ متقدمة للدفاع عن لبنان ضد الدولة اليهودية، مضيفا: «نرى اليوم أن حزب الله أكثر انشغالا بذبح أشقائه وشقيقاته في سوريا». وأشار بروسور إلى أن نصر الله والرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد يشكلان «مثلت الإرهاب» مع الأسد، و«يسديان النصح لطاغية دمشق حول كيفية ذبح شعبه بفاعلية أكبر». وقالت السفيرة الأميركية، إن الحرب السورية الممتدة منذ 19 شهرا تشكل حاليا تهديدا لجميع الدول المجاورة في منطقة الشرق الأوسط، بما في ذلك لبنان الذي شهد هجمات عابرة للحدود وتدفقا كبيرا للاجئين السوريين. وأثنت رايس على الحكومة والقوات المسلحة في لبنان «لدورهما في الحفاظ على الاستقرار وسيادة القانون والنظام في هذه المرحلة الحرجة». ورحبت السفيرة الأميركية بالجهود التي يبذلها الرئيس اللبناني العماد ميشال سليمان وغيره من المسؤولين اللبنانيين بغية تعزيز الحوار بشأن الكثير من القضايا، من بينها نزع سلاح الميليشيات غير الشرعية وفقا لمطالب مجلس الأمن. وتطرق الكثير من المشاركين في الاجتماع إلى الحصيلة المتصاعدة للضحايا السوريين (أكثر من 30.000 حسب تقديرات النشطاء) وفشل المجلس المنقسم على نفسه في اتخاذ قرار لوقف تلك المذابح. واستحوذ الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني الممتد منذ عقود على النصيب الأكبر من الاجتماع. وفي كلمته أمام المجلس، قال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية جيفري فيلتمان، إنه يتعين على المجلس أن يشعر بالقلق إزاء عدم قيام إسرائيل والفلسطينيين باتخاذ خطوات ذات مغزى لاستئناف المفاوضات المتوقفة بشأن القضايا الرئيسية لتحقيق هدف قيام دولتين تعيشان جنبا إلى جنب في سلام، مؤكدا أن هذا يجب أن يظل الأولوية القصوى. وأضاف فيلتمان: «ومع ذلك، نخشى أن يغلق الباب المفتوح لهذا الحل أمام أعيننا».